منتجو الأغذية بمصر يحتجون على وضع «سعر البيع» على منتجاتهم

الخميس 12 أكتوبر 2017 08:10 ص

على وقع أزمة التضخم وشح العملة الصعبة، شكا منتجو الأغذية في مصر من قرار حكومي جديد، قالوا إنه يفاقم معاناتهم، حيث يلزمهم بوضع «سعر البيع للمستهلك» على جميع منتجاتهم وهو من شأنه أن يزيد الضغوط على قطاع يتضرر بالفعل من إجراءات تقشفية.

وبلغ التضخم السنوي في مصر حاليا ما يزيد على 30%، وهو ما يضغط على القدرة الشرائية للمصريين، لكن الحكومة لديها خيارات قليلة نسبيا لكبح أسعار المستهلكين.

ويتضمن القرار الجديد، الذي نشر في الجريدة الرسمية، الثلاثاء، عقوبة السجن لما يصل إلى 5 سنوات وغرامة مالية ومصادرة المنتجات لمن يخالفه.

وجاء في القرار الجديد «تلتزم كافة الجهات والشركات المنتجة والمستوردة (لمنتجات تعبأ محليا) والمصنعة والمعبئة والموردة للسلع الغذائية بتدوين سعر البيع للمستهلك على كل عبوة، وذلك باللغة العربية وبخط واضح لا يقبل الإزالة والمحو».

ومنح القرار مهلة تنتهي في 31 ديسمبر/ كانون الأول 2017 «لكافة الجهات التي تتعامل على هذه السلع لتصريف منتجاتها غير المدون عليها سعر البيع للمستهلك» أو مواجهة عقوبات.

وقال ممدوح رمضان المتحدث باسم وزارة التموين المصرية «لا نريد إخافة السوق؛ الموضوع ليس بدعة مصرية.. وكل دول العالم تحاول تنظيم أسواقها لحماية (المستهلكين) من جشع بعض التجار، ذلك ليس تسعيرا جبريا»، بحسب ما نقله موقع «القدس العربي».

لكن مصنعين وخبراء اقتصاديين احتجوا على القرار قائلين إنه غير فعال، أو مجرد محاولة غير مدروسة من الحكومة لإظهار أنها تفعل شيئا لمكافحة التضخم لكنها في الواقع تجرد السوق من التنافسية والمرونة اللتين تحتاجهما.

وقال رئيس مجلس إدارة إيديتا للصناعات الغذائية، إحدى أكبر الشركات المنتجة للأغذية في مصر «هاني برزي»، إن «هذا يتعارض مع طريقة عمل مصانع كثيرة ويؤدي إلى تعقيدات في عملية الإنتاج».

وأضاف برزي أن الإنتاج بالجملة، واختلاف أسعار التصدير واختلاف الأماكن إضافة إلى التكلفة الإضافية لملصقات الأسعار، تشكل تحديات أمام المنتجين الآن.

وقال رئيس غرفة الصناعات الغذائية «أشرف الجزايرلي»: «نعد الآن مقترحا لتقديمه للوزارة لضمان أن القرار لن يكون له تأثير سلبي على بيئة الاستثمار والتصدير والإنتاج، وأنه لا يخالف القواعد التنظيمية الموضوعة سلفا من جانب الشركات الأم».

وتابع «الجزايرلي» أن الغرفة التجارية للقاهرة والاتحاد العام للغرف التجارية المصرية يعملان أيضا على المقترح، مضيفا أنه يتوقع اجتماعا مع وزارة التموين الأسبوع القادم.

وقال الوزير السابق والخبير الاقتصادي «زياد بهاء الدين»: لا تستطيع «فرض تسعير إجباري بلا دراسة كافية ثم تعتقد أنك تستطيع تنفيذه.. ما نوع الرسالة التي توجهها إلى المستثمرين؟».

ويتمثل جزء من المشكلة في أن البنك المركزي رفع أسعار الفائدة الرسمية 7 نقاط مئوية لحماية الجنيه المصري بعد تحرير سعر الصرف في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي من أجل الحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي للمساعدة في إعادة الاقتصاد إلى مساره.

وفقد الجنيه نصف قيمته منذ ذلك الحين، إذ أدى ذلك بجانب قيام الحكومة بخفض الدعم على الوقود والكهرباء، إلى قفزة كبيرة في أسعار المستهلكين المحلية.

وتسبب رفع الفائدة أيضا في تباطؤ اقتراض الشركات المصرية.

وتحاول مصر تشجيع الاستثمار وزيادة النمو لإنعاش الاقتصاد، الذي يكافح منذ ثورة 2011 وما أعقبها من اضطرابات أبعدت السياح والمستثمرين الأجانب عن البلاد.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الأغذية المصرية تسعير تضخم