حذر الخبير السعودي في شؤون المياه الدكتور «محمد الغامدي»، من أن مستقبل المياه في المملكة مخيف ومؤلم؛ محذرا من معاناة السعوديين من العطش جراء استمرار الهدر الحالي للمياه الجوفية، وعدم وجود خطط استراتيجية تقنن من هذا الهدر للمياه.

وقال «الغامدي»، في مداخلة متلفزة مع برنامج «المرصد»، الذي بثته القناة الاقتصادية السعودية، أمس الإثنين، إن المملكة العربية السعودية تعاني شح الموارد المائية، وهي كذلك محدودة الكميات، والوضع الراهن أراه مؤشرا على قلق عظيم، حسب تعبيره.

وانتقد «الغامدي»، سياسات وزارة البيئة والمياه والزراعة، متسائلا: «هل أخذت الوزارة من المواطنين الموافقة عندما بدأت مشاريعها الزراعية العشوائية؟» (فيديو).

وحمل «الغامدي»، وزارة الزراعة، مسؤولية الورطة التي وضعت البلاد فيها؛ قائلا: «بدلا من أن تحاسب نفسها تحيل الملف كاملا إلى المواطن».

وأضاف: «الخطأ التاريخي الذي وقعت فيه الوزارة هو التوسع الزراعي العشوائي دون النظر إلى محدودية موارد المياه وندرتها في البلاد».

وطالب «الغامدي»، الوزارة بتقديم استراتيجيات مرسومة ورؤية واضحة، بدلا من الإجراءات الفنية، مشيرا إلى أن ما يجري الآن عبث واجتهادات، وجرم في حق الأجيال القادمة.

ويبلغ حجم المياه المحلاة المستهلكة سنويا بمنازل المواطنين 22 مليار متر مكعب، ويتحمل المواطن قيمتها، بينما تستهلك المزارع سنويا 17 مليار متر مكعب مجانا.

وتابع: «نحن ماضون إلى طريق نهايته العطش، ففي الماضي كانت المياه الجوفية على بعد 20 مترا، وفي الوقت الحالي المياه على بعد 200 متر».

واختتم «الغامدي» مداخلته، بالقول:«اتقوا الله في الأجيال القادمة».

ويبلغ متوسط استهلاك الفرد للمياه في المملكة 247 لترا في اليوم، وهو المعدل الذي تهدف الوزارة إلى تقليصه لـ200 لتر للفرد بحلول عام 2020.

ومايو/آيار الماضي، أطلقت السلطات السعودية، البرنامج الوطني الشامل لترشيد استهلاك المياه في المملكة، بعد احتلال البلاد المرتبة الثالثة عالميا في استهلاك الفرد للمياه.

ويتضمن البرنامج العديد من النشاطات التثقيفية والتعليمية، لخلق وعي مجتمعي حيال التكلفة العالية للإنتاج والتوزيع، بالإضافة إلى إقرار مكافآت للعملاء لترشيد استهلاكهم.