مساعد وزير الخارجية التركي يزور غزة بالتزامن مع المصالحة

الأربعاء 4 أكتوبر 2017 03:10 ص

تفقد وفد تركي يتقدمه  مساعد وزير الخارجية «أحمد يلدز»، الثلاثاء، أعمال الإغاثة بقطاع غزة، واصفا الأوضاع بالقطاع بـ«أسوأ مما يتصور».

تأتي جولة «يلدز»، للاطلاع على أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «أونروا»، التي ستتولى تركيا رئاسة مجلسها الاستشاري العام المقبل، ولتفقّد مشاريع تم إنشائها بتمويل من بلاده، بحسب «الأناضول».

وتتزامن الزيارة مع انطلاق إجراءات المصالحة بين «حماس» و«فتح»، وتسلم حكومة الوفاق الفلسطينية مهامها في القطاع.

شارك في الجولة، السفير التركي في فلسطين «غورجان تورك أوغلو»، إلى جانب وفد من وكالة «أونروا»، برئاسة مدير عملياتها بغزة «بو شاك».

وضم الوفد التركي؛ مسؤولين من وزارة الخارجية، ومن السفارة التركية بفلسطين، ومؤسسة الهلال الأحمر، ومن دائرة الطوارئ والكوارث الطبيعية بتركيا، ووكالة التعاون والتنمية «تيكا».

وقال «يلدز»: «في السنة المقبلة ستتولى تركيا رئاسة المجلس الاستشاري لوكالة أونروا، ونحن نحاول خلق توعية في المنطقة والعالم، بضرورة تقديم الدعم المالي لتمويل أنشطة أونروا الإنسانية».

وأضاف: «كنا ندفع تبرعات سنوية لأونروا، لكن هذه السنة رفعنا قيمة الدعم، تجاوباً مع نداءات الوكالة والمجتمع الدولي، بسبب قلّة الأموال وتزايد الحاجات».

ووصف مساعد وزير الخارجية التركي الوضع الإنساني في قطاع غزة بـ«أسوأ مما تصور».

وتابع: «هذه زيارة لي لفلسطين، وقطاع غزة؛ كنت قد عملت في ملف الشرق الأوسط لسنوات طويلة، لكنني لم أرَ أسوأ من هذا الوضع، والوضع الإنساني والسياسي سيء جداً في نظري».

واعتبر «يلدز» أن أزمات قطاع غزة هي «جزء من المسألة الفلسطينية وحلها بإيجاد حل سياسي للحالة الفلسطينية».

وعقدت حكومة الوفاق الفلسطينية، الثلاثاء، اجتماعها الأسبوعي في قطاع غزة، للمرة الأولى منذ تشكيلها منتصف عام 2014، حيث ترأس الجلسة رئيس الوزراء «رامي الحمدالله»، الذي وصل إلى غزة الاثنين، برفقة أعضاء حكومته.

وسبق أن رحبت تركيا الثلاثاء، ببدء حكومة الوفاق الفلسطينية عملها في قطاع غزة، إلا أنها حذرت من «وجود مكائد تحاك تجاه فلسطين».

وحذر وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو»، من «وجود مكائد تحاك تجاه فلسطين؛ حيث تعمل بعض دول المنطقة (لم يسمهم) على تغيير السلطة الفلسطينية، وتنصيب دمى تابعة لها على رأسها»، مشددا على «ضرورة وأهمية إنهاء إزدواجية القيادة في فلسطين».

من جانبه، شدد «يلدز» أن حكومته لا زالت «مصرّة على شرط رفع الحصار عن قطاع غزة، مقابل عودة تطبيع علاقاتها مع (إسرائيل)».

وخلال الجولة، أطلع «بو شاك»، مساعد وزير الخارجية التركي، على أنشطة وكالته في قطاع غزة، سواء في الخدمات المقدّمة ضمن البرنامج التعليمي، أو الخدمات المقدّمة عبر برنامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية، أو عبر البرنامج الصحي.

وقال «يلدز»، خلال زيارته لأحد مخازن توزيع المساعدات الغذائية التابعة لـ«أونروا» شرق مدينة غزة: «أونروا شريك عظيم، وأنا سعيد لما رأيته من أنشطة لمؤسسات الأونروا في غزة، التي تهدف لدعم اللاجئين الفلسطينيين».

وأضاف: «كما أنني حزين بسبب هذا الوضع الإنساني الذي يعيشه السكان هنا».

ولفت «يلدز» إلى أن «المؤسسات الدولية التي تعمل في المجال الإنساني غير واعية للوضع في غزة، يجب تقديم دعم أكبر لها من قبل المجتمع الدولي».

مليون لاجئ

من جانبه، قال «بو شاك» إن «أونروا تقدّم خدماتها لنحو مليون لاجئ فلسطيني، وإننا ننظر لدعم الحكومة التركية لأنشطتنا بأهمية بالغة».

وأضاف: «نحن نريد أن تحدث شراكة بيننا وبين تركيا، لإحداث تطور في حياة الغزيين، ونرحب بهذا الدعم المقدّم من قبلهم».

كما تفقد «يلدز» خلال جولته، مجمعا سكنيا ومشفى، تم تشييدهما بتمويل تركي.

وقال إن الحي السكني الذي شيدته وكالة «تيكا»، جنوب مدينة غزة، قد «أصبح جاهزا للسكن».

وبدأت «تيكا» في بناء مجمع سكني يضم 320 وحدة سكنية، وتقع في قرية «وادي غزة»، (جنوب مدينة غزة) عام 2015، بغرض إسكان المتضررين من الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي شنتها على غزة عام 2014.

وأشار كذلك إلى أن المستشفى التركي (مشفى الصداقة التركي الفلسطيني)، أصبح جاهزا للعمل، وينتظر عملية تشغيله.

لكنه أضاف: «هذه العملية تواجه مشكلة الكهرباء، التي سيتم التغلّب عليها».

وبدأت الحكومة التركية في عام 2012 ببناء مستشفى «الصداقة التركي الفلسطيني»، الذي سيصبح عقب افتتاحه من أكبر المشافي في فلسطين.

وزار الوفد خلال الجولة مدرسة تتبع للوكالة في حي الشجاعية بغزة، بالإضافة إلى تفقد منزل تعرّض للهدم خلال الحرب الأخيرة على غزة، وأعيد تشييده مرة أخرى.

وكان «يلدز» قد زار مديني القدس ورام الله الثلاثاء، وسيزور غدا الخميس عددا من المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية.

  كلمات مفتاحية

غزة وضع إنساني أونروا فلسطين تركيا مشروعات

«البرغوثي»: المصالحة خطوة لاستعادة مكانة القضية الفلسطينية