باحثة: السماح للسعوديات بالقيادة تلميع لولي العهد وإلغاء الوصاية قادم

الخميس 28 سبتمبر 2017 12:09 م

اعتبرت «جين كنينمونت»، الباحثة البريطانية بـ«المعهد الملكي للشؤون الدولية» (تشاثام هاوس)، أن قرار الملك «سلمان بن عبدالعزيز» السماح للنساء بقيادة السيارة، يعكس تغيرات عميقة في المجتمع السعودي، أهمها أن رجال الدين لم يعد لهم نفس الدور الذي يلعبونه في السياسة.

وأضافت «كنينمونت»، في مقال نشرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن تلك الخطوة، التي يقف ورائها ولي العهد الطامح في العرش، الأمير «محمد بن سلمان»، ستساهم أكثر من أي شيء آخر في تلميع صورته أمام المجتمع الدولي كعامل للتغيير في المملكة، وأن الخطوة الثانية ستكون العمل على إلغاء وصاية الرجال على النساء.

وأعلن الملك «سلمان» أن القرار سيدخل حيز التنفيذ في يونيو/حزيران 2018، وربما جاء هذا التأخير حتى يعتاد المحافظون على التغيير الاجتماعي الظاهر بشدة في المجتمع، وكذلك التعامل مع متطلبات تدريب المدربات اللاتي سيدربن النساء على القيادة، وكذلك ما يتعلق بشرطة المرور.

لماذا الآن؟

وبشأن سبب صدور قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة الآن بعد عقود طويلة من المنع، قالت «كنينمونت»: «جزئيا جاء هذا التغير من أعلى إلى أسفل، خاصة مع وجود الأمير بن سلمان، الذي يدشن نمطا جديدا من السياسة».

وأضافت أن القرار «يعكس أيضا التغيرات القادمة من أعماق المجتمع الذي ربما يكون متدينا بشدة، لكنه أيضا شاب جدا ويواجه مستقبلا اقتصاديا جديدا».

ولفتت إلى أن القرار «يعود إلى ولي العهد بن سلمان، 32 عاما، الذي يقدم نفسه باعتباره شخصية حداثية، ويسهم تمكين المرأة من القيادة في تغيير صورة المملكة العربية السعودية وتفوق أهميته أي إعلان سياسي أخر قد أو سيلمع صورة ولي العهد كعامل للتغيير».

تراجع دور رجال الدين

ورأت الباحثة البريطانية أن حظر قيادة المرأة للسيارة لم يكن «موقف من الحكومة السعودية (...) بل كان بالأحرى تنازلا لفئة معينة في المجتمع: رجال الدين المؤثرين والمحافظين اجتماعيا».

وأضافت موضحة: «دائما ما حكمت العائلة السعودية بدعم من رجال الدين، لكن بعضهم كان أيضا ينتقد الحكومة. وكان الحظر على القيادة محاولة لاسترضاء هذه الدائرة الهامة وثنيها عن أن تكون مصدرا محتملا للمعارضة».

واعتبرت أن «إنهاء الحظر يشير إلى أن رجال الدين لم يعد لهم نفس الدور الذي يلعبونه في السياسة السعودية».

واستطردت: «كان النموذج القديم للحكم يعتمد على النفط ورجال الدين، ويحاول ولي العهد بناء نموذجا جديدا يقوم على الوطنية والتنمية الاقتصادية والإحساس بأن العائلة الحاكمة توفر الأمن والاستقرار المفقود في الكثير من الدول العربية الأخرى».

ورأت أن «القبض على رجال الدين البارزين (في حملة بدأت منذ 10 سبتمبر/أيلول الجاري) سيقلل من احتمالات معارضة معظم الإسلاميين والمحافظين لرفع حظر القيادة أو السياسة الخارجية أو التقشف الاقتصادي».

عقبات أمام النساء

«كنينمونت» رأت أنه رغم قرار السماح للمرأة في المملكة بالقيادة لا يعني أنهن سيتمكن من ذلك بكل أريحية؛ إذ لا تزال هناك عقبات أمامهن.

وأوضحت في هذا الصدد أن «القرار سيكون له تأثير متفاوت فالأزواج والآباء المحافظين سيحاولون منع زوجاتهم وبناتهم من القيادة».

وقالت: «في الوقت الحاضر، يعني نظام الوصاية والثقافة الأبوية أن فرص المرأة وخياراتها تعتمد اعتمادا كبيرا على فرص الرجال في عائلاتها».

وأضافت: «هذا هو السبب في أن دور المرأة السعودية في المجتمع مشتت وغير متجانس مما يفترض عادة؛ فيمكن للمرأة التي تعيش في أسرة ليبرالية أن تدرس في الخارج وأن تصبح مديرة تنفيذية، بينما يمكن منع امرأة أخرى من مغادرة المنزل تماما».

واختتمت بالقول: «لهذا السبب، تركز الناشطات السعوديات بشكل متزايد على معالجة نظام الوصاية كخطوة تالية؛ حيث غردت الناشطة منال الشريف، الثلاثاء الماضي، قائلة: (انتهينا من حق المرأة في القيادة ونعمل حاليا على حقها في الوصاية على نفسها)».

ومعهد «تشاتام هاوس» هو منظمة غير حكومية، مقرها لندن، ومهمتها الأساسية تحليل الأحداث الدولية الجارية ومراقبتها وتقديم حقائق عنها لكل المهتمين؛ ما قد يساهم إيجابا في تعميق فهم العالم لما يجري من أحداث وتطورات، حسب ما تقول على موقعها الإلكتروني.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية المرأة السعودية قيادة السيارة محمد بن سلمان

الجارديان: إيدلمان الرافض للاستبداد يلمع صورة السعودية مقابل ملايين الدولارات