مع ارتفاع استهلاك النفط .. سعوديون يتساءلون: أين حق الأجيال من البترول؟

الجمعة 27 يونيو 2014 10:06 ص

نور الشامسي - الخليج الجديد

بعد ارتفاع استهلاك المملكة العربية السعودية من ثروتها النفطية، دشن نشطاء حملة جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم «حق الأجيال من البترول». للمناداة بترشيد استهلاك وتصدير النفط السعودي خوفا من نفاذ الاحتياطي الخاص بها، والذي سيؤثر سلبا على مستقبل الدولة وحق الأجيال القادمة، باعتبار أن اقتصادها يعتمد في الأساس على النفط.

وكان رئيس شركة «أرامكو» السعودية قد أعلن أن المملكة ستستهلك داخليا كل ما تنتجه من النفط بحلول 2030، وهو الأمر الذي جعل المخاوف من عدم وجود بدائل يعتمد عليها الاقتصاد السعودي فيما بعد نفاذ البترول، وتنتج المملكة ما يقارب من 9.7 مليون برميل من النفط يوما، تستهلك السعودية ثلث تلك الكمية في فترة الصيف، بمُعدّل 3 مليون برميل من صافي الإنتاج.

وبهذا الصدد تبادل نشطاء ومغردون آراءهم حول القضية، خلال وسم "هاشتاج" يحمل اسم «#حق_الأجيال_من_البترول»، حيث يستنكر حساب نشط باسم «حراك المطالب» قائلا: «عوائد بيع النفط الفائض 2.77 تريليون ريال لماذا نبيع ثروة في باطن الأرض لتحويلها لورق 99% في بنوك أمريكا»، مضيفا «لماذا ننتج نفط أكثر من الحاجة ؟ فنحول النفط إلى ورق؟ لماذا ٩٩٪ من فوائض عوائد النفط موجودة في الخارج؟».

فيما يتسائل حساب آخر باسم «نحو الحرية» عن وجهة فوائض المال الناجمة عن استثمارات النفط في المملكة، قائلا: «الغرب يشفط يوميا من نفطنا ، دون مقابل حقيقي يراه المواطن ملموسا .. أين تذهب أموال النفط ؟ .. أعدادنا تزيد سنة بعد أخرى واستهلاكنا للبترول يزيد معه،بل يتضاعف،ولاإستراتيجية للمستقبل».

وذلك بعد ان أطلق التغريدة الأولى عبر الوسم والتي قال فيها: «قبل اكتشاف البترول في كانت المملكة تعتمد باقتصادها على المواشي والزراعة والتجارة والصناعات البسيطة»، بينما يدعو آخر «إن كنتم تؤمنون بالحق وأن البترول حق لكم ولأجيالكم ، أود تذكيركم أن الحقوق تنتزع وﻻ تهب».

من جانبه قال الناشط والحقوقي السعودي «أحمد الربح» خلال تغريدة عبر ذات الوسم:  «إمارة دبي - جارتكم - ليست نفطية لكنها في مصاف دول العالم المتقدمة .. يعني: نقدر تكون بلدنا متطورة إذا أردنا». كما أضاف: «حق هذا الجيل والأجيال القادمة يحفظ من خلال مشاركة الشعب في صنع سياسات الدولة. كتابة دستور انتخاب برلمان وحكومة».

يُذكر أن  وثيقة سرية كان قد نشرها موقع «ويكيليكس» قبل أعوام، أفادت أن احتياطي النفط السعودي ربما يكون قد بولغ فيه بشكل صارخ يصل حد الإفراط، وأن قدرة السعودية على الاستمرار في الضخ بالطاقة الحالية مبالغ فيه، وفقا لبرقية دبلوماسية أمريكية أرسلت من السعودية عام 2007.

واستشهدت البرقية، التي حصل عليها «ويكيليكس» ونشرتها صحيفة «الغارديان» البريطانية، بآراء «سعد الحسيني»، الذي كان مسؤولا عن التنقيب والانتاج في شركة «أرامكو» السعودية، الذي أبدى توقعه بنفاد النفط، وفقا لكميات الإنتاج اليومية، بعد أقل من 15 عاما «ما يعني أنه بعد فترة وجيزة من العام 2020» سيشهد الإنتاج السعودي تباطؤا ثابت ولن يكون أي جهد قادرا على وقف ذلك».

في حين قال رئيس مدينة «الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة»، «هاشم يماني»، في وقت سابق أن السعودية، أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، ستحتاج إلى 8 ملايين برميل يوميا بحلول عام 2028، وهو ما يقارب إنتاجها الحالي من النفط.

  كلمات مفتاحية

"التبذير" في استهلاك النفط السعودي داخليا يأكل ربع الإنتاج ويسرع بناء 4 محطات نووية

السعودية خامس دولة مستهلكة للمواد البترولية بالعالم في أغسطس