بعد استضافة المحور لـ«فتاة العباسية» .. اتهامات باستغلال حالتها النفسية

الجمعة 7 يوليو 2017 10:07 ص

أثارت حلقة برنامج «90 دقيقة» على قناة المحور المصرية، ردود فعل غاضبة تجاه إدارة القناة والإعلامي المصري المُقدم للبرنامج «معتز الدمرداش»، وذلك بعد استضافته أسرة من تم معرفتها إعلاميًا باسم «فتاة العباسية»، التي انتشرت قصتها عبر شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة قبل أيام.

وقد تناولت الحلقة جانب غاية في الخصوصية والعائلية، ومشادات بين الفتاة الرافضة للعودة إلى منزلها وأسرتها التي أعلنت مباشرة على الهواء أنها تبرأت منها، قبل سنوات.

وبحسب المتابعين عبر شبكات التواصل، أبرزت الحلقة جانبًا قاسيًا من حياة الفتاة؛ ما دفع البعض إلى المناشدة بحذف الحلقة من موقع يوتيوب؛ تجنبًا لتعرضها لمزيد من التداعيات النفسية.

 

بداية كل شيء

البداية كانت في انتشار صخم لصورة لفتاة عشرينية نحيلة، عبر موقع فيسبوك، لا يبدو انتماؤها إلى عالم المتسولين في الشوارع، إلا أنها شوهدت بمظهر غير مهندم ومتسخة وشعثاء الشعر وحافية القدمين، وتتسول من المارة أسفل كوبري بأحد أحياء مدينة القاهرة. وهو الأمر الذي أثار انتباه إحدى السيدات، فنشرت استغاثة عبر فيسبوك على صفحة «معانا لإنقاذ إنسان» - وهي مؤسسة مهتمة بتقديم وتوفير حياة كريمة للمشرّدين؛ وذلك خوفًا من أن تصبح الفتاة مطمعًا.

وفور انتشار الرسالة، بادر «محمود وحيد عبد الحميد»، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان»، بالتوجّه إليها والتكفل بها في المؤسسة الخيرية المسؤول عنها، وسعى إلى الوصول إلى أسرتها، وعلى الرغم من مطالبته بتوقف الإعلام عن تداول قصة «سلوى عرابي» المعروفة باسم «فتاة العباسية». إلا أنها ظهرت مؤخرًا برفقته عبر فضائية «المحور» في برنامج «90 دقيقة» الذي يقدمه الإعلامي «معتز الدمرداش».

وسلط اللقاء التلفزيوني، الضوء على بعض المعلومات حول الفتاة التي تدعى «سلوى عرابى»، حيث تبلغ من العمر 22 عامًا، وُلدت بمحافظة الغربية وكانت تعيش تحديدًا في مدينة المحلة الكبرى، وهي أخت صغرى لـ5 أبناء؛ 4 منهم أشقاء وأخت واحدة من والدتها، وقد توفي والدها وهي طفلة في سن العاشرة، ولم تتحمل الطفلة «سلوى» قسوة أهلها بعد وفاة والدها، والتي أكدت أنهم كانوا يعاملونها بطريقة مختلفة عن التي تربت عليها مع والدها، فقررت الهروب.

 

دار الرعاية

وبعد انتشار رسالة الاستغاثة، ردت مؤسسة «معانا لإنقاذ إنسان» بأنه جارٍ التعامل لتقديم المساعدة للحالة بعد 12 دقيقة من نشر المنشور عبر فيسبوك، حيث اصطحب فريق من المؤسسة طبيبة ومشرفًا و3 متطوعات من الفتيات و2 من الشباب لحماية الفتاة، إلا أنهم فور وصولهم للمكان المذكور لم يجدوا الفتاة، التي تبين لاحقًا أنها انتقلت إلى أحد أقسام الشرطة القريبة، بينما تم إجراء الكشف الطبي عليها في مستشفى الدمرداش، حيث أصرَّ الفريق على الوجود معها في قسم الشرطة؛ لإنهاء إجراءات تسليمها إلى أسرتها أو دار الرعاية.

المفاجأة في الموضوع تمثلت في رفض الفتاة العودة إلى أهلها، حيث فضلت البقاء في مؤسسة الرعاية. وهو ما دفع صفحة المؤسسة بمطالبة جميع القائمين على الصفحات بالشبكات الاجتماعية، عدم تناول الأمر والكف عن نشر صورتها؛ منعًا للتعدي على خصوصيتها وحريتها الشخصية.

ورغم عزم المسؤولين عن الدار على عدم تناول القضية مرة أخرى، فإنهم قَبِلوا ظهور الفتاة في برنامج «90 دقيقة»، وهو ما تسبب في جدل واسع بعد ما تم إثارته في الحلقة.

 

زواج من «السلطة»

الفتاة التي بدت عليها علامات الاضطراب، وتحدثت بشكل غير متسق أو متناسق، أكدت خلال اللقاء التلفزيوني أنها «تزوجت شخصًا، لا تعرفه، ولكنها أُعجبت به، ذا سلطة (رفضت ذكر اسمه)، قبل 9 سنوات، فكانت بمثابة الصدمة».

كما اعترفت «سلوى عرابي» بأنها تزوجت في سن الـ16 عامًا، وتعرفت على شاب وعاشت معه في المنزل دون زواج.

وأضافت أن علاقتها بالشاب انتهت بعد حملها منه وزواجه بفتاة أخرى، بعد فشل الحياة بينهما، خاصة أنها كانت في سن صغيرة.

