تشير دراسة حديثة أصدرتها منظمة «اليونيسيف» التي تعنى بالأطفال، إلى أن نصف أطفال العالم سيكونون أفارقة في العام 2100.

وسيكون ذلك (إذا حدث) تحولاً خطيراً في المؤشرات الديموغرافية للعالم. وإذا استمرت معدلات الخصوبة في افريقيا كما هي عليها اليوم، فإن عدد السكان الأفارقة في نهاية القرن الحالي، سيبلغ 4,2 مليارات نسمة، في حين أن عددهم اليوم يبلغ 1,1 مليار نسمة. وفي نيجيريا، البلد الافريقي الذي تماثل مساحته مساحة باكستان أو فنزويلا، فإن عدد السكان سيقفز من 180 مليون نسمة اليوم، إلى 910 ملايين نسمة في أواخر القرن.

تقول دراسة «اليونيسيف» إن مستقبل الإنسانية سيكون افريقياً بامتياز، وحالياً تمثل نسبة الشباب أكثر من ثلثي عدد السكان. وسيبلغ عددهم ملياراً في العام 2050.

يقول الخبراء أن النمو الاقتصادي في القارة الافريقية كان جيداً. وقد استقرت نسبة الخصوبة في معظم البلدان الافريقية، ولم تنخفض كما كان الأمر في شرق آسيا.

أما «معهد واشنطن للدراسات السكانية» فإنه في دراسة أخيرة، يشير إلى أن عدد السكان الافارقة سيبلغ 2,4 مليار نسمة في العام 2050، وأن عدد سكان البلدان الافريقية الواقعة جنوب الصحراء سيرتفع بصورة مذهلة.

تثير هذه التوقعات الخوف من وقوع القارة الافريقية في الفخ المالتوسي.

ان القارة الافريقية تكافح من أجل توفير الطعام لمليار من سكانها اليوم. فكيف سيكون الأمر عندما يصل عدد السكان إلى أربعة مليارات؟ وتمر الأحداث السياسية بهدوء في افريقيا اليوم. ولكن الطفرة السكانية فيها قد تسبب الصراعات في المستقبل. كما ان مساحات الأبنية ستقلص مساحات الغابات والمراعي وتخفض أعداد الحيوانات التي تتكاثر فيها، وسينخفض كذلك عدد المحميات الطبيعية التي تعيش فيها تلك الحيوانات.

تعد هذه الأفكار المتشائمة مبالغاً فيها على ما يقول بعض الخبراء، إذ برغم عدم انخفاض نسبة الخصوبة، إلا أن مساحات الغابات الاستوائية في وسط افريقيا لم تتراجع. وتبقى القارة الافريقية الأكثر انخفاضاً لنسبة السكان عند أخذ المساحة الجغرافية بالحسبان. وتمثل افريقيا ربع مساحة العالم ولا يسكنها الا 15 بالمئة من مجموع السكان في العالم.

لكن ذلك لا يمنع من القول، ان القارة الافريقية بحاجة إلى البنية التحتية والتعليم والعناية الصحية، وتحتاج أيضاً إلى خطط تعنى بالأُسَرِ، وعدد الأولاد المسموح بإنجابهم. ويعود السؤال الأصعب إلى البروز: هل سيتماشى خلق الثروة مع زيادة عدد السكان؟ لقد تضاعف الناتج المحلي في بعض البلدان الافريقية ثلاث مرات، وفي بعض البلدان تخطى النمو الاقتصادي نسبة الزيادة في أعداد السكان. تبقى الطفرة السكانية في افريقيا استثنائية. لكن الأمل كبير في تخطي القارة لهذا الخطر.