بمليون و200 ألف دولار أمريكي نجحت دولة قطر في رسم البسمة على وجوه شباب قطاع غزة، من خلال إعادة تأهيل «ملعب فلسطين الدولي» وافتتاحه في حلته الجديدة، وذلك في إطار مشاريع حكومة الدوحة الإغاثية والإنسانية لخدمة أهل القطاع المحاصر منذ ما يزيد على 10 أعوام من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وتعرض «ملعب فلسطين الدولي» لقصف عنيف من قبل طائرات الاحتلال الإسرائيلية يوم 19 من نوفمبر 2012، ودمرته بشكل شبه كامل، ما أصاب النشاط الرياضي في القطاع في مقتل، قبل أن تتمكن الجهود القطرية من إعادة بناء وترميم مدرجاته وتعشيب أرضيته بالإضافة إلى إنارته بالأضواء الكاشفة.

واحتفلت الأسرة الكروية الفلسطينية في قطاع غزة بافتتاح «ملعب فلسطين الدولي» يوم 11 سبتمبر الجاري، بإقامة نهائي بطولة «طوكيو للشباب» بين «اتحاد الشجاعية» و«خدمات رفح» الذي توج باللقب بفوزه في المباراة بنتيجة 1/0.  

وشهد الملعب وضع لافتة ضخمة حملت صوراً لأمير دولة قطر «الشيخ تميم بن حمد آل ثاني»، إلى جانب الأمير الوالد «حمد بن خليفة آل ثاني»، وكتب عليها: «الأسرة الرياضية الفلسطينية ممثلة بوزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم، تتقدم بالشكر إلى دولة قطر، وسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد، والحكومة القطرية، وممثل سمو الأمير الشيخ جاسم بن حمد، والشعب القطري الأصيل، على إعادة تأهيل المرحلة الأولى من ملعب فلسطين».

ويعود تأسيس «ملعب فلسطين الدولي» إلى عام 1999م ويتسع لأكثر من 8 آلاف متفرج، وأول مباراة أقيمت عليه جمعت «منتخب فلسطين الأول» و«نادي الزمالك المصري».

وبدره صرح «إبراهيم أبو سليم»، نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني، بإن قطر دعمت الكثير من المشاريع الرياضية الحيوية في غزة؛ منها إنجاز المرحلة الأولى من «ملعب فلسطين»، إضافة إلى «ملعب اليرموك» التاريخي، فضلاً عن العديد من المشاريع الرياضية الأخرى.

ويعد «ملعب فلسطين الدولي» شريان الحياة للكرة في قطاع غزة، وإعادة تأهيله وافتتاحه أمل جديد للرياضة الفلسطينية نحو التطور وسيمنح «اتحاد كرة القدم الفلسطيني» خيارات إضافية في تنظيم مباريات الدوري الممتاز والكأس، خاصة في ظل نقص عدد الملاعب، كما أنه سيُسهل عملية تنظيم البطولات الكروية في الفئات العمرية المختلفة.

وأشاد عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة، «عبد السلام هنية»، بدور قطر في دعم المشاريع الرياضية في القطاع المحاصر، قائلاً: «ما طرقنا يوماً باب قطر وإلا ووجدنا لديها الاستعداد الفوري لتنفيذ احتياجاتنا من المشاريع، فمنذ اليوم الأول لقصف إستاد فلسطين الرياضي، قبل عدة أعوام، أعلنت قطر موافقتها الفورية على إعادة تأهيل الملعب، واليوم نحتفل بإنجاز المرحلة الأولى من هذا الملعب المميز».

بدوره شدد الإعلامي «وائل عويضة»، على أن الدعم القطري للرياضة الفلسطينية بلغ خلال السنوات الماضية 5 ملايين دولار، تمثل في تطوير البنية التحتية للملاعب والصالات المغطاة، وأيضاً توزيع المكافآت على أبطال المسابقات المختلفة وفي كل الفئات العمرية، بالإضافة إلى استضافة البعثات الفلسطينية في دولة قطر من مدربين وتطوير مستواهم من خلال الدورات المختلفة في كرة القدم.

وأضاف «عويضة» أن الشعب الفلسطيني يتطلع قدماً لرؤية مونديال 2022 واقعاً في دولة قطر المعطاءة، عرفاناً وامتناناً منه على ما قدمته الدوحة في أحلك وأصعب الظروف.

تجدر الإشارة إلى أن دولة قطر عادة ما تبادر لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فمع اندلاع الحرب الصهيونية الأول على قطاع غزة أواخر ديسمبر 2008 قدمت مكرمة مالية من الأمير الوالد، «حمد بن خليفة آل ثاني»، الذي زار القطاع في خطوة تاريخية لكسر الحصار، كما دشن آنذاك عدة مشاريع حيوية وإستراتيجية، من بينها إعادة تأهيل شارع صلاح الدين، وشارع الرشيد، وشارع الكرامة، ومدينة الشيخ حمد السكنية، ومستشفى الشيخ حمد بن خليفة للأطراف الصناعية، كما قدمت مكرمة أميرية بلغت قيمتها مليار دولار بعد اندلاع الحرب الثانية والثالثة على قطاع غزة.