استنكرت كل من دولتي الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، الإثنين، ما وصفتاه بـ«الهجوم الإرهابي الجبان» الذي تعرض له رجال أمن في مركز حدودي بشمالي المملكة فجر الاثنين، والذي أسفر عن سقوط قتلى وعدد من الجرحى.

وبحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية «وام»، فإن «نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، ندد في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، بهذا الهجوم الغاشم والاعتداء السافر وقتل الأنفس بما لا يقره عرف ولا ضمير ولا دين». معربًا عن «بالغ استنكاره لهذا الاعتداء الغاشم»، مؤكداً «موقف الإمارات قيادة وحكومة وشعباً صفاً واحداً إلى جانب الشقيقة السعودية في مواجهة الإرهاب».

وقد نقل الشيخ «سيف بن زايد» «تعازي ومواساة شعب وحكومة الإمارات إلى أسر شهداء الواجب ضارعاً إلى الله عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جنانه»، وفقا للوكالة.

كما أكد الطرفان خلال الاتصال «أن آفة الإرهاب لا دين لها، كما أن إزهاق الروح التي حرم الله إلا بالحق لا يمكن تبريره على أي وجه كان»، معربين عن ثقتهما «بقدرة قوى الخير والسلام والنهوض والبناء على التصدي لقوى الظلام والتدمير».

من جانبها، استنكرت أيضًا مملكة البحرين الهجوم، وأكدت في بيان صحفي نقلته وكالة الأنباء البحرينية «بنا»، الليلة الماضية، أن «هذا الاعتداء الغادر على رجال الأمن الذين يقومون بواجباتهم ويؤدون مهامهم، يعكس مدى وحشية مرتكبي هذا العمل الدنيء الذي يتنافى مع الدين الإسلامي الحنيف وقيمه وتعاليمه السمحة، ويتعارض مع الشرائع السماوية التي تكفل جميعها حفظ الأنفس وسلامة الأرواح».

كما أكدت «موقفها الراسخ الداعم للمملكة العربية السعودية وتأييدها في كل ما تتخذه من إجراءات لردع الإرهابيين وصد الخارجين على القانون ونشر الأمن وبسط الاستقرار في جميع أنحاء المملكة».

وأعربت المملكة عن «تعازيها لأسر الشهداء وذويهم ولقيادة وحكومة وشعب السعودية»، مجددة تأكيدها على «إدانة كل صور وأشكال العنف والإرهاب التي تتطلب تكثيف العمل الجماعي والتكاتف الدولي لمواجهة مثل هذه العمليات المجرمة قانونا والمحرمة شرعا، وتخليص العالم أجمع منها ومن مرتكبيها».

هذا ويُشار إلى أن عدد قتلى الهجوم المسلح الذي تعرضت له دورية أمنية سعودية بمنطقة الحدود الشمالية مع العراق، وصل إلى 3 من رجال الأمن، بينهم قائد حرس الحدود، بالحدود الشمالية العميد «عودة معوض البلوي»، و4 من المهاجمين. ويعد الحادث الأمني الأول من نوعه الذي تشهده السعودية عام 2015.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس»، عن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء «منصور التركي»، في بيان لاحق يوضح أبعاد الحادث، أنه «عند الساعة 4:30 الرابعة والنصف من فجر اليوم الاثنين (1:30 ت.غ) تم رصد محاولة تسلل أربعة من العناصر في محاولة لتجاوز الحدود السعودية عبر مركز سويف التابع لجديدة عرعر على بعد 15 كم من الحدود العراقية، وعند مبادرة دورية حرس الحدود في اعتراضهم بادروا بإطلاق النار وتم التعامل مع الموقف بما يقتضيه، حيث قتل أحدهم في حين بادر آخر إلى تفجير حزام ناسف كان يحمله، عند محاولة إقناعه لتسليم نفسه».

وقال «التركي» إنه «تمت متابعة الشخصين الآخرين والتعامل معهما أثناء محاولتهما الهرب وتمكن رجال الأمن بتوفيق الله من محاصرتهما بوادي عرعر في منطقة تكثر فيها النباتات العشبية، لجأ إليها في محاولة للاختباء فيها، وقد تم توجيه النداء لهما بتسليم نفسيهما ، إلا أن أحدهما أقدم على تفجير نفسه في حين لقي الآخر مصرعه على أيدي رجال الأمن».

ولفت أنه «خلال مسح الموقع تم ضبط أسلحة رشاش، ومسدس، وقنابل يدوية، وأحزمة ناسفة، بالإضافة إلى أوراق نقدية تطايرت من حقيبة كانا ينقلانها معهما، وجار التحقق من المضبوطات بعد استكمال إجراءات التطهير الأمني للمنطقة التي تمت مواجهتهم فيها»، وفقا لتصريحاته.