الشرطة الفرنسية تبحث عن ثلاثة مشتبه بهم .. واستنفار لأجهزة مكافحة الإرهاب الأوروبية

الأربعاء 7 يناير 2015 10:01 ص

تمكنت الشرطة الفرنسية من تحديد هوية ثلاثة أشخاص المشتبه في قيامهم بشن هجوم على مقر مجلة «شارلى إبدو» الساخرة صباح أمس الأربعاء.

وقال مسؤول بالشرطة ومصدر حكومي إن الشرطة تبحث عن شقيقين من منطقة باريس ورجل ثالث من مدينة رانس في شمال شرق البلاد وكلهم فرنسيون من أصول جزائرية. وقال المصدر الحكومي إن الثلاثة بينهم شقيقان (32 عاما و 34 عاما) «سعيد وشريف كوشي»، بالإضافة إلى «حميد مراد» (18 عاما).

وقال المسؤول بالشرطة إن أحد الشقيقين سبق أن مثل للمحاكمة في اتهامات بالإرهاب. وبدأت عملية بحث واسعة عن المهاجمين الذين يشتبه أنهم متشددون إسلاميون. ولاذ المهاجمون بالفرار بعد أن قتلوا بالرصاص عددا من كبار رسامي الكاريكاتير بصحيفة «شارلى إبدو» في فرنسا بالإضافة إلى اثنين من أفراد الشرطة.

وظهر في لقطات فيديو شخص واحد على الأقل يصيح قائلا الله أكبر بعد الهجوم وقال انهم ثأروا للنبي محمد“، (صلى الله عليه وسلم).

وأبلغت شاهدة داخل المبنى وسائل الإعلام الفرنسية بأن أحد المهاجمين عرف نفسه لها بأنه عضو في «القاعدة».

وقال «جان لويس بروجيري» وهو قاض كبير سابق في قضايا مكافحة الارهاب «لم أندهش وحسب من هدوء الملثمين بل أيضا من الاسلوب الاحترافي الذي نفذوا به هروبهم بعد أن أخذوا وقتهم للاجهاز على شرطي مصاب».

ويخضع مقر صحيفة «شارلى إبدو» لحماية الشرطة منذ تعرضه لهجوم بالقنابل الحارقة في عام 2011 بعد نشر رسوم تسخر من النبي «محمد» صلى الله عليه وسلم.

ونشرت جماعات إسلامية لقطات مصورة في الأسابيع الأخيرة تحذر فرنسا من هجمات وشيكة بسبب مشاركتها في الضربات التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

وبدأ الهجوم بعد الساعة 11.30 صباحا بوقت قصير (10:30 بتوقيت غرينتش) عندما شق مسلحان طريقهما إلى المبنى الواقع في شرق باريس. وقال شهود عيان إن المهاجمين أطلقا النار على مسؤول فني في مكتب الاستقبال ثم فتحا النار على الصحافيين الذين تجمعوا للمشاركة في الاجتماع الأسبوعي لإعداد الصحيفة.

وتحدث الرجلان إلى الرسامة «كورين ري» في الطابق الأرضي وأمروها أن تدخل الشفرة الخاص بفتح الباب المؤدي إلى مكتب صحيفة «شارلى إبدو». وقالت ري «قالا انهما ينتميان للقاعدة» مضيفة إنهما كانا يتحدثان بلغة فرنسية واضحة.

وقال مسؤول بنقابة الشرطة إن الهجوم لم يستغرق سوى خمس دقائق وقتل خلاله المسلحون ضابط شرطة داخل المكتب بالإضافة إلى ثمانية صحافيين.

ومن بين الضحايا ثلاثة من رسامي الكاريكاتير اشتهروا بأسمائهم المستعارة وهي «كابو» و«ولينسكي» و«شارب» الذي كان يشغل منصب رئيس تحرير المطبوعة. وكان «برنار ماريس» وهو كاتب عمود متخصص في شؤون البيئة واحدا من زائرين اثنين للمكتب لقيا حتفيهما.

وقالت الرسامة «كورين ري» التي اختبأت أسفل منضدة خلال المذبحة إن المسلحين نادوا على ضحاياهم بالاسم.

وقال ممثل الادعاء لباريس فرانسوا مولان إن 11 اخرين أصيبوا منهم أربعة ما زالوا في حالة حرجة.

