استنكر سياسيون مصريون، عزم الجيش المصري إجراء مناورات عسكرية مشتركة مع الجيش (الإسرائيلي)، بالتزامن مع احتفالات مصر بالذكرى الـ 44 لحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973.

وأعلنت اليونان عن اشتراكها في المناورات الجوية التي تجريها مصر و(إسرائيل)، وفق ما صرح به وزير دفاعها «بانوس كامانوس»، ونشرته المجلة المتخصصة في الأمن الإسرائيلي «يسرائيل ديفينس».

وبحسب الوزير اليوناني، فإنه يجرى التخطيط هذه الأيام لإقامة تدريب مشترك لسلاح الجو المصري والإسرائيلي واليوناني والقبرصي، ومن الممكن كذلك انضمام دول أوروبية أخرى، كجزء من خطط الدفاع المشترك للحفاظ على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.

ووصف القيادي في التيار الديمقراطي المعارض، «سيد الطوخي»، عبر صفحته على «فيسبوك»، المناورات الجوية المزمع إجرائها، بأنها «عار كبير سيلاحق هذا الرئيس (عبدالفتاح السيسي) وكل من وافقه من القادة».

وأضاف: «لأنهم لا يدرون شيئا عن شرف العسكرية ولا قيمة تضحيات جيش مصر العظيم، العدو الصهيوني منبع الإرهاب في سيناء والوطن العربي لا يمكن أن يكون صديقا، تذكروا الأسرى المصريين، دفنوهم أحياء، وما زال هذا العدو يقتل كل كائن حي في وطنا حتى الوجدان».

وقال القيادي العمالي، وعضو لجنة الدفاع عن سيناء، «كمال خليل»،: «مناورات عسكرية مشتركة لجنرالات كامب ديفيد مع العدو الصهيوني، يبدو أنهم يحتفلون بذكرى ثغرة الدفرسوار (المصطلح الذي أطلق على حادثة أدت لتغيير مسار الأحداث في حرب أكتوبر لصالح الجيش الإسرائيلي)، وليس بذكرى عبور القناة».

وتساءل أستاذ الأدب المقارن في كلية الآداب في جامعة حلوان(حكومية)، «صلاح السروي»، عبر «فيسبوك»،: «لمن توجه المناورات العسكرية بين مصر واسرائيل، ولماذا الآن في أجواء نصر أكتوبر؟».

ويأتي الكشف عن المناورات المرتقبة في ظل تقارب كبير بين مصر و(إسرائيل) منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، والإطاحة بالرئيس «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد.

ويعد لقاء الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، على هامش أعمال الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، الشهر الماضي، العلني الأول بينهما، منذ تولي الأول حكم مصر في يونيو/حزيران 2014.

وفي وقت سابق، أعلن «السيسي»، في لقاء تلفزيوني مع شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، أن 50 دولة عربية وإسلامية ستطبع العلاقات مع (إسرائيل) في حال توصلت لتسوية سياسية مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن مصر تعتبر أحد أهم الدول التي تشارك في الدفع بتلك التسوية.

وتأتي أنباء المناورات بالتزامن مع احتفالات الذكرى 44 لانتصار أكتوبر/ تشرين الأول، حيث تقوم القوات الجوية في الساعة الثانية من ظهر اليوم الجمعة 6 أكتوبر/ تشرين أول الجاري، بعدد من العروض الجوية، في سماء 23 محافظة على مستوى مصر.

ويقول مراقبون إن التوجه الجديد للجيش المصري، يذهب إلى تغيير عقيدة القوات المسلحة المصرية من قتال (إسرائيل) إلى «محاربة الإرهاب».

وخلال البيانات العسكرية الرسمية، فإنه في كل مرة جرى ذكر كلمة «العدو»، جاء بعدها ذكر كلمة الإرهاب، بينما لم تتم الإشارة أبدا إلى (إسرائيل)، ولا حتى مقارنة بين القدرات العسكرية المصرية ونظيرتها في بقية جيوش المنطقة بشكل عام.

وتقيم مصر علاقات رسمية مع «إسرائيل» منذ توقيع البلدين على اتفاقية سلام في العام 1979، لكنها تشهد ازدهارا غير مسبوق في الآونة الأخيرة، ما جعل صحفا عبرية تصف «السيسي» بأنه «كنز استراتيجي» بالنسبة لـ«إسرائيل».