ضغوط روسية على الأردن للتصالح مع «الأسد» بموافقة أمريكا

الجمعة 15 سبتمبر 2017 07:09 ص

قالت مصادر مطلعة، إن روسيا تضغط على الأردن للتصالح مع رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، وفتح أفق للتعاون العسكري معه، وذلك بضوء أخضر أمريكي.

ونقلت «القدس العربي»، عن المصادر، أن التحركات الأخيرة لروسيا وأمريكا في المنطقة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك تلك الضغوط.

ولفتت الصحيفة إلى أن الحديث عن قرب تقليص عدد القوات الأمريكية في الأردن من 15 ألف جندي إلى 3500 في وضع استراتيجي جديد، بالإضافة إلى نقل البريطانيين أيضاً عدتهم وعتادهم عسكرياً بعد انتهاء مبررات ومسوغات الوجود الثقيل على الحدود مع سوريا لأغراض تأمين منظومة الدفاع عن الأردن من الإرهاب الموجود داخل سوريا، يصب في ذات الاتجاه.

وأوضحت الصحيفة أن موسكو في طريقها لإغلاق غرفة «الموك» الشهيرة على الحدود مع سوريا بعدما أصبحت الراعية المطلقة لكل ما له علاقة بالشأن السوري.

و«الموك» هي غرفة مخابرات دولية تأسّست منذ أكثر من عامين باتفاق وتنسيق بين مجموعة أصدقاء سوريا، على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول، ولهذه الغرفة مقر رئيسي في الأردن.

وأشارت الصحيفة إلى أن تلك التطورات تجعل الأردن يقف منفردا في وجه تنظيم «الدولة الإسلامية»، إذا ما فكر في الاتجاه جنوبا نحو الأردن بحكم الضغط عليه داخل سوريا وبعد الحسم في العراق.

وقالت إن هذه مخاوف موجودة فعلاً طوال الوقت عندما يتعلق الأمر بالزاوية الأردنية من الأزمة السورية، والأردن يتحدث عن حالة هروب للتنظيم، وليس عن فتح معارك معه على الأطراف ويعزز الاحتياطات على هذا الأساس وبصورة توحي بأن منظومة الدفاع الحدودي لا زالت مهمة ومطلوبة وأساسية.

ولفتت «القدس العربي» إلى أن وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» والفريق العامل معه وجهوا للأردنيين خلال زيارة «لافروف» الأخيرة، ملحوظات عدة يبدو أن أهمها وأعمقها تلك المتعلقة باتفاق ضمني بين الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» ونظيره الروسي «فلاديمير بوتين» القائم على منطق في غاية البساطة فكرته «الأمريكيون يغادرون المنطقة.. وتم الاتفاق معهم على أن كل ما يريدونه من المنطقة ستتكفل به لاحقاً موسكو».

تلك وقائع استراتيجية جديدة بدا واضحاً أنها صادمة جدا لمستويات التحليل الأردنية، فموسكو تصرفت مع عمّان بتفويض أمريكي وأصبحت بمثابة الوكيل عن لسان النظام السوري، وفق الصحيفة.

وتابعت الصحيفة أنه «في الوقت نفسه يطالب الروس الأردنيين بالاستعداد جدياً لمرحلة التصالح مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد ومستوى الاستعداد قيد الجدال والنقاش والخلاف حتى داخل الحكومة الأردنية، لأن عمّان وهي تدرك الواقع الموضوعي الجديد تريد أن تفهم مسبقاً سقف أي مصالحة أو حوار مع نظام بشار، وعلى أي أساس، وما هي معادلة المكاسب والخسائر».

ويدرك صناع القرار الأردني، بحسب الصحيفة، أن مثل هذه المصالحة محطة لا بد من التوقف عندها في ظل المستجد الإقليمي وإن كان مستجدا لا يزال مفتوحاً على الاحتمالات والسيناريوهات جميعها، وإن كان الحسم واضحاً ضمن سياسة المحاور، وفي ظل وقائع ترك الأمريكيين للمنطقة وانكشاف الظهر الإقليمي الأردني سياسيا، وضعف التفاعل مع المحور السعودي الإماراتي، وانقلاب كثير من المؤسسات الإسرائيلية على الأردن، وحتى بالمعنى الاستراتيجي.

  كلمات مفتاحية

الأردن سوريا موسكو غرفة الموك أمريكا

«ترامب» يدعو لمناطق آمنة في سوريا تتحمل تكلفتها دول الخليج

عمليات «الموك» بالأردن تعيد التنسيق مع «الجبهة الجنوبية» السورية المعارضة