وسائل إعلام إماراتية تواصل هجومها على «تيلرسون»

الأحد 27 أغسطس 2017 04:08 ص

واصلت وسائل إعلام إماراتية الهجوم على وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون»، متهمة إياه بالانحياز لقطر في الأزمة الخليجية المستمرة منذ شهر يونيو/حزيران الماضي.

وركز موقع «24» المعروف بانتمائه وموالاته للحكومة الإماراتية على تقرير نشرته مجلة «فورين بوليسي» هاجم فيه «تيلرسون» قائلا إنه «أثبت فشلاً في كل جوانب مهامه كوزير للخارجية، وطالبه بأن يؤدي خدمة لبلاده ويقدم استقالته».

وجاء في التقرير أن «تيلرسون» أثبت أنه وزير خارجية فاشل، رغم أنه كان الرئيس التنفيذي السابق لشركة نفط عملاقة، ولكنه لا يعرف كيفية إدارة مؤسسة مثل وزارة الخارجية الأمريكية، ففي ظل الأزمة الخليجية والمشاكل في فنزويلا، وتوتر العلاقات وعدم التوصل إلى حلول مع كوريا الشمالية، يبدو وزير الخارجية الأمريكي أقرب من أي وقت من الإقالة أو الاستقالة، بعد أن ثبت فشله في كل جوانب مهماته وزيراً للخارجية.

وأضاف أنه «مر على أمريكا وزراء خارجية كثر، ولكن تيلرسون يبدو أنه الأكثر فشلاً وأسوأ بكثير مما كان يتخيل البعض».

وأشار التقرير إلى أن «تيلرسون» تعامل مع الأزمة الخليجية بتناقض كبير، فقد ساند بشكل واضح قطر رغم قوله إن عليها الكف عن دعم الإرهاب.

وتابع أن «تيلرسون» كان دائماً سلبياً في بعض المواقف الخاصة بالسياسات الخارجية الأمريكية، وكان آخرها قرار الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين» بخفض عدد الدبلوماسيين الأمريكيين في روسيا، حيث وصف هذا القرار بأنه لا يصدق.

ورغم هذا، لم يبد «تيلرسون» أي احتجاج على عملية الطرد، مكتفياً ببيان وصف فيه هذا القرار بالمؤسف وغير المشروط.

ويتمثل الأمر الثاني في رفض «تيلرسون» إنفاق 60 مليون دولار على النحو المناسب والمخولة له من قبل «الكونغرس» لتمويل جهود وزارة الخارجية لمواجهة الدعاية الإسلامية والروسية، الأمر الذي يثير قلقاً بالغاً، نظراً إلى تدخل روسيا في الولايات المتحدة، من جهة الانتخابات وجهودها المستمرة للتأثير على السياسة الأمريكية من خلال وسائل الإعلام الاجتماعية، بحسب التقرير.

وتعمل روسيا الآن جنباً إلى جنب مع ناشطي اليمين المتطرف في أمريكا، ويبدو أن «تيلرسون» يرى إن لا حاجه لبذل أي جهد أو أي ردة فعل تجاه هذا الأمر.

وفي أبريل/نيسان الماضي، قال إن ما يحدث في سوريا يحتاج لحل سياسي، وهذا لن يتم إلا بمشاركة رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، والأولوية لأمريكا هي هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية».

وبعد ذلك بيومين، صرح الوزير الأمريكي بأن حكم «الأسد» لن يطول ويسير نحو الزوال.

وفي وقت سابق، وجه الموقع الإماراتي ذاته، أصابع الاتهام للولايات المتحدة بسبب رد فعلها تجاه الأزمة الخليجية منذ اندلاعها، معتبرا أن انتقادها للشروط والاتهامات التي طرحتها كل من السعودية والإمارات ودول أخرى، هو انحياز للدوحة بسبب المصالح المشتركة.

