بحث (إسرائيلي): كتب «الحرديم الأشكناز» مليئة بالعنصرية واحتقار المرأة

الخميس 29 يونيو 2017 09:06 ص

كشف بحث أكاديمي (إسرائيلي) جديد مستوى العنصرية والكراهية التي يكنها اليهود المتزمتون «الحرديم» من الأشكناز، المتحدرون من أصول أوروبية، لكل من هو ليس منهم، خصوصًا المتدينين الإصلاحيين والعلمانيين والشرقيين واليساريين، فضلًا عن نظرتهم المتشددة والرجعية تجاه المرأة، حيث وجد البحث أنهم يرونها كائن «يجب أن يبقى ربة بيت تغسل الصحون وتنشر الملابس».

وشمل البحث استعراض نحو 100 كتاب تدريس في جهاز التعليم الخاص بالحرديم في مجالات الأدب والتاريخ والجغرافيا والمواطنة والعلوم والتوراة.

كما تم فحص «المواقف والقولبات (الكليشيات) التي يتم غسل أدمغة الطلاب الصغار بها»، كما يقول أحد معدي البحث في حديثه مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» التي انفردت بنشر نتائج البحث.

مضيفًا أن كتب التدريس لطلاب صفوف الأول والثاني «تعرض التيار الديني الإصلاحي عدوًا، فيما يتعرض واضعو الكتب التدريسية في جهاز التعليم الرسمي إلى الشتيمة والقذع»، كذلك تتعامل كتب تدريس «الحرديم» بعدائية تجاه العلمانيين والحركة الصهيونية وتنفي وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه. ويلفت معد البحث إلى أن كتب التدريس تخلو من صور البنات و النساء، أو التطرق إلى العلاقات بين الصبيان والبنات.

وتعرّف كتب التدريس الحركة الصهيونية بأنها «تنظيم نشأ في أعقاب معاداة السامية أواخر القرن التاسع عشر، فاتحدّ كل المنصهرين (مع ديانات أخرى) ومُنحت قوة هائلة لليهودية المنصهرة ولم يتحداها أحد. وأصبح الانصهار مبدأ جمهور بأكمله لتنظيم يتنكر لمبادئ الشعب ويزوّر صورة هذا الشعب ويدعي أنه يمثل كل الشعب».

ويعتبر الحرديم، وفق ما يتلقنه أبناؤهم في المدارس، أن إقامة إسرائيل «خطيئة بحق الشعب اليهودي» وأنه عندما قامت الدولة، «استغل محترفون حزبيون، موفدو الوكالة الصهيونية، نفوذهم وأرغموا المهاجرين الجدد وتحديداً أبناءهم على اتباع التيار العلماني إذ تم قص سوالف (الشعر المتهدل من الرأس إلى الأذن) أطفال اليمن بحجة تنظيف الرأس من القمل، وحُرم الرجال الذين رفضوا إرسال أبنائهم إلى مدارس دينية من العمل، وأقيمت مراكز ثقافية للعلمانيين فقط».

ويتعرض أحد أبرز المثقفين اليهود في القرن الثامن عشر «موشيه مندلسون» إلى أعنف هجوم في كتب التدريس بداعي أنه أرسى لأحد مبدأين: «إرغام المتدينين على التخلي عن تدينهم، أو تبني التيار الديني الإصلاحي».

وطبقاً لكتب التعليم ذاتها فإن لليهود فقط «الحق المطلق على أرض إسرائيل بالكامل (من النهر إلى البحر) كما وعد الخالق سيدنا إبراهيم».

وفي كتاب المواطنة لا يرى «الحرديم» في «الاحتلال عملاً غير عادل، لكنهم يرون وجوب التعامل في شكل عادل ومتفهِّم مع العرب في إسرائيل كما مع سائر المواطنين من غير اليهود». وجاء في أحد الكتب أن «تحرير الوطن وعد رباني وليس احتلالاً، والأمر الوحيد الذي يجب اتباعه هم أن نتيح لهؤلاء الخيار بين البقاء هنا كرعايا أجانب، وأن يقبلوا على أنفسهم حدود السلوك التي يتم إملاؤها، أو يغادرون البلاد».

وتتجاهل كتب التدريس الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني ومسألة الهوية القومية الفلسطينية. ووفق معدي الكتب فإن العرب مواطني إسرائيل هم متساوو الحقوق «لكنهم لا يكتفون بذلك ويصرون على الحق في التماثل مع عرب المناطق (المحتلة) الذين يسمون أنفسهم فلسطينيين، رغم أنهم أعداء الدولة». ويؤكد أحد الكتب أن الخطر في ذلك «يعيد للذاكرة صعود النازيين إلى الحكم في ألمانيا بعد أن لجأوا إلى الوسائل الديموقراطية، والمشاركة في الانتخابات العامة بهدف السيطرة على الدولة».

وتعتبر كتب التاريخ للحرديم اتفاقات أوسلو «الكارثة الكبرى على إسرائيل، إذ منحت إسرائيل الفلسطينيين الحكم والنفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري من دون أن تخشى النتائج الهدامة لتسليم مثل هذه القوة بأيدي إرهابيين متوحشين من منظمة التحرير الفلسطينية». وتضيف: «أعطيناهم تقريباً كل شيء، وهم لم يكونوا أبداً شعباً ولم تكن لهم أرض. نحن توّجناهم شعباً ومنحناهم الأرض. وبقدر ما أعطيناهم زادوا عداءهم وعمليات القتل».

ويتهم «الحرديم» اليسار الإسرائيلي بحصول كارثة اتفاقات أوسلو «التي منحت ياسر عرفات أن يحقق حلمه الشرير، فيما طلب اليساريون الامتناع عن المس بالعرب، رغم مقتل مئات اليهود على يد هؤلاء الأشرار».

أما في ما يتعلق بنظرة الحرديم للنساء فإن جميع كتب التدريس تتفق على أن النساء هن «المعيلات الرئيسيات في العائلة، بسبب انشغال أزواجهن في نهل الدين». وجاء في كتاب للصف الأول أن الأم تدير البيت «بحكمة وذكاء، لكن مهمتها الرئيسية هي غسل الأواني ونشر الغسيل. وهي تحترم الأب لينجح، فهو يفهم في أمور كثيرة وتتم استشارته».

وفي كتب اللغة الانكليزية للصف الثاني وفي الباب المتعلق بالعائلة تظهر «صورة لأبناء العائلة من الذكور وفي الصورة الثانية للبنات، لكن هنا تظهر فقط صور شاغرة».

ولا تتطرق كتب «الحرديم الأشكناز» إلى أترابهم من «الشرقيين السفارديم» ولا إلى تاريخهم وانتشارهم في أوروبا، لكن من المفارقات، كما يشير البحث، أن كتب التدريس في مدارس «الحرديم الشرقيين» ذاتها تخلو هي أيضًا من تاريخهم لأن واضعي الكتب هنا أيضًا هم من «الحرديم الأشكناز».

  كلمات مفتاحية

قناة إسرائيلية: إعلانات عنصرية على الحافلات تثير استياء اليهوديات