وبعد الخروج إلى الشارع تبادل المسلحون إطلاق النار مع الضباط الذين جاءوا في أول سيارة شرطة تستجيب لاتصالات الطوارئ ومع شرطيين كانا يستقلان دراجات نارية ثم أطلقوا النار بشكل متكرر على سيارة دورية ثانية.

وقال «رينيه جورجي كويري» الرئيس السابق لوحدة شرطة مكافحة الإرهاب لتلفزيون (بي.اف.ام) «الشيء اللافت هو اثار الأعيرة النارية المتقاربة في الواجهة الزجاجية وهو ما يوضح انهم (المسلحين) كانوا يتحكمون بشكل جيد في أسلحتهم ومشاعرهم».

ويظهر في لقطات فيديو لأحد الهواة من سطح قريب مسلح يتوجه إلى شرطي مصاب ويصوب إليه سلاحه ليقتله بالرصاص من مسافة قريبة.

وانطلق المسلحون بسيارة إلى شمال شرق باريس. واصطدموا بسيارة اخرى ثم تركوا سيارتهم في منطقة مزدحمة وسرقوا سيارة اخرى هربوا بها إلى الضواحي الشمالية.

ورغم أن اللقطات المصورة لم يظهر بها إلا مسلحون في مسرح الجريمة فإن سائق السيارة التي اصطدم بها الجناة قال إنهم كانوا ثلاثة مهاجمين.

وكانت السلطات رفعت مستوى التأهب الأمني إلى اللون القرمزي وهو ما يعني خطر وقوع هجوم وشيك.

وفي حين ظلت وجوه المسلحين مستترة طوال الهجوم فقد عثرت الشرطة على العديد من فوارغ الطلقات في مكان الحادث بالإضافة إلى قفاز وهو ما يمكن أن يوفر دليلا من الطب الشرعي يساعد في تحديد هوية صاحبه.

قلق أوروبي واسع 

واجتمعت أجهزة مكافحة الإرهاب الإيطالية والأسبانية والبلجيكية الأربعاء لبحث التهديدات بعد الهجوم الذي أوقع 12 قتيلا في مقر صحيفة «شارلى إبدو».

ففي روما اجتمع وزير الداخلية الإيطالي «انجيلينو الفانو» مع لجنة التحليل الاستراتيجي لمكافحة الإرهاب التي تضم خبراء الأمن والاستخبارات «لدراسة التهديد الارهابي بعناية بعد الهجوم الخطير»، وفق بيان للوزارة.

وفي لندن، تلقى رئيس الوزراء «ديفيد كاميرون» تقريرا ملخصا من أجهزة الاستخبارات لكن السلطات لا تعتزم في الوقت الحالي رفع مستوى التأهب الذي يحذر حاليا من هجوم إرهابي يعتبر «مرجحا بدرجة عالية».

وفي مدريد، دعا وزير الداخلية «فرنانديز دياز» كبار مسؤولي مكافحة الإرهاب للاجتماع «لتحليل الهجوم الإرهابي في باريس» وفق بيان للوزارة.

وبعد اجتماع مماثل في بروكسل قررت السلطات الإبقاء على مستوى التأهب عند الدرجة الثانية في سلم من 4 درجات. وقال مصدر مقرب من الحكومة أنه تم تعزيز حماية بعض الأهداف التي لم يحددها. وقال «لا ينبغي الاستسلام للهلع ولكن تم تعزيز إجراءات الحيطة وتعبئة كل أجهزة الأمن». وفي الدنمارك، عززت حماية مجلة يولندس بوستن التي نشرت الرسوم التي اعتبرت مسيئة للرسول.

المصدر | وكالات

  كلمات مفتاحية

فرنسا القاعدة شارلي إيبدو هجوم مسلح

12 قتيلا في هجوم على صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية .. ومخاوف من تصاعد «الإسلاموفوبيا»

فرنسا: إصابة 3 جنود في هجوم بسكين أمام مركز يهودي في مدينة نيس

«الدولة الإسلامية» تنشر مقابلة مع «حياة بومدين» أرملة محتجز الرهائن في باريس

الولايات المتحدة: توجيه الاتهام لثلاثة أشخاص بالتخطيط لدعم «الدولة الإسلامية»

القبض على فرنسية تزوج مقاتلى «الدولة الإسلامية» من أوروبيات