خبير ألماني: أزمة قطر صراع على النفوذ ولا تتعلق بالإرهاب

السبت 8 يوليو 2017 06:07 ص

اعتبر الكاتب الصحفي الألماني «راينر هيرمان»، الخبير بشؤون الخليج والشرق الأوسط إن الصراع القائم حاليا بين قطر ودول الحصار (لسعودية والإمارات والبحرين ومصر)، لا علاقة له بالإرهاب لا من قريب ولا من بعيد، وإنّما هو صراع حول النفوذ والسلطة.

وفي مقاله بعنوان: «أوهام في منطقة الخليج»، الصادر بصحيفة «فرانكفورتر ألجيماينه تسايتونج» الألمانية اليومية، في عددها الخميس، قال الصحفي والخبير السياسي الدكتور «راينر هيرمان»، إن النزاع في الخليج لا يتعلق بالإرهاب وإنما بالمنافسة على النفوذ.

وأضاف الكاتب أنه لا يمكن لا لأمير دولة الكويت، ولا لوزير الخارجية الألماني، زيغمار غابرييل، الذي يحاول هو الآخر إجراء وساطة في الأزمة إيجاد حل للسبب الرئيسي وراء الأزمة الخليجية الحالية.

و«مع ذلك فإنّ ما يقومان به ليس خطأً. فهما يحاولان أولاً منع حدوث أي تصعيد للصراع، الذي يمكن وبسهولة جدّاً أن يخرج عن حدود السيطرة. وثانياً فهما يكسبان مزيداً من الوقت، لكي يعيد جميع أطراف النزاع التفكير في مدى التبعات الهدّامة، التي يمكن أن تترتّب على تصرفاتهم. ولعلّه ضرباً من الوهم أن يتخيّل أحد أنّ هذا الصراع، الدائر منذ سنوات طويلة، من الممكن حلّه جذريا»، بحسب «هيرمان».

وقال إن «هذا الصراع الأساسي بين أقوى دول الخليج لا علاقة له بالإرهاب لا من قريب ولا من بعيد، وإنما هو صراع حول النفوذ والسلطة، وذلك لأن دولة قطر الصغيرة كثيراً ما تغرّد خارج السرب، وخاصّة فيما بعد اندلاع ثورات «الربيع العربي»، مخالفة بذلك حالة الإجماع بين دول الخليج، وتصطدم بذلك مع مصالحهم».

وتابع  «وهذا ما تريد كلّ من السعودية والإمارات إنهائه. وإذا فشلوا في ذلك فستختل معادلة القوة في منطقة الخليج. بمعنى أنّه لو استمرّت قطر على حالة عدم الانصياع، وهو ما تشير إليه كلّ الدلائل، فإن السعوديين والإماراتيين يريدون تشديد الحصار والمقاطعة، وبشكل عملي عن طريق توقيع عقوبات اقتصادية، واستبعاد قطر من منظومة مجلس التعاون الخليجي».

واعتبر أن ذلك سيكون بمثابة سكب المزيد من الزيت على النار. إذ أن قطر سوف تجد نفسها بسبب ذلك مدفوعة للارتماء في أحضان إيران، وستنقل دول الثلاث الخليجية المقاطعة لقطر الصراع إلى بلاد أخرى في العالم العربي. فما بدأ عام 2011 في شمال أفريقيا وفي بلاد الشام، وصل الآن إلى دول الخليج، التي لم تعد واحات للأمان والاستقرار.

وأعربت قطر، الجمعة، عن أسفها لما تضمنه بيانان لدول الحصار الأربع، وما ورد فيهما من «تهم باطلة، تمثل تشهيراً يتنافى مع الأسس المستقرة للعلاقات بين الدول».

وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما نفت الدوحة صحته، معتبرة أنها تواجه حملة افتراءات، وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

وقدمت الدول الأربع، يوم 22 يونيو/حزيران الماضي، إلى قطر، عبر الكويت، قائمة تضم 13 مطلبًا لإعادة العلاقات مع الدوحة، بينها اغلاق قناة «الجزيرة»، وهي المطالب التي اعتبرت الدوحة أنها «ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ».

وفي بيانها فجر الجمعة، اعتبرت الدول الأربع أن المهلة التي منحتها لقطر للموافقة على تلك المطالب انتهت، وأن المطالب باتت لاغية بعد رفض الدوحة لها.

  كلمات مفتاحية

قطر السعودية مصر البحرين الإمارات

دول الحصار: مبادئ ستة لحل الأزمة.. والرد القطري سلبي

«و.س. جورنال»: إعلان قطر زيادة إنتاجها من الغاز رسالة إلى دول الحصار

دول الحصار تطلب من قطر مقاطعة إيران وغلق القاعدة التركية و«الجزيرة»