 

والدة «سلوى»

هاجمت الحاجة «زكية»، والدة «سلوى عرابي»، ابنتها على الهواء، وتبرَّأت منها، وقالت بطريقة حادة، رافضةً أن تسمع صوت ابنتها: «أنا شربت الذل منها بعد ما عايرتني بعجزي .. عينها فارغة، وأنا لا أريدها، وهي ماتت بالنسبة لي»، وزعمت الأم هروب ابنتها المتكرر في طفولتها.

كما اتهمتها بسرقة أموال شقيقها عام 2008 وهروبها، على حد قولها؛ ما تسبب في غضب «سلوى» واتهمت الفتاة والدتها وشقيقها بأنهما يقولان كلامًا غير صحيح، وكادت تبكي وهددت بالانسحاب من البرنامج لولا أن استوقفها «الدمرداش»، وحاول أن يدافع عنها باعتبارها ضيفته في البرنامج، ووصفت الأم صور ابنتها على مواقع الأخبار بأنها «فضيحة»، فتدخَّل شقيقها قائلاً: «في بنت محترمة تقول: أنا قعدت مع شاب في شقة؟».

وفور انتهاء الحلقة، وبعد اندلاع موجة الجدل الشديد حولها، فوجئ متابعو «سلوى عرابي» على «انستقرام»، بإغلاق صفحتها التي كانت تكشف بعض التفاصيل حول حياتها عن قرب، فقد التقطت لنفسها صورًا مختلفة أثناء إقامتها بدبي.

 

تعليق المؤسسة على «الحلقة»

من ناحيته، تقدَّم «محمود وحيد» الذي تكفّل برعاية «سلوى عرابي»، في المؤسسة الخيرية التي يرأس مجلس إدارتها، باعتذار للمشاهدين عقب انتهاء الحلقة، بعد تداول البرنامج حياة «سلوى» الخاصة والعائلية، مشيرًا إلى أنه لم يكن لديه علم بتغيير محتوى النقاش بالبرنامج.

وقال معلقًا: «تعتذر مؤسسة (معانا لإنقاذ إنسان) لكل أعضائها الكرام عما تم تداوله في حلقة (90 دقيقة) بقناة المحور لمعتز الدمرداش في أثناء البث المباشر لحلقة سلوى الشهيرة بـ(فتاة العباسية)؛ نظراً إلى تداول البرنامج حياة سلوى الخاصة والعائلية دون مراعاة لمرضها النفسي والضغوط، وعلى الرغم من تأكيد المؤسسة عدم المساس بأي تفاصيل تخص حياتها الخاصة».

واستكمل: «من اللحظة الأولى لتعاملنا مع سلوى، تم منع وسائل الإعلام كافة من تداول أي معلومات تخص حياتها الشخصية، وسبب ظهور سلوى بالبرنامج مع معتز الدمرداش هو طمأنة الناس على سلوى، ولم يكن لدينا علم بتغيّر محتوى النقاش في أثناء البث المباشر للبرنامج والتطرق إلى تلك التفاصيل الخاصة».

 

«قصة تصلح للسينما»!

«سامي عبد الراضي»، رئيس تحرير برنامج «90 دقيقة»، اضطر للتعليق بدوره على ما تم تداوله من انتقادات على الحلقة، قائلًا: «تابعت قصة (فتاة العباسية) التي نامت تحت الكوبري فترة وصار شكلها غريبًا وملابسها رثّة، وحالها لا يوصف، قبل أن تظهر المفاجأة وتتضح الصورة بأن هذه الفتاة فائقة الجمال أو قل (جميلة).. وأنها كانت تقيم مع أسرتها وتركتهم وعمرها 13 سنة، ثم تبنتها أسرة في مصر الجديدة، فأصل القصة غريبة ودرامية، وعليه طلبتُ من زملائي في برنامج (90 دقيقة) الوصول لهذه الفتاة».

وأضاف: «وبعد جهد استمر 4 أيام، وصلنا إليها وللدار التي احتوتها وحددنا موعدًا للظهور، وحضرت الفتاة هي وصاحب الدار التي تولت رعايتها، وأحضرنا شقيقها وكان في غرفة الانتظار، وعرضنا صوره على شقيقته وتبسمت وقبلت أن يشارك في الحوار، وحكت الفتاة، ابنة الـ22 عامًا، تفاصيل مرعبة، تركت المنزل وهي طفلة وصاحبت شابًا واستقرت في شقته وهي ابنة الـ16 عامًا، وزواجها بشخص في السلطة وحرق فستان زفافها على طريقة عادل أدهم وميرفت أمين في (حافية على جسر الذهب)، وتحدثت الأم وتبرأت من ابنتها».

وأردف قائلاً: «هاجمنا البعض وقال: يجب ألا تستضيفوا شخصية مريضة نفسيًا. وأقول: الفتاة كانت في منتهى الذكاء والقوة في الحضور عند كل إجابة وعند كل مداخلة مع متصل وعند كل رد على أمها أو شقيقها أو على أي سؤال، ربما رآها البعض (مريضة نفسية)، والحقيقة أنها (مصدومة) أو مصابة بانهيار عصبي ويجب أن تعالج ويتم احتواؤها أُسريًا. وبعيدًا عن الهجوم، قصة هذه الفتاة تصلح أن تكون فيلمًا سينمائيًا بامتياز، شكرًا لمن انتقد وشكرًا لمن حيّا وأشاد».

 

  كلمات مفتاحية

مصر فتاة العباسية سلوى عرابي مرض نفسي مريضة نفسيا معتز الدمرداش لقاء تلفزيوني المحور

امرأة تحرق قلب طفلة على والدتها في السعودية .. ونشطاء: «مريضة نفسيًا ويجب محاكمتها»

«معلمة تقتلع أظافر طالبة».. و«تويتر» السعودية: مريضة نفسية

جنود مصريون يقتلون فلسطينيا مضطربا نفسيا على الحدود مع غزة