مسؤولون اسرائيليون: علاقاتنا مع الأكراد طويلة وراسخة واستقلالهم "مؤكد"

السبت 28 يونيو 2014 12:06 م

القدس- القدس دوت كوم، 26 يونيو/حزيران 2014

أبلغت اسرائيل الولايات المتحدة الخميس الماضي أن الاستقلال الكردي في شمال العراق "أمر مفروغ منه"، وتوقع خبراء اسرائيليون ان تسارع الحكومة الاسرائيلية بالاعتراف بالدولة الكردية إذا أُعلنت.

واحتفظت اسرائيل بعلاقات عسكرية ومخابراتية وتجارية سرية مع الاكراد منذ الستينات، إذ ترى في الجماعة العرقية التي تمثل أقلية "حاجز صد ضد الاعداء المشتركين من العرب".

وانتهز الاكراد الفوضى الطائفية الحديثة في العراق لتوسيع منطقتهم الشمالية المتمتعة بالحكم الذاتي بضم مدينة كركوك التي توجد بها مكامن نفطية كبيرة يمكن أن تجعل الدولة المستقلة التي يحلم بها كثيرون قادرة على البقاء اقتصاديا.

وتريد واشنطن استعادة وحدة العراق المتداعية. وزار وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» يوم الثلاثاء الزعماء الأكراد العراقيين وحثهم على السعي لاندماج سياسي مع بغداد.

وبحث «كيري» الأزمة العراقية مع وزير الخارجية الاسرائيلي، افيجدور ليبرمان في باريس أول أمس الخميس.

ونقل المتحدث باسم «ليبرمان» عنه قوله لكيري: «العراق يتفكك أمام أعيننا وسيتضح أن اقامة دولة كردية مستقلة أمر مفروغ منه».

ووجه الرئيس الاسرائيلي «شمعون بيريس» قبل أيام رسالة مشابهة إلى الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» الذي استضاف «بيريس» في البيت الابيض.

وقال «بيريس» للصحفيين، إنه أبلغ «أوباما» انه لا يرى توحيد العراق ممكنا بدون تدخل عسكري خارجي «كبير»، وان هذا يؤكد انفصال الأكراد عن الأغلبية الشيعية والأقلية السنية.

وأضاف: «الأكراد أقاموا دولتهم من الناحية الفعلية وهي ديمقراطية. وأحد علامات الديمقراطية منح المساواة للمرأة».

وتابع انه يبدو أن تركيا المجاورة ستقبل وضع الأكراد لأنه سيساعدهم في ضخ النفط للتصدير.

 

تاريخ من الصمت

وحصلت اسرائيل يوم الجمعة قبل الماضي على أول شحنة من النفط الخام المتنازع عليه من خط أنابيب جديد لمنطقة كردستان. ولا توافق الولايات المتحدة على مثل هذه الصادرات الكردية دون موافقة الحكومة المركزية في بغداد.

ويوجد حوالي 30 مليون كردي في مساحة من الأرض تمتد عبر جنوب شرق تركيا وشمال شرق سوريا وشمال العراق وغرب ايران. وترددوا في اعلان استقلالهم عن العراق إدراكا للمعارضة من الدول المجاورة التي يوجد بها سكان اكراد.

وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية. إنه لا توجد حاليا علاقات دبلوماسية رسمية مع الأكراد. لكن مسؤولين اسرائيليين رفضوا التعليق على العلاقات السرية.

وقال مسؤول الامن الاسرائيلي الكبير «عاموس جلعاد» يوم الثلاثاء: «صمتنا -في العلن على الاقل- هو الأفضل. أي كلام غير ضروري من جانبنا لن يؤدي إلا الى الاضرار بهم (الأكراد)».

وردا على سؤال عما إن كان استقلال الأكراد مرغوبا أشار «جلعاد» في حديث لراديو الجيش الاسرائيلي إلى قوة الشراكة الاسرائيلية الكردية في الماضي وقال: «يمكن للمرء أن ينظر للتاريخ ويستخلص استنتاجات عن المستقبل».

ويقول مسؤولون مخضرمون في المخابرات الاسرائيلية، إن التعاون اتخذ شكل التدريب العسكري للأكراد في شمال العراق، مقابل مساعدتهم في تهريب اليهود إلى الخارج، وأيضا في التجسس على نظام صدام حسين في بغداد، وكذلك على ايران في الآونة الأخيرة.

وقال اليعازر تسافرير وهو رئيس سابق لمكتب «الموساد» في المنطقة الكردية بشمال العراق لكنه تقاعد الآن من الخدمة بالحكومة الاسرائيلية، إن «السرية حول العلاقات فرضت بناء على طلب الأكراد».

واضاف لرويترز: «نحب أن تكون في العلن وان تكون لنا سفارة هناك، وأن تكون العلاقات طبيعية. لكننا نبقيها سرية لأن هذا ما يريدونه».

وقالت «عوفرا بنجيو»، وهي خبيرة في شؤون العراق في جامعة تل أبيب ومؤلفة لكتابين عن الأكراد، إن شحنة النفط التي سلمت الجمعة قبل الماضية وغيرها من العلاقات التجارية بين اسرائيل وكردستان هي «بوضوح» جزء من حنكة سياسية أوسع.

وقالت: « أعتقد بالتأكيد أن اللحظة التي يعلن فيها (الرئيس الكردي مسعود) البرزاني الاستقلال سترفع درجة هذه العلاقات إلى علاقات مفتوحة". واضافت: "الأمر يعتمد على الاكراد»

وتنفي الحكومة الاقليمية الكردية في شمال العراق بيع النفط لاسرائيل، سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة. ورفضت الحكومة الاسرائيلية التعليق على شحنة نفط يوم الجمعة.

  كلمات مفتاحية

المسألة الكردية تعود للمربَّع الأول