100 مسلح بقيادة «عشماوي» نفذوا «مذبحة الواحات».. واختطاف ضابط و3 مجندين

السبت 21 أكتوبر 2017 11:10 ص

كشف الكاتب الصحفي والبرلماني المصري «مصطفى بكري»، أن 100 من عناصر تنظيم «المرابطون» الذي يتزعمه ضابط الجيش السابق «هشام عشماوي»، هم من نفذوا «مذبحة الواحات» (جنوب غربي القاهرة)، التي راح ضحيتها 58 ضابطا ومجندا.

ولفت في تغريدات له على موقع «تويتر»، إلى ورود معلومات حول «خطف بعض الضباط والجنود عقب العملية».

وكشفت مصادر أمنية مصرية لموقع «العربي الجديد» عن اختطاف عناصر مسلحة ضابط شرطة، وثلاثة من المجندين، واحتجازهم رهائن، في أعقاب الاشتباكات التي أسفرت عن مقتل 58 من ضباط وجنود الشرطة.

وقالت المصادر إن اختطاف أفراد الشرطة جاء عقب مقتل أغلب ضباط وأفراد المأمورية الأمنية على يد المجموعة المسلحة، مشيرة إلى إجبار الجنود والضباط على خلع ملابسهم، وتجريدهم من أسلحتهم، بعد أن فوجئت المأمورية الأمنية بمستوى التدريب الخاص بالمجموعة المسلحة، وامتلاكهم أسلحة حديثة.

وأفادت المصادر بأن ضباط العمليات الخاصة، وجهاز الأمن الوطني، من المشاركين في المأمورية، فوجئوا أن شبكة الاتصالات غير مغطاة في المنطقة، ما أدى إلى انقطاع الاتصال تماما بينها وبين قياداتها، لأكثر من ساعتين، استطاعت خلالها العناصر المسلحة تصفيتها جميعا، في ضوء تأخر وصول التعزيزات الأمنية.

وقتل الجمعة، في اشتباكات الواحات البحرية، 23 ضابطا (7 أمن وطني، و16 أمن مركزي وعمليات خاصة)، بالإضافة إلى 35 مجندا، بحسب مصادر أمنية.

وهذه أكبر خسائر في صفوف الشرطة المصرية منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 1981، حينما سقط 106 شرطيين في أحداث أسيوط (جنوبي البلاد).

وكانت وسائل إعلام مصرية أوردت، تفاصيل الواقعة؛ وذكرت أن القوة الأمنية التي ذهبت لمهاجمة مكان اختباء مسلحين تعرضت لـ«كمين»؛ إثر تسريب خط سيرها لها على ما يبدو.

اعترافات

وقال «بكري» المقرب من الأجهزة الأمنية، راويا تفاصيل الحادث (دون أن يذكر مصدر معلوماته): «توصل جهاز الأمن الوطني إلى مكان المعسكر، بعد أن ألقي القبض على أربعة إرهابيين في القليوبية، اعترف اثنان منهم بوجود المعسكر وقدموا تفاصيل كاملة».

وأضاف: «صدرت التعليمات بإعداد مأمورية من الأمن الوطني والقوات الخاصة لتنفيذ المهمة، وتحركت القوات فجر أمس من معسكر أحمد الكبير على الطريق الصحراوي، وتوجهت إلى الكيلو 135».

وتابع: «بعد وصول القوات تركت مجموعة علي الطريق الرئيسي الواحات للتأمين، وتحركت القوات داخل الجبال بعمق 15 كيلومترا».

واستطرد: «رصدت عناصر الإرهاب دخول القوات، وكانت لديها إخبارية مسابقة، فاستعدت للمواجهة، وثبتت كمينا للقوات وضربت المدرعات بالأربي جي»، لافتا إلى «حدوث ارتباك للقوات التي فوجئت بالحدث». 

وكشف «بكري»، أنه «لم يكن هناك إسناد جوي أو استطلاع مسبق، فجري اتصال بين القوات المحاصرة وبين القوات التي تؤمن الطريق الرئيسي».

وقال: «فجأة انقطع الاتصال الذي تم عبر هاتف الثريا، خاصة أن إرسال المحمول مقطوع في هذه المنطقة».

ولفت إلى «تمكن 2 من الضباط من الهروب بسيارة الشرطة جرحي، وعبرت إلى الفيوم حيث دخلا مستشفي إبشواي».

وأضاف: «فوجئت الحملة بوجود معسكر كامل للإرهابيين لا يقل من فيه عن 100 شخص يتولي قيادتهم ضابط الصاعقة الإرهابي هشام عشماوي الذي كون المجموعه من عناصر داعشية، تواصل معها في ليبيا، ويعرف ملفات الصحراء جيدا».

و«عشماوي» ضابط سابق بالجيش، أسس تنظيم سماه «المرابطون» ونفذ عدة عمليات ضد قوات الجيش والشرطة.

