22 مليون «معدم» يعيدون الروس للتسعينات

الاثنين 7 أغسطس 2017 06:08 ص

عاد الروس إلى الوراء عشرين عاما، وعادوا إلى ممارسة عادات جربوها في ظروف صعبة خلال تسعينات القرن الماضي، للتعايش مع الأزمة الحالية، لتعويض النقص الحاد في الدخول، ومواجهة زيادة النفقات الإلزامية.

هكذا كشفت دراسة حديثة أعدها «مركز الرصد الاقتصادي الاجتماعي» الروسي، بناء على تكليف مدرسة الاقتصاد العليا في موسكو، بعد انزلاق شرائح واسعة من ذوي الدخل المحدود إلى ما دون خط الفقر، ليبلغ تعداد «المعدمين» في روسيا أكثر من 22 مليون فرد.

في الوقت الذي توقعت نائبة رئيس الوزراء لشؤون الأسرة والمجتمع «أولغا غوديريتس»، عن تأثيرات كارثية لتدهور الأحوال المعيشية للطبقات الوسطى، على رغم أن كثيرين انتقدوا تحذيراتها في وقت سابق، واعتبروها «تهويلاً» و«مبالغة».

يواجه الروس ارتفاعا مرهقا في الأسعار في كل مجالات الحياة، والزيادات المتتالية في معدلات الضرائب، والقوانين المستحدثة التي باتت ترهق كاهل المواطن عبر زيادة تعرفات كثير من الخدمات، وكان أحدثَها مناقشة وضع تعرفة خاصة على المتاع اليدوي عند السفر بالطائرة أو بالقطار، إلى درجة أن خبراء أشاروا إلى أن «الدولة تسعى إلى تعويض نقص السيولة من جيوب المواطنين».

وأشارت الدراسة إلى أن الإستراتيجية الأكثر انتشاراً لمواجهة الضغوط المعيشية المتزايدة برزت في عودة قطاعات واسعة من الروس إلى الاعتماد على زراعة المواد الغذائية في منازلهم، مثل البطاطا وبعض الخضار.

وهذا التقليد انتشر في شكل واسع خلال الفترة التي أعقبت انهيار الدولة العظمى لمواجهة النقص الحاد في الدخول، بحسب صحيفة «الحياة».

ووفق الدراسة، فإن 32% من الروس لجأوا إلى هذه الطريقة حالياً، والنسبة لافتة في اتساعها إذا قورنت بـ20% فقط في عام 2014.

وتعكس الأرقام والنسب الحديثة أن 28% من أبناء الطبقات الوسطى «تراجعت قدراتهم الشرائية في الربع الأول من العام الحالي»، وقال 69% إنهم «باتوا يقنّنون كثيراً في شراء مواد غذائية».

وبالتوازي مع التردي المتواصل الذي يتوقّع خبراء أن يستمر العام المقبل، بات الروس يميلون أكثر إلى الاعتماد على أنفسهم و«لا ينتظرون كثيراً من الدولة».

هذا ما أظهرته دراسة أجراها مركز «دراسة الرأي العام»، ونُشرت أخيراً تحت عنوان: «الروس في 2017.. الدخول والنفقات والشعور الاجتماعي»، وأشارت نتائجها إلى أن 42% «لا يأملون بتلقي دعم من الحكومة» في مقابل 4% فقط يعوّلون على دعم حكومي في الظروف الصعبة.

وقال 1% إنهم «ينتظرون دعماً ما من صناديق خيرية أو من الكنيسة»، بينما اعتبر 28% أنه «لا يمكن التعويل سوى على الأصدقاء والأقارب.

وكان لافتاً أن نسبة هذا الفريق ارتفعت إلى أكثر من 35% في المناطق الزراعية.

أما نسبة من لا يجد عوناً ويعتمد كلياً على نفسه، فقد بلغت 26%.

وفي المدن الكبرى، وعلى رأسها موسكو وسان بطرسبورغ، قال 37% إنهم باتوا ينفقون من مدخراتهم السابقة.

  كلمات مفتاحية

روسيا الفقر أزمة اقتصادية زراعة