وقال الموقع في تقرير بعنوان «تيلرسون ينتقد السعودية والبحرين.. انحياز ضمني تام للدوحة»، إن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول موقف وزير الخارجية الأمريكي الشخصي حيال دول الخليج، بعد ما وصفه بـ«التضييق على الحريات الدينية في دول حليفة مثل السعودية والبحرين».

وانتقد الموقع تصريحات «تيلرسون» بأن «حلفاء الولايات المتحدة مثل السعودية والبحرين لا تلتزم بالحريات الدينية»، وذلك أثناء عرض تقرير وزارة الخارجية السنوي بشأن الحريات الدينية، وهذا أول تقرير يصدر خلال فترة رئاسة «ترامب»، ويشمل عام 2016.

وطالب «تيلرسون» السعودية بأن «تلتزم بدرجة أكبر من الحرية الدينية لكل مواطنيها»، فيما طالب البحرين «بالتوقف عن التمييز ضد الشيعة».

وهي التصريحات التي وصفها الموقع بـ«الغريبة»، لافتا إلى رد البحرين المباشر بقولها إنها «غير مناسبة وتكشف عن سوء فهم عميق للحقائق، ومبنية على أسس ومعلومات غير صحيحة».

اتهامات بـ«الانحياز التام»

وتحت عنوان جانبي باسم «موقف منحاز لقطر»، قال الموقع إنه في بداية مرحلة قطع العلاقات مع قطر، كان موقف وزير الخارجية الأمريكي محايدا جدا، إذ أظهر في البداية اهتماما كبيرا وقام بزيارات وصفتها وسائل الإعلام بـ«المكوكية»، شملت الدول المقاطعة وهي الإمارات، السعودية، البحرين، مصر، بالإضافة إلى عدة زيارات إلى قطر وصفها الموقع الإماراتي ونتائجها بـ«الغامضة».

ولفت الموقع إلى الجدل المثار حول ما وصفه بـ«تناقض المواقف» بين الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» ووزير خارجيته حيال الأزمة، مضيفا أن «مراقبين قالوا إن موقف الولايات المتحدة غير واضح وهناك تأكيدات من الرئيس الأمريكي بضرورة وقف قطر دعم الإرهاب وفي الوقت نفسه هناك اتفاق بين وزير الخارجية الأمريكي والمسؤولين القطريين لمكافحة تمويل الإرهاب».

ووجه الموقع أيضا عددا من الاتهامات لمذكرة التفاهم لمكافحة الإرهاب التي قام «تيلرسون» بتوقيعها مع نظيره القطري «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، وقال حولها الوزير الأمريكي إنها «تمثل تقدما لإيجاد حل للأزمة»، وأن قطر كانت واضحة في مواقفها التي اعتبرها «جد معقولة».

وكانت الولايات المتحدة قد وقعت مذكرة تفاهم مع قطر لوقف تمويل الإرهاب، وزعم الموقع الإماراتي أن هناك اتهامات لقطر على إثرها بـ«المراوغة التي تلعبها الدوحة على الدول الغربية، لكسب رضاها».

وتابع الموقع بما وصفه بـ«المصالح المنحازة لتيلرسون»، معتبرا أن إدارة الوزير الأمريكي لـ«أكسيوم موبيل» في وقت سابق -والتي تعتبر إحدى الشركات الكبرى التي تتمتع بعلاقات تعاون مع دولة قطر بمشاريع غاز ونفط طوال العقدين الماضيين- جعلت من موقف «تيلرسون» «انحيازا خالصا للدولة التي استضافت استثمارات شركته»، زاعما أن التضارب والتباين بين موقف وزارة الخارجية الأمريكية وتصريحات «ترامب»، لا يمثل سوى «تحيز» من «تيلرسون» نابع من «مصالحه مع قطر».

  كلمات مفتاحية

أمريكا قطر الإمارات تيلرسون

موقع إماراتي يتهم «تيلرسون» بـ«الانحياز التام لقطر»

موقع إماراتي "يُفبرك" خبرا عن اختفاء مستثمر فرنسي في قطر