كركوك.. مدينة على بحر من النفط تواجه استفتاء كردستان

الأحد 24 سبتمبر 2017 06:09 ص

قالت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية، إن أهالي كركوك الذين ظلوا يتجنبون الحديث عن السياسة وما تثيره من خلافات في الماضي، بات من المستحيل عليهم تجنب ذلك مع إجراء الاستفتاء غدا الإثنين.

جاء ذلك في تقرير للصحيفة تحت عنوان «تصويت الأكراد يشعل شرارة نزاع في مدينة على بحر من النفط».

وتضرب الصحيفة بصديقين عربي وكردي اعتادا على تجنب الحديث في السياسة في لقاءاتهما اليومية والحديث عن المسلسلات التليفزيونية ومشاغل حياتهما اليومية، لكن «عادل جميل»، العربي، يقول الآن إنه سيصوت بلا، لأنه مع بقاء مدينته ضمن العراق الفيدرالي بينما سيصوت صديقه الكردي «أوميد محمد»، بنعم لتحقيق حلم أجيال في عائلته الكردية بالحصول على دولة مستقلة.

وتصف موفدة الصحيفة نشر الأعلام الكردية فوق كل المباني الرئيسية في المدينة وانتشار الجداريات الإعلانية التي تدعو السكان إلى التصويت بنعم في الاستفتاء، حاملة عبارة «حان الوقت لقول نعم لكردستان حرة».

وأضافت أن قوات البيشمركة الكردية تمكنت من السيطرة على المدينة منذ انسحاب القوات العراقية إثر هجوم مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية عليها في عام 2014، مشيرة إلى أن هذه السيطرة جعلت الأكراد بحكم الأمر الواقع متحكمين في المدينة التي ظلوا لوقت طويل يطالبون بها.

وأوضحت أن حكومة إقليم كردستان تدير منذ ذلك التاريخ شؤون المدينة متجاوزة الحكومة المركزية في بغداد في بيع النفط المستخرج من حقولها لمشترين دوليين مباشرة.

وأشارت إلى أنه بموجب الترتيبات التي أجريت بعد إسقاط نظام «صدام حسين» في عام 2003، اتفق على أن يحصل الأكراد على نسبة 17% من الإيرادات الحكومية لكن المسؤولين الأكراد يعتقدون أن بغداد تقتطع من حصتهم المقررة دستوريا.

وأضافت الموفدة أن الدستور العراقي الذي كتب عام 2005 نص على أن يجرى إحصاء سكاني عام في محافظة كركوك، لكن التوترات العرقية والدينية تعني أن ذلك لن يتحقق فعليا على أرض الواقع.

وقالت كاتبة التقرير إن الأكراد يشعرون بصلة عميقة وتاريخية مع مدينة كركوك التي تبعد ساعة فقط عن أربيل عاصمة إقليمهم، وإنهم يشكلون نسبة 50% من سكان كركوك، بينما يشكل العرب نسبة 30% والتركمان 20%.

وقاطع ممثلو العرب والتركمان في مجلس محافظة كركوك جلسة التصويت على المشاركة في الاستفتاء التي صوت فيها لمصلحة المشاركة فيه 23 عضوا، كلهم من الأكراد، من اعضاء المجلس الـ 41 .

وأشارت الكاتبة الى أن هذه المدينة المتعددة الأعراق القابعة على بحر من النفط، ستظل تمثل قلب النزاع، حيث يدعي الأكراد تبعيتها لهم بينما تطالب الحكومة المركزية ببقائها ضمن العراق.

ونشرت صحيفة «الأوبزرفر» تقريرا كتباه اثنان من موفديها إلى مدينة أربيل، وصفا فيه امتلاء ميدان قلعة أربيل قبيل ساعات من الاستفتاء بأعلام إقيلم كردستان، بألوانها الأحمر والأبيض والأخضر والتي ترمز إلى الكفاح الذي خاضوه والذي يعتقدون أنه سيوصلهم إلى تكوين دولة جديدة خاصة بهم.

وأفاد تقرير الصحيفة بأنه على الرغم من المعارضة الكبيرة خارج إقليم كردستان، يرى عدد كبير من الأكراد أن التصويت في الاستفتاء يعد خطوة تاريخية ضمن كفاحهم الطويل منذ عقود من أجل حق تقرير المصير.

وأضاف أنهم مثل الزعيم الكردي «مسعود بارزاني» يرون أن الحليف والعدو متشابهان، فالجميع قد حذروهم من أن هذه الخطوة قد تقود إلى تفتيت العراق وربما تعرض قضيتهم للخطر، إذ ترى تركيا والعراق والدول الغربية أن مثل هذا الاستفتاء قد يؤدي إلى زيادة عدم الاستقرار في تلك المنطقة الملتهبة أصلا.

وخلص التقرير إلى أن خوف الجيران والقضايا الجيوبوليتيكية الإقليمية لا تهم كثيرا مؤيدي الاستفتاء الذين يشكلون غالبية في إقليم كردستان ومن هنا تبدو نتيجته متوقعة سلفا.

وكان البرلمان العراقي أقال، الخميس الماضي، بالأغلبية محافظ كركوك «نجم الدين كريم» بعد طلب مقدم من مكتب رئيس مجلس الوزراء «حيدر العبادي».

وصوت مجلس محافظة كركوك، الثلاثاء، على رفض قرار مجلس النواب العراقي بإقالة المحافظ «نجم الدين كريم».

واعتبر المجلس قرار البرلمان العراقي يشكل تجاوزا لصلاحياته، حيث يمتلك مجلس المحافظة حق إقالة المحافظ وتعيين بديل عنه.

ورأى المجلس خلال جلسته قرار البرلمان العراقي «سياسيا وليس قانونيا» كون كركوك غير مشمولة بقانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم، ولم يجر فيها أية انتخابات، ولذلك فإنها تخضغ لقانون الحاكم المدني «بول برمير».

وجاء قرار إقالة «كريم» بعد أن صوتت كركوك لصالح المشاركة في استفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق غدا الإثنين وتتنازع الحكومة المركزية في بغداد وإقليم كردستان شبه المستقل بشمال العراق على كركوك.

ويتهم نواب كركوك من العرب والتركمان محافظ كركوك، بقيامه بمخالفات إدارية ودستورية في المحافظة. ‎

وفي 28 من مارس/آذار الماضي، صوّت مجلس محافظة كركوك، بالأغلبية على رفع علم الإقليم الكردي بجانب العلم العراقي.

وترفض بغداد منذ أمد بعيد فكرة استقلال أكراد العراق ويشاركها في ذلك جاراتها الثلاث إيران وتركيا وسوريا، وتخشى هذه الدول من أن يشجع ذلك الأقليات الكردية التي تعيش فيها على المطالبة بالاستقلال.

ويتمتع إقليم كردستان -المكون من 3 محافظات في شمال العراق- بحكم ذاتي منذ عام 1991.

وتسيطر القوات الكردية حاليا على مساحة تزيد على تلك التي أقيم عليها إقليم «كردستان العراق» بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003

  كلمات مفتاحية

كركوك استفتاء استقلال كردستان الحكومة العراقية النفط

طهران تغلق حدودها الجوية مع كردستان بطلب من بغداد