قطر تدعو العالم لمحاربة الإرهاب وتعزيز الحوار بين الأديان

الأحد 17 سبتمبر 2017 06:09 ص

دعا وزير الخارجية القطري، الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، الأحد، إلى ضرورة الإسهام الجاد ضمن إطار الجهود الدولية والإقليمية في مكافحة ظاهرة الإرهاب، التي تتناقض مع قيم كل الديانات السماوية والحضارات الانسانية.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها «آل ثاني»، في افتتاح منتدى أمريكا والعالم الإسلامي، بحضور أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، وبحضور لافت لشخصيات قطرية ودولية.

وشارك في المنتدى، رئيس موظفي البيت الأبيض، ممثلاً ساميا لإدارة الرئيس «دونالد ترامب»، و«ناصر بن عبدالعزيز النصر»، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، ممثلا عن الأمين العام للأمم المتحدة.

كما حضر المنتدى «أنيكا صودر»، وزيرة الدولة للشؤون الخارجية السويدية، ووزير الخارجية الصومالي، وممثلين من البنك الدولي.

وقال وزير الخارجية القطري، إن انعقاد المنتدى في هذا الوقت يكتسب أهمية خاصة بسبب زيادة حدة النزاعات والانقسامات السياسية والأيدولوجية، والتي أدت إلى عدم الاستقرار في العديد من مناطق العالم.

وشدد «آل ثاني» على ضرورة إنفاذ الشرعية الدولية ووقف ازدواجية المعايير في هذا الشأن، ونشر ثقافة التفاهم والتعايش، رغم الاختلاف بعد تحقيق العدالة ولو نسبيا، لافتاً إلى أنه لا يمكن أن نسمي واقع الاحتلال أو الطغيان تعايشا مع الآخر.

ودعا في هذا الصدد دول العالم الاسلامي والولايات المتحدة إلى ضرورة العمل على تعميق العلاقات القائمة على أساس الحوار الدائم والصريح على أسس من الاحترام والتفاهم المتبادل التي يجب تكريسها كمبادئ للتعامل بين الدول.

وأكد «آل ثاني» أن قطر تبذل جهودا متواصلة لترسيخ الحوار بين الحضارات والتعايش بين الأديان والثقافات المختلفة، لافتاً إلى أنها أنشأت من أجل ذلك مؤسسات وطنية مثل مركز الدوحة لحوار الأديان، فضلا عن منتدى الدوحة السنوي، واستضافت العديد من المؤتمرات واللقاءات التي تعزز هذا التوجه.

وأضاف أن هذا المنتدى أنشئ عام 2002 تحت اسم «مؤتمر الدوحة حول العلاقات الأمريكية مع العالمين العربي والإسلامي»، وسبب نشأته جاءت ضمن الجهود العالمية لمعالجة تبعات أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي وقعت في الولايات المتحدة.

ونوّه إلى أن الفترة السابقة ازدادت فيها مظاهر التعصب والفهم الخاطئ للدين وربطها بالإرهاب، مؤكدا في الوقت ذاته أن الأديان بريئة من الاٍرهاب، وأن المتطرفين موجودون في كافة المجتمعات والدول، وينتمون إلى مختلف الديانات.

وأعرب وزير خارجية قطر عن تطلع بلاده وفِي ظل الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة في تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مثمنا جهودها في هذا الشأن لبذل المزيد من الجهود لإعادة استئناف المفاوضات إلجادة لتسوية القضية الفلسطينية وانهاء الاحتلال.

بدوره، قال «مارتين إنديك» الرئيس التنفيذي لمعهد بروكنغز، إن منتدى أمربكا والعالم الإسلامي عقد في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/آيلول، ويجمع قادة دوليين لمناقشة أوجه الخلافات وبناء الجسور.

وأبدى «إنديك» تقديره لمشاركة أمير قطر في افتتاح المنتدى، مشيداً في الوقت ذاته برعاية دولة قطر للمنتدى منذ 13 عاما، منوها لانعقاد المنتدى في نيويورك على مقربة من النصب التذكاري الذي يؤرخ لضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

وأضاف «إنديك» أن المنتدى خلال 13 دورة، جمع الزعماء حول القضايا التي نواجهها بما فيها الحروب المدمرة والإرهاب العابر للحدود الوطنية، وقضايا اللاجئين والسياسات التي تجمع العالم الإسلامي وتجعله أقل عرضة للإرهاب، لافتا إلى أنه لا توجد مهمة أشد إلحاحا من تلك القضايا.

من جانبه، قال «ناصر عبد العزيز النصر»، الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات في كلمته الافتتاحية: طلب مني الأمين العام تمثيله في الاجتماع الهام، وهو يعلق أهمية كبيرة على تعزيز الحوار والبناء لتعزيز التفاهم.

ونوّه «النصر» إلى أن مهمة منظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات هو تشجيع الحوار والتفاهم والتسامح، لأنه يمهد السبيل أمام تحقيق فهم أفضل للآخرين وتبديد مشاعر الخوف أمام الذي يختلفون معنا.

وتتضمن فعاليات المنتدى 4 جلسات عامة، تشمل قضايا حول تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، والتصدي لتحديات تزايد عدد اللاجئين في جميع أنحاء العالم، وبناء الجهود الدولية لمكافحة التهديد الإرهابي.

وسيكون المنتدى فرصة للباحثين وصناع القرار الأمريكيين والأوروبيين للقاء والتفاعل مع العلماء وصانعي السياسات من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

يذكر أن المنتدى بدأ فى أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول، وكان هدفه تطوير برامج البحث والتوعية الرامية إلى تحسين العلاقات الأمريكية مع الدول والمجتمعات الإسلامية.

  كلمات مفتاحية

منتدى أمريكا والعالم الإسلامي تميم بن حمد وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني

المنتدى الخليجي المتوسطي: تنديد بالإرهاب الإسرائيلي وميليشيات إيران والتدخل الروسي

من «صراع الحضارات» إلى «صراع المذاهب»