وتابع: «ضمن المجموعة حسب الاعترافات الذين قبض عليهم في القليوبية، يوجد 4 ضباط شرطة سابقين تكفييرين تم فصلهم سابقا»

وكشف «بكري»، عن وجود «معلومات تقول إنه تم خطف بعض الضباط والجنود، وهم في حوزة الإرهابين»، لافتا إلى «تدخل القوات المسلحة وقوات إسناد من الشرطة، وهي تطارد بقايا الإرهابيين في جوف الصحراء».

وختم «بكري» حديثه بالقول: «أعداد الشهداء ليست بالقليلة (لم يذكرها)».

معركة حربية

من جانبها، نقلت صحيفة «الشروق»، عن مصادر أمنية كشفها تفاصيل الاشتباكات، فقالت إن «مأمورية تضم عددا من رجال الأمن العام، والبحث الجنائي، والأمن الوطني، والعمليات الخاصة بالأمن المركزي، كانت في طريقها، لضبط عدد من العناصر الجنائية، والإرهابية في الصحراء، وتم تحديد موقعهم».

وأضافت المصادر: «إلا أنه قبل الوصول لموقع رصد البؤر الإرهابية بمسافة 14 كيلومترا في الصحراء، خرجت عليهم مجموعات إرهابية مسلحة، وأمطرت القوات بوابل من النيران بأسلحة ثقيلة ومطورة، وبادلهم القوات إطلاق النار، وتسبب ذلك في استشهاد وإصابة عدد ليس بقليل من أفراد القوة الأمنية».

وكشفت المصادر أن «المعركة التي بدأت الساعة الثالة عصر الجمعة، واستمرت داخل الصحراء برا وجوا، حتى الساعات الأولى من صباح السبت».

وأشارت إلى أن قوات الدعم التي وصلت لموقع الحادث، تدخلت واشتبكت أيضًا مع العناصر الإرهابية، إلا أن الأمر كان يشبه الحرب فصدرت أوامر للقوات بالتراجع حتى وصول الغطاء الجوي.

وأكدت المصادر أن طائرات الأباتشي وقوات مشتركة من الجيش والشرطة حلقت عقب الحادث في سماء الواحات، وأنقذت عددا كبيرا من المصابين (لم يحدد عددهم)، مشيرة إلى أن القوات البرية المشتركة أغلقت الطرق المؤدية للواحات، والفيوم، ونصبت أكمنة ثابتة وأقوال أمنية متحركة لمحاصرة تلك العناصر الإرهابية.

وأضافت المصادر أن قوات الشرطة مشطت الصحراء بريا فجر السبت، وحملت جثث عدد من الشهداء، من موقع الحادث إلى المستشفيات، مشيرة إلى أن عملية دخول القوات إلى موقع الاشتباكات في ظلام الليل كانت صعبة للغاية، حتى لا يزيد عدد الشهداء.

ونوهت المصادر أن المعلومات التي أعدتها أجهزة الأمن أشارت إلى أن هذه العناصر كانت تخطط لهجمات على المنشآت الحيوية في القاهرة والجيزة، لا سيما دور العباة المسيحية فضلا عن عدد من البنوك والمصارف.

وقالت المصادر إن «التحريات الأولية تشير إلى أن موقع الحادث كان معسكرًا تدريبيا لمجموعة إرهابية، به كل الأعداد والمعدات المجهزة، ما يؤكد أن عملية كبيرة كانت ستتم خلال أيام».

وقالت المصادر إن هذه العناصر تسللت من خارج مصر وكان برفقتهم أحد الضباط المفصولين من الصاعقة المصرية، بحث التحريات الأولية عن ملابسات الواقعة.

وقالت إن وزارة الداخلية بصدد شن حملة هي الأكبر على مدار الشهور الماضية؛ لتمشيط الظهير الصحراوي، وحدود المحافظات الصحراوية بالقاهرة الكبرى، ثأرا لرجال الشرطة.

وتشهد مصر عمليات تستهدف مسؤولين أمنيين ومواقع عسكرية وشرطية بين الحين والآخر، ازدادت بشكل ملحوظ خلال السنتين الماضيتين.

وأعلنت وزارة الداخلية المصرية، الشهر الماضي، أن 18 من عناصرها قتلوا، جراء هجوم شنه مسلحون مجهولون على نقطة أمنية جنوبي مدينة العريش شمالي محافظة سيناء.

وكانت السلطات المصرية أعلنت حالة الطوارئ بعد هجومين استهدفا كنيستين في مدينتي طنطا والإسكندرية في أبريل/نيسان الماضي، وأسفرا عن مقتل 45 شخصا وإصابة عشرات آخرين.

وأصدر الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، الأسبوع الماضي، قرارا بتمديد العمل بحالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر.

  كلمات مفتاحية

الشرطة مصر الواحات مذبحة هشام عشماوي مصطفى بكري قتلى

عن «مذبحة الواحات» بمصر.. عزاء تائه وسط اتهامات الخيانة