هل أعلنت الإمارات الحرب على اليونان في المياة الليبية؟

الثلاثاء 6 يناير 2015 12:01 ص

قبل ما يزيد على أربعة أشهر، أعربت الولايات المتحدة عن غضبها بشأن شن كتلة «غامضة» - حُددت لاحقًا بأنها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر - غارات جوية على مواقع في ليبيا.

وشهدت نهاية هذا الأسبوع غارة أخرى «غامضة»، ولكن كما ذكرت تقارير وكالة «أسوشيتد برس»، أن هذه المرة لم تكن على ليبيا مباشرة، ولكنها على ناقلة نفط يونانية في ميناء درنة الشرقي في ليبيا (لقي اثنان من طاقمها حتفهما)، وقد أدان اليونانيون بشدة هذا العمل الذي وصفوه بـ«غير المبرر والجبان»، وأعلنوا أنهم بصدد اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لتحديد ومعاقبة مرتكبيه.

في أغسطس / آب تم التعرف على منفذي الغارات الغامضة.

وبحسب تقارير أوردتها صحيفة «نيويوك تايمز» الأمريكية اتضح أن هذا الطرف أو بالأحرى الأطراف - المُكوّنة من مصر والإمارات العربية المتحدة - قد «تعاونت سرًا لتوجيه ضربات جوية ضد المليشيات الإسلامية المتحالفة التي تقاتل من أجل السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، والذي وصفه مسئولون أمريكيون بأنه تصعيد كبير بين المؤيدين والمعارضين للإسلام السياسي».

ولكن ما يثير الدهشة هو ليس التدخل؛ فبعد كل شيء لا يكاد يمر يوم الآن من دون تدخلات سياسية صغيرة ومتوسطة في مكان ما في هذا العالم الذي لم يعد تسارع الأخبار فيه يؤثر على أي شيء، وإنما هو أن كلا من الإمارات ومصر قررتا تجاهل مشورة بلد أعلنت بكل وضوح أن لديها مصالح وطنية واضحة في ليبيا: الولايات المتحدة الأمريكية.

وبحسب مسؤولين أمريكيين فإن الولايات المتحدة أصابتها دهشة تجاه الموقف؛ فقد تصرفت مصر والإمارات، وهما من حلفاء واشنطن المقربين وشركائها العسكريين، دون إبلاغ واشنطن أو الحصول على موافقتها لتنفيذ هذا العمل متجاهلين إدارة الرئيس بارك أوباما.

تزداد الأمور سوءًا؛ فقد نفى مسؤولون مصريون بكل صراحة صلتهم بتلك العملية لدبلوماسيين أمريكيين. ويمكن رسم الأمر أو تشبيهه كما لو أن موضوع تجاهل القوى العظمى - الولايات المتحدة - والسخرية منها والذي أظهرته الصين وروسيا مؤخرًا بدأ ينتشر تدريجيًا حتى وصل إلى جمهوريات «الموز» في جميع أنحاء العالم.

والآن تفجير آخر «غامض»

أعلنت السلطات اليونانية يوم الإثنين أن طائرة حربية مجهولة الهوية قصفت ناقلة نفط عملاقة يونانية في ميناء درنة الليبي الواقع في شرق البلاد وهو ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم وإصابة اثنين آخرين.

وقالت وزارة الخارجية اليونانية إن «آريفو» التي تحمل العلم الليبيري تمّ استئجارها من قبل الشركة الوطنية للنفط التي تعود ملكيتها للدولة الليبية.

وتُعدّ درنة قاعدة للمتشددين الإسلاميين الذين تعهدوا بالولاء لتنظيم «الدولة الإسلامية». وقد جرّ عنف المليشيات المنتشرة على نطاق واسع في ليبيا البلاد إلى حالة من الفوضى بعد أقل من أربع سنوات من الإطاحة بالديكتاتور معمر القذافي التي ساعد فيها بشكل كبير حلف شمال الأطلسي.

وتم التعرف على الضحايا الذين يحملون جنسيات يونانية ورومانية. ويتألف طاقم «آريفو» من 26 فرد؛ 21 من الفلبين، وثلاثة يونانيين ورومانيين، وقالت وزارة البحرية اليونانية إن السفينة تحمل على متنها 12.600 طن من الوقود، ولا زالت عملية حصر وتقييم الأضرار جارية.

اليونان ليست سعيدة

وفي بيان لوزارة الخارجية اليونانية مُرسل عن طريق البريد الإلكتروني جاء فيه أن السلطات اليونانية تدين الغارة الجوية «غير المبررة والجبانة» على ناقلة «آريفو» المملوكة لها، مُشيرة إنها كانت في مَرسى يبعد ميلين من درنة في الشرق الليبي.

وتعمل السفينة التي استأجرتها شركة النفط الوطنية في ليبيا منذ عدة سنوات دون أي مشاكل على مرسى البريقة سالكة طريق درنة.

وأسفر الهجوم عن مقتل بحار يوناني وآخر روماني ، ودخلت الحكومة اليونانية في خطوات تبني كل الإجراءات الممكنة واللازمة مع السلطات الليبية لتحديد ومعاقبة الجناة، ودفع تعويضات لعائلات الضحايا على الرغم من عدم استقرار الوضع.

والحكومة اليونانية على اتصال دائم مع ممثل الأمم المُتحدة الخاص في ليبيا «برناردينو ليون» والمفوضة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي «فيديريكا موغيريني».

لذا نسأل: من فعل ذلك هذه المرة؟

لا يمكن للمرء إلا أن يبدي دهشته متسائلاً عن ما إذا كانت الكتلة العربية المتمثلة في المملكة العربية السعودية / الإمارات العربية المتحدة تبذل كل ما في وسعها للقضاء على جميع من هم في المنافسة: من روسيا إلى فنزويلا إلى الصخر الزيتي في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فلماذا لا يتعامل أحد مع حفنة من الإرهابيين الليبيين؟

المصدر | تايلر دوردن، زيرو هيدج

  كلمات مفتاحية

ليبيا الإمارات مصر اليونان السعودية

حفتر: السعودية والإمارات ومصر أرسلوا إلينا أسلحه لكنها قديمة

«حفتر» يكشف طبيعة المساعدات العسكرية المصرية له في ليبيا

أمريكا ودول أوروبية يدعون إلى وقف العنف في ليبيا ويلوحون بعقوبات

السيسي يحذر من التدخل الخارجي في ليبيا ويؤكد: لن نتهاون في أمننا القومي

"فجر ليبيا": الإمارات ومصر متورطتان في الغارات على طرابلس

اليونان تهز منطقة اليورو لكنها لن تفككها