تركيا تعتزم رفع الضرائب ومراقبون: لتغطية تكاليف عمليات الجيش الخارجية

الثلاثاء 3 أكتوبر 2017 08:10 ص

أثار الإعلان المفاجئ للحكومة التركية، عزمها فرض إجراءات ضريبية جديدة مع بداية العام المقبل، حالة من الجدل في البلاد، وسط أنباء عن أن المبالغ الجديدة ستخصص لعمليات الجيش التركي المتوقعة في سوريا والعراق.

ومؤخرا، قال وزر المالية التركي «ناجي إقبال»، إن إجراءات ضريبية جديدة في إطار برنامج اقتصادي مدته 3 سنوات سيضيف ما بين 27 إلى 28 مليار ليرة (7.5 ـ 7.8 مليار دولار) إلى إيرادات الميزانية العام المقبل، حيث من المقرر أن تزيد الحكومة ضريبة الشركات في القطاع المالي بمقدار نقطتين مئويتين إلى 22% وسترفع الضريبة على ملكية سيارات الركاب بنسبة 40%.

وانتقد مواطنون أتراك القرار بشدة، بحسب صحيفة «القدس العربي»، ودعوا إلى الضغط على الحكومة للتراجع عن قراراها.

وبينما اكتفى وزير المالية بالقول «إن الإجراءات الضريبية الجديدة تهدف إلى اتخاذ موقف قوي ضد المخاطر السياسية والاقتصادية»، قالت مصادر تركية متعددة إن عائدات الضرائب الجديدة سوف تخصص لدعم الجيش التركي وتغطية تكاليف العلمليات العسكرية التي يمكن أن يقوم بها الجيش التركي خلال الفترة المقبلة لا سيما في سوريا والعراق.

ورأت وسائل إعلام تركية أن الحكومة تهدف إلى تفادي آثار سلبية كبيرة على الاقتصاد التركي في حال قيام الجيش التركي في عملية عسكرية في سوريا والعراق، وأن الحكومة تسعى بشكل مبكر من أجل تغطية تكاليف أي عملية مستقبلية لمنع الإضرار بالاقتصاد.

وخلال العام الأخير، تعافى الاقتصاد التركي بشكل كبير من آثار الهجمات الإرهابية ومحاولة الانقلاب التي ضربت البلاد العام الماضي، حيث أدى الاستقرار الأمني وعدم وقوع هجمات إرهابية منذ قرابة العام إلى إعادة الثقة بالاقتصاد التركي، وتحسنت أرقام الصادرات والسياح وبيع العقارات الأمر الذي أعطى دفعة جديدة للاقتصاد.

ومؤخرا، توقع نائب رئيس الوزراء التركي «محمد شمشك» أن تحقق تركيا نموا اقتصاديا بنسبة 5.5% في العام الحالي ووصول معدل التضخم إلى 9.5%، فيما قال اتحاد المصدرين الأتراك إن صادرات البلاد ارتفعت 8.9% على أساس سنوي في سبتمبر/ أيلول إلى 11.34 مليار دولار.

وبالإضافة إلى إجراءات رفع الضرائب، قالت الخزانة التركية إنها ستصدر سندات وصكوكا معززة بالذهب، بدء من الثاني من أكتوبر/تشرين الأول في محاولة لضخ مدخرات الأسر من المعدن في الاقتصاد.

ومنذ نحو ثلاثة أسابيع يواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات عسكرية غير مسبوقة إلى الحدود مع سوريا، شملت حتى الآن مئات الدبابات والمدافع وناقلات الجند والعربات العسكرية، بالإضافة إلى آلاف الجنود وعناصر القوات الخاصة، وسط توقعات بأن يبدأ الجيش التركي عملية عسكرية واسعة في محافظة إدلب ضمن اتفاق مناطق عدم الاشتباك في سوريا.

وفي السياق، يهدد كبار القادة الأتراك منذ أسابيع، بأن بلادهم مستعدة للتدخل عسكريا في حال تطلب الأمر ردا على استفتاء انفصال إقليم شمال العراق، فيما تتواصل تتعزيزات عسكرية واسعة ومناورات عسكرية كبيرة منذ 15 يوما على الحدود التركية مع العراق.

هذه المناورات والتعزيزات التي تكلف الخزينة التركية مبالغ طائلة وتشكل عبئا كبيرا على الاقتصاد التركي، ستكون تكلفتها رمزية مقارنة بما ستكلفه أي عملية عسكرية مباشرة في سوريا أو العراق، يضاف إلى ذلك فاتورة العمليات العسكرية المتواصلة والتي اشتدت في الأسابيع الأخيرة ضد مسلحي العمال الكردستاني داخل وخارج البلاد.

وتأتي هذه الخطوة أيضا مع تسديد أنقرة الدفعة الأولى من قيمة صفقة شراء منظومة «إس 400» الدفاعية من روسيا والتي ستكلف ما بين 2 إلى 3 مليار دولار على أقل تقدير، وترى فيها تركيا حاجة ملحة لتعزيز القدرات الاستراتيجية للجيش وتعزيز القوة الدفاعية للدولة.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا الضرائب سوريا الجيش