«حفتر» يخطط لدخول طرابلس «دون قتال» عبر رجال «القذافي»

الثلاثاء 17 أكتوبر 2017 11:10 ص

حذر مراقبون من أن قائد القوات الليبية المدعومة من مجلس نواب طبرق (شرق)، «خليفة حفتر»، يخطط حاليا لدخول العاصمة طرابلس، دون قتال من أجل حكم البلاد، عبر التحالف مع رجال الرئيس الراحل «معمر القذافي».

وكان «حفتر» قال في كلمة خلال حفل عشاء نظمه لعدد من ضباط قواته في بنغازي (شرق)، إنه «لم يتبق سوى مساحات قليلة خارجة عن سيطرة الجيش (قواته) لا تتعدى 30 ألف كم مربع».

ولفت «حفتر» إلى أن «مساحة ليبيا تبلغ مليونا و760 ألف كم مربع، والجيش (قوات حفتر) يسيطر الآن على مليون و730 ألفا منها ولم يتبق إلا القليل».

ويبدو هذا الرقم مبالغا فيه جدا، حسب العديد من المراقبين والمتابعين للملف الليبي، خاصة أن قوات «حفتر» لا تسيطر على المنطقة الممتدة من «سرت» شرقا حتى «زوارة» على الحدود التونسية غربا، مرورا بمدن مصراتة والعاصمة طرابلس وغريان والزاوية وصبراتة، وهي مدن تمثل نحو ربع مساحة البلاد، وأكثر من نصف كتلتها السكانية.

وإلى جانب ذلك، لا تسيطر قوات «حفتر» على مناطق في الجنوب الغربي، ومنها أوباري وغات، والتي ما زالت تعلن ولاءها الرسمي لحكومة الوفاق بقيادة «فائز السراج».

لكن «حفتر»، أحكم سيطرته على الشرق بعد إنهاء المعارك في مدينة بنغازي، وأخضع دون قتال محافظتي الجفرة وسبها الاستراتيجيتن وسط وجنوب غربي البلاد، وفرض نفوذه على معظم أجزاء إقليم فزان (جنوب غرب) وعلى الهلال النفطي، أكبر حقول وموانئ النفط، ومعظم المطارات العسكرية والمدنية في البلاد، وهو يعتقد اليوم أنه سيطر على معظم أجزاء الجناح الغربي لإقليم طرابلس.

ويحاول «حفتر» ترويج فكرة أن كل من قوات محاربة «الدولة الإسلامية» في صبراتة، وكتيبة «أنس الدباشي» التي طردتها الأولى من المدينة، تابعتان له، رغم أن الكتيبتين تعلنان أنهما مواليتان لحكومة الوفاق المعترف بها دوليًا، التي يناصبها حفتر العداء.

قد يكون كلام الرجل العسكري من قبيل الحرب النفسية، بحسب مراقبين، لكن الأكيد أن المعسكر المعادي له والذي كانت تقوده كتائب مصراتة، في أسوأ أحواله بسبب الانقسامات التي وقعت في صفوفه والاقتتال بين كتائبه.

وعن كيفية دخوله المرتقب طرابلس رغم تواجد حكومة الوفاق والقوات الموالية لها فيها، قال أحد الضباط الحاضرين للقاء «حفتر»، إن الأخير أخبرهم بعيدا عن الإعلام، أن «دخول طرابلس لن يكون حتى بإطلاق رصاصة واحدة».

وأوضح الضابط في حديثه لوكالة الأناضول التركية، طالبا عدم نشر اسمه، أن «حفتر» أخبرهم أيضا «عن تجهيز قوات من العسكريين داخل طرابلس سننضم لهم في ساعة الصفر، التي لم يحدد موعدها لكنه قال إنها قريبة».

والهدف الذي تحدث عنه «حفتر»، يبدو أنه لم يكن مستترا أو حتى غامضا لدى بعض السياسيين الليبيين المؤيدين له، حسب برلماني في مجلس النواب، والذي قال إن «بنغازي هي الانطلاقة وليبيا الهدف».

ورأى النائب أن سكان طرابلس «اقتنعوا بضرورة دخول قوات حفتر لمدينتهم، فهم الآن يعانون الخطف والقتل والاغتصاب، ناهيك عن تصارع الميليشيات (في إشارة لكتائب مسلحة تتواجد بطرابلس) بشكل يومي، بل إن الوضع الاقتصادي أسوأ بكثير لديهم مما عليه الحال شرقي البلاد».

«حفتر» ورجال «القذافي»

من ناحيته قال مسؤول سابق في عهد الزعيم الراحل «معمر القذافي»، إن «حكم ليبيا لا يستوي منذ القدم إلا بشيئين اثنين: السيطرة على النفط، والجلوس داخل العاصمة طرابلس، وما عدا ذلك لن يفلح أحد في حكم البلاد مهما كانت قوته».

وأضاف للأناضول، مفضلا عدم نشر اسمه، أن «حفتر أيقن هذا الأمر، وبالفعل سيطر على النفط ولكن ما تزال أمامه النقطة الثانية وهي دخول طرابلس».

وأشار إلى أن «حفتر مقتنع أن دخول طرابلس عسكريا أمر بالغ الصعوبة لعدة اعتبارات، أولها القوات المتواجدة فيها، وثانيها عدم قبول معظم سكانها أن تكون مدينتهم ساحة للحرب رغم تمنيهم دخول قوات حفتر وإنقاذهم من الميليشيات التي ترهبهم»، على حد قوله.

وأوضح أن «المعادلة حاليًا في طرابلس هي تحالف حفتر ورجال القذافي من جهة، وتحالف رجال القذافي وقادة الميليشيات المسلحة التي تسيطر الآن على العاصمة من جهة أخرى».

وأشار إلى أن «حفتر أعاد للخدمة العسكرية كل القادة العسكريين الذين عملوا في عهد القذافي، وجعلهم قادة مهمين في جيشه، منهم العميدان محمد بن نايل، ومبروك سحبان، وآخرون يمتلئ بهم مقر قيادة حفتر، وجميعهم جاؤوا من خارج ليبيا بعد اتفاق رجال القذافي معه، بهدف القضاء على الإسلاميين».

ليس ذلك فقط، إذ لفت المسؤول السابق إلى وجود تحالف خفي بين كتائب تحكم طرابلس حاليًا و«حفتر»، قائلا إنه «لو نظرنا إلى خطاب المتحدث باسم حفتر العقيد أحمد المسماري، فور سيطرة كتائب تابعة للمجلس الرئاسي على طرابلس وهزيمة كتائب مصراتة، فإننا سنعلم أن هناك تحالفا».

وتابع: «أقصد هنا وصف العقيد المسماري، لتك القوى بأنها الوطنية، وكذلك فعل حفتر بعدها بأسبوع حيث وصف تلك القوى أيضًا بالوطنية، ناهيك عن مغازلة كتيبة النواصي، أقوى تلك القوى المسيطرة على طرابلس، لقوات حفتر قبل 5 أشهر وقولها إنها تحارب الإرهاب في بنغازي».

يشار إلى أن تصريحات «حفتر»، حول نية التوجه إلى طرابلس، جاءت في وقت ترعى فيه الأمم المتحدة مبادرة للحل طرحها المبعوث الأممي إلى ليبيا «غسان سلامة»، في سبتمبر/أيلول الماضي، وتجري في إطارها جلسات تفاوض في تونس حاليا.

وتتضمن تلك المبادرة ثلاث مراحل عمل، هي تعديل اتفاق الصخيرات (موقع في المغرب عام 2015)، ثم عقد مؤتمر وطني يجمع الفرقاء السياسيين الذين لم يشاركوا في الحوارات السابقة، يليه إجراء استفتاء لاعتماد الدستور، وانتخابات برلمانية ورئاسية.

وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وسياسية، حيث تتقاتل فيها كيانات مسلحة عدة، منذ أن أطاحت ثورة شعبية بالقذافي عام 2011.

وسياسياً، تتصارع حكومتان على الشرعية في ليبيا، إحداهما حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، بالعاصمة طرابلس (غرب)، و«الحكومة المؤقتة» بمدينة البيضاء (شرق)، وتتبع مجلس النواب الذي تتبعه أيضا قوات «حفتر».

  كلمات مفتاحية

حفتر ليبيا طربلس بنغازي

قصف صاروخي لمطار معيتيقة بليبيا تزامنا مع زيارة مسؤولين دوليين

إطلاق سراح أحد رموز نظام القذافي.. والدبيبة يدعو لدعم جهود المصالحة