الجرف الصامد: تآكل الردع

الجمعة 26 ديسمبر 2014 08:12 ص

بقلم: يوسي يهوشع | يديعوت - بعد أربعة اشهر من نهاية حملة الجرف الصامد بات واضحا بان الردع الذي تحدثوا عنه كثيرا في القيادة السياسية وفي الجيش الاسرائيلي آخذ في التبدد.

من لا يزال يتذكر بانهم وعدوا بان يكون هنا هدوء لسنوات طويلة بعد جولة القتال الاخيرة أو الاعلانات عن أن حماس "تلقت ضربة لن تحاول بعدها رفع الرأس" – بالضبط مثل حزب الله بعد حرب لبنان الثانية.

نار القناصة صباح أمس نحو قوة من الجيش الاسرائيلي كانت تعمل على الجدار الفاصل داخل اسرائيل ليست نار صاروخ آخر من منظمة عاقة فقدت حماس السيطرة عليها. هذه المرة يدور الحديث عن حدث خطير بشكل خاص بالضبط لسبب أن حماس موقعة عليه. ولولا العلاج الطبي الممتاز الذي منحته القوة للجندي الجريح، لكان من شأن الحادثة أن تنتهي مع قتيل للجيش الاسرائيلي.

في الاشهر الاخيرة شهدنا تنقيطا للصواريخ نحو اسرائيل. يوم الجمعة وصل هذا الى منطقة كيبوتس نير اسحق. لم يكن ممكنا الادعاء بان هجوم الجيش الاسرائيلي الذي جاء ردا على ذلك كان زائدا: فقد ضرب مصنع للباطون ينتج بنية تحتية للانفاق الهجومية الخاصة بحماس.

ولكن حادثة أمس تتناقض تماما والتقديرات التي اطلقتها محافل اسرائيلية وبموجبها حماس ليست مشاركة في اطلاق النار الذي تنفذه منظمات عاقة. اما الان فلم يعد شك: من نفذ النار كان قناصا من حماس – التي أخذت أيضا المسؤولية على ذلك وحذرت اسرائيل من الرد.

لقد كانت تصفية تيسير السميري، قائد وحدة المراقبة في كتائب القسام في جبهة خانيونس مصادفة ولم تكن مخططة مسبقا. كان الحديث يدور عمليا عن هجوم ضمن اطار رد الجيش الاسرائيلي المعياري على النار من غزة – والذي بالصدفة اصاب مسؤولا من حماس كان متواجدا في الميدان.

وفي الكرياة – وزارة الدفاع انطلقت ادعاءات تقول ان هذه كانت "مبادرة محلية" وانه لم يكن مؤكدا على الاطلاق بان قادة الذراع العسكري لحماس كانوا يعرفون بها. وضباط كبار على قناعة بان الجمهور في غزة يلعق جراحه من الدمار الذي خلفته الجرف الصامد. ولكن يجب الاعتراف بان هذا التحليل يذكر الايام التي سبقت الحملة – والمشاكل المقلقة في فهم شكل عمل العدو وفهم نواياه.

ان تنقيط نار الصواريخ وحادثة القناصة امس تشير الى ميل آخر: لن يكون ممكنا مواصلة النظام الغريزي وبعد كل ضربة اعفاء حماس من المسؤولية بسبب حقيقة أنها نفذت اعتقالات في أوساط المنظمات العاقة. هذا عرض عابث. حماس لم تعد مردوعة: وهي تواصل تنفيذ عشرات محاولات تنفيذ اطلاق النار نحو البحر، تريد بناء قدراتها العسكرية، تبني الاستحكامات قرب الجدار وتحاول اعادة بناء شبكة الانفاق (حتى وان كان لا توجد معلومات عن انها عادة للحفر).

حماس تعيش أزمة، ولا سيما اقتصادية. وكلما تفاقمت – وتأخرت المساعدات الدولية عن الوصول – ستواصل اطلاق النار نحو اسرائيل. والمعنى: الساعة نحو الجولة التالية باتت تتكتك بسرعة منذ الان.

المصدر | يديعوت أحرونوت العبرية - مقال افتتاحي

  كلمات مفتاحية

الجرف الصامد تآكل الردع حماس أزمة اقتصادية المساعدات الدولية الجولة الثالية

«أطباء لحقوق الانسان»: الجيش الاسرائيلي استخدم الدروع البشرية في «الجرف الصامد»