عن «مذبحة الواحات» بمصر.. عزاء تائه وسط اتهامات الخيانة

السبت 21 أكتوبر 2017 12:10 م

بين الاتهامات بوجود خيانة واختراق ومطالبة بإقالة وزير الداخلية المصري، بدا عزاء الشخصيات الرسمية والسياسية ومