سارعت وسائل إعلام مصرية لاختلاق المبررات للتغطية على فضيحة مصر في الجولة الأولى بانتخابات منصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو»، التي جرت أمس في باريس، وكان أبرزها الحديث عن تعرض القاهرة لما أسموه بـ«مؤامرة».

وحلت وزيرة الدولة المصرية السابقة للأسرة والسكان، «مشيرة خطاب» في المرتبة الثالثة من انتخابات اليونسكو بـ11 صوتا، في الجولة الأولى التي جرت أمس، فيما تصدر وزير الثقافة القطري السابق «حمد بن عبد العزيز الكواري»، نتائج الجولة الأولى بحصوله على 19 صوتا، من إجمالي عدد الأصوات البالغ 58 صوتا.

ونقلت صحيفة «اليوم السابع» المصرية الخاصة الموالية للنظام، عن مصادر وصفتها بـ«المطلعة»، أن دولا كبرى عقدت «صفقة سرية» من أجل حشد الأصوات للمرشح القطري في انتخابات مدير اليونسكو بهدف إقصاء مصر.

وزعمت المصادر أنه «يبدو أن عملية انتخابات اليونسكو هذا العام ستكشف عن مكائد سياسية وأهداف تتجاوز بكثير مسألة المنافسة على مقعد مدير عام المنظمة».

وقالت: «ربما يكون من المفيد أن تسفر تلك الانتخابات عن فوز مرشح قطر، كي يتأكد للجميع مدى انتهازية بعض الدول، وأن يعيد أعضاء المنظمة النظر في جدواها وجدوى ما تضطلع به اليونسكو من مهام أو أنشطة».

يشار إلى أن المرشحة الفرنسية «أودري أزولاي»، وزيرة الثقافة والاتصالات، جاءت في المركز الثاني ضمن نتائج الجولة الأولى بحصولها على 13 صوتا، ومن لبنان حصل «فيرا خوري»، على 6 أصوات، ثم «كيان تانغ» من الصين على 5 أصوات، ثم صوتين لكل من «بولاد بلبل أوجلو» من أذربيجان، و«فام سان شاو» من فيتنام، وفق بيان صادر عن المنظمة الأممية.

ويصوت أعضاء المجلس (ممثلو 58 دولة) بطريقة سرية على مرحلة أو عدة مراحل اعتبارا من اليوم، ويمكن إجراء الانتخابات حتى 4 دورات اقتراع في حال لم يحصل أي مرشح على الأغلبية القصوى (50%+1)، وإذا اضطرت الحاجة لإجراء دورة خامسة (متوقعة يوم الجمعة المقبل) فستكون بين المرشحين اللذين تصدرا الدورة الرابعة.

وسيتم الإعلان عن الفائز بالمنصب في أجل أقصاه الجمعة المقبل، أو قبل ذلك إذا حصل أحد المرشحين على الأغلبية المطلوبة، لكنه لن يصبح رسميا مديرا عاما للمنظمة الدولية إلا بعد موافقة الجمعية العامة (195 دولة عضوا) للمنظمة عليه في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

والفائز في انتخابات «اليونسكو» الحالية سيخلف البلغارية «إيرينا بوكوفا»، وتبلغ مدة الولاية الرسمية للمنصب 4 سنوات يجوز بعدها الترشح لولاية ثانية وأخيرة.

ويرى مراقبون أن انتخابات «اليونسكو» هذه المرة تختلف عن المرات السابقة، في أنها تقيس مدى الدعم الدولي لقطر، أو لدول الحصار (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في الأزمة المندلعة منذ يونيو/حزيران الماضي.

وأمس الإثنين، اعتبر الصحفي المصري ورئيس تحرير جريدة «المصريون»، «جمال سلطان»، أن نتيجة مصر، بالجولة الأولى من انتخابات اليونسكو، «فضيحة» بالنسبة لمكانة مصر.