الاستخبارات الروسية تكشف أنشطة «أخطر جاسوس في التاريخ»

الجمعة 15 سبتمبر 2017 08:09 ص

احتفت الاستخبارات الروسية بأخطر جاسوس سابق لديها خلال معرض أقامته في موسكو، الجمعة، حيث رفعت السرية عن وثائق حول «نشاطه المخابراتي الإبداعي واختراق صفوف الخصوم العقائديين».

وعرضت الاستخبارات الروسية وثائق سريّة خطيرة عن حياة العميل «كيم فيلبي» لأول مرة في معرض «كيم فيلبي في الاستخبارات والحياة»، الذي افتُتح في بيت الجمعية التاريخية الروسية في موسكو، حسب «روسيا اليوم».

وأعلن «سيرغي ناريشكين»، مدير الاستخبارات الخارجية الروسية، في حفل افتتاح المعرض، أن «فيلبي» كان «رجل ذو مصير مدهش وتمتع بمهنية احترافية رهيبة وفائقة ومن أعلى الدرجات في العالم».

ولفت إلى أن «فيلبي» اختار طوعًا التعاون مع المخابرات السوفيتية استنادًا إلى معتقدات يسارية مناهضة للفاشية، ولم يشعر بالأسف على ذلك أبدًا، ولا حتى مرة واحدة.

وتكشف الوثائق أن «فيلبي» يعتبر أخطر رجل استخبارات عرفته البشرية في القرن العشرين، وكانت حياته سرية تمامًا، لكنه خلف أثرًا ساطعًا في تاريخ قرن بكامله.

وتلقى الرجل جوائز من الدكتاتور الإسباني «فرانسيسكو فرانكو»، والملكة البريطانية «إليزابيث الثانية»، وصافح مستشاري «أدولف هتلر» وترقى في سلم العمل في المخابرات البريطانية، وكان مع كل هذا عميلًا سوفييتيًا بدوافع عقائدية.

وحسب الوثائق، كان العام 1940، تاريخ انخراط «فيلبي» في «م.آي 6» أي جهاز الاستخبارات البريطاني، وأواسط الخمسينات، كان «فيلبي» يشغل مكتبًا بمبنى «م.آي 6»، ويُطلِع بصفة منتظمة الاتحاد السوفييتي على تصرفات واستراتيجية الأمريكيين والبريطانيين.

لكن ابتداء من عام 1951، بدأت الشكوك تحوم بشأن تجسس مضاد يقوم به «دونالد ماكلين» و«غاي بورجيس»، صديقي «فيلبي» اللذين سيُعْلِّمهما هو نفسه بصفته زعيم خلية التجسس السوفيتية، الذي أطلق عليها الـ«كا جي بي» (الهارفرديون الخمسة) نسبة لتخرجهم جميعًا من جامعة هارفارد، في الوقت المناسب بمراقبتهما. فيلوذان بالفرار إلى موسكو، لكنهما ومن هناك سيدحضان كل الشكوك حول «فيلبي».

وتضيف الوثائق أنه، وطوال 12 سنة، عمل موظفو «م.آي 6» على حماية «فيلبي» والدفاع عنه في مواجهة التحقيقات الملحة لـ«م.آي 5» أي جهاز مكافحة التجسس، واثقين من نزاهته ومقتنعين باستقامته.

ويفسر «تيم ميلن» ذلك قائلا: «قليل من الأشخاص داخل وكالة الاستخبارات البريطانية كانوا يحظون بمثل ذلك التعاطف والاحترام الذي ناله فيلبي، وبمثل تلك المحبة من طرف كل الذين اشتغلوا معه».

وعندما قدّم استقالته سنة 1951 من الاستخبارات البريطانية، كان العديد ممن حوله مقتنعين أن السبب وراء قراره المفاجيء كان دبلوماسيا، وأنه عمد إلى إقالة نفسه ليهدئ من روع الأمريكيين المستائين من تجاوزهم من طرف السوفيت، ببرلين أو بكوريا.

السيد «ستيوار مينزيس» الذي كان على رأس جهاز الاستخبارات البريطاني «م.آي 6»، خانته فراسته واستسلم للغشاوة، فكان يزمجر في وجه نظيره بـجهاز مكافحة التجسس «م.آي 5» وهو يحثه أن يكف عن توجساته تجاه فيلبي ويعدل عن تحقيقاته بشأن نشاطاته لأنها قد تغدو مجرد «مطاردة للساحرات».

وكان مسؤول استخباراتي أمريكي قد «فجّر قنبلة معلوماتية هائلة على مسامع صحفي متحمس في «الصنداي تايمز» حين أبلغه متباهيًا أن فيلبي كان يعمل كضابط اتصال بريطاني مع كل من وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.

وهذا السر كان مثيرًا للغاية بحيث أضفى بعدًا دراميًا كبيرًا على هروب «فيلبي».

فقد كان معناه أنه خلال ثلاثة أعوام من فترة الحرب الباردة فإن «فيلبي كان في بؤرة عمليات الاستخبارات الغربية ضد السوفيات. وكانت الخطورة تتمثل أيضًا في أن هذا العميل المزدوج كان قد تمكن من اختراق جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية وبعدها نجح في اختراق وكالة الاستخبارات المركزية في أمريكا! وتبين أيضًا أن مدير الوكالة بيل ولتربيديل قد أعطى فيلبي الضوء الأخضر لمعرفة تفاصيل ما يدور في الوكالة على كل المستويات».

ووفقًا لـ«روسيا اليوم»، فإنه في عالم الأخطبوط الاستخباراتي، هذا كان معناه أن «فيلبي كان بوسعه أن يلم بكافة العمليات السرية للاستخبارات الأمريكية، باستثناء ما يعرفه المدير العام لهذه الوكالة شخصيًا. وكانت الخطورة أن هذا العميل السوفيتي ومن قبله بقية هذه الشبكة من العملاء المزدوجين قد تمكنوا من كشف وثائق وأسرار عسكرية وسياسية حساسة للروس وجهاز الكي جي بي».

  كلمات مفتاحية

استخبارات مخابرات روسيا الاستخبارات الروسية جاسوس تخفي جمع معلومات وثائق

اتهام جواسيس روس بمحاولة تجنيد مستشار لـ«ترامب»

(إسرائيل) تطلق قمرا اصطناعيا لأغراض التجسس على منطقة الشرق الأوسط