زيارة الملك سلمان إلى روسيا.. تحالف جيواستراتيجي واقتصادي متجدد

الأحد 1 أكتوبر 2017 11:10 ص

اعتبر مراقبون أن الزيارة المزمعة للعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، نهاية الأسبوع الجاري، إلى العاصمة الروسية موسكو للقاء الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، تأتي في إطار «تحالف جيواستراتيجي واقتصادي متجدد».

من جانبها، أتمت موسكو استعداداتها لاستقبال الملك «سلمان»، الأربعاء، في الزيارة الأولى لعاهل سعودي إلى روسيا منذ إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين قبل نحو قرن.

وذكرت مصادر صحيفة أن لقاء الملك «سلمان» و«بوتين» سيضع أساسا لتحالف استراتيجي، باعتبار أن روسيا لديها إمكانيات كبيرة وسوق واعدة، وهناك مصالح جيوستراتيجية بين الرياض وموسكو.

وبالإضافة إلى التعويل على تعاون سياسي مهم في الملفات الإقليمية، تركز المحادثات خلال الزيارة على البعد الاقتصادي وأهميته بالنسبة إلى البلدين.

شراكات اقتصادية ضخمة

وفي هذا السياق، أجرت عملاق النفط السعودي «أرامكو» مباحثات مع شركة «سيبور» الروسية المتخصصة في مجال البتروكيماويات، وذلك بغية إنشاء مشروع مشترك في السعودية، حيث تفكر الشركتان العملاقتان في إنشاء مشروع مشترك لإنتاج المطاط الصناعي، ومن المتوقع أن يتم التوصل إلى مذكرة تفاهم بين الشركتين، خلال زيارة العاهل السعودي إلى موسكو.

وسيكون هذا المشروع باكورة المشاريع في قطاع التكرير والبتروكيماويات بين «أرامكو» والشركات الروسية، إذ سبق أن استثمرت الشركة النفطية السعودية مع شركة «لوك أويل» الروسية بالمناصفة، في مشروع «لوكسار» بالمملكة، المختص في قطاع استكشاف وإنتاج النفط والغاز.

وسيصبح مشروع إنتاج المطاط الصناعي ثاني مشروع من نوعه مع شركة أجنبية، بعد أن قامت «أرامكو» في 2015 بشراء حصة 50% من مشروع لإنتاج المطاط الصناعي مع شركة «لانكسيس» الألمانية بقيمة 3 مليارات دولار.

وتطمح «أرامكو» و«سيبور» في التوسع في مجال الكيماويات، بينما تنوي الشركة السعودية تنويع مصادر الدخل، من خلال إضافة العديد من المشروعات في قطاع التكرير والبتروكيماويات.

رزمة من مذكرات التعاون والتفاهم

وتوقعت صحف سعودية أن يتم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم خلال الزيارة، خاصة أن الدولتين تعتبران أكبر منتجين للنفط في العالم، وتعملان بشكل وثيق للتوصل إلى اتفاقات بين منظمة منتجي النفط «أوبك» والمنتجين المستقلين، لخفض إنتاج الخام النفطي، بغية الحفاظ على استقرار أسعاره في الأسواق العالمية.

وأعلنت شركات روسية عملاقة في السكك الحديدية، وصناعة الطيران المدني والمروحيات وشركات تعمل في مجال الطاقة، عن تقديم لائحة واسعة من العروض لتنشيط تعاون مشترك يلبي مصالح البلدين.

وسيتم بحث بعض المشاريع التي كانت نوقشت سابقا خلال زيارة ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» روسيا منتصف العام، وهي مشاريع في مجال الطاقة والتصنيع المشترك لبعض الآليات، إضافة إلى البنى التحتية والإنشاءات والسكك الحديد.

وكانت موسكو والرياض وقعتا قبل عامين عددا من الاتفاقات ومذكرات التعاون، في المجالات الدفاعية والعسكرية، والاقتصاد، والاستخدام السلمي للطاقة الذرية، والإسكان، والاستثمار، والتعاون العلمي في المجالات الفنية والتقنية.

وينتظر بعضها أن يدخل حيز التنفيذ بعد زيارة الملك «سلمان»، فيما لم تخف أوساط روسية تطلعها إلى تفعيل مناقشات سابقة حول مشاركة روسيا في مفاعلات نووية للاستخدام السلمي في المملكة.

ولفتت أوساط في وزارة التعاون الاقتصادي إلى إعداد رزمة من مذكرات التعاون والعقود في مجالات مختلفة، حيث تعول روسيا على دفعة كبيرة سيتلقاها قطاع الاستثمار خلال الزيارة، بينما أعلن رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي «كيريل دميترييف» عن منصة استثمارية جديدة مشتركة في مجال الطاقة.

مشروعات روسية كبرى في المملكة

وأضافت أن «صندوق الاستثمار المباشر الروسي» اقترب في الأيام الأخيرة من استكمال المباحثات مع الشركاء السعوديين حول تنفيذ مشاريع روسية كبرى في السعودية.

ولفتت إلى أن البلدين حققا نتائج ملموسة في مجال التعاون الاستثماري، عبر صندوق مشترك تبلغ قيمته 10 مليارات دولار، يشكل المنصة المشتركة للصندوق الروسي وصندوق الاستثمارات العامة السعودي.

وأوضحت أن المستثمرين السعوديين في روسيا نفذوا عددا من المشروعات ذات المنفعة العالية في مجالات مثل البتروكيماويات والبنية التحتية واللوجستية والطاقة الكهرمائية.

وكان المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية «ميخائيل بوغدانوف»، قد أعلن في وقت سابق أن العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» سيقوم بزيارة لروسيا في بداية أكتوبر/تشرين الأول.

وفي هذا الإطار، شدد الناطق الرئاسي الروسي «ديمتري بيسكوف» ليل الجمعة الماضي، على أمل روسيا بأن الزيارة التي وصفتها أوساط سياسية روسية بأنها «تاريخية» ستمنح زخما جديدا لتطوير العلاقات وللتعاون بشكل أكبر بكثير من مستوى التعاون الحالي.

  كلمات مفتاحية

السعودية روسيا سلمان بوتين العلاقات السعودية الروسية

«بلومبيرغ»: 800 كغم طعام يوميا للملك «سلمان» وحاشيته بموسكو

بوتين يعتزم زيارة السعودية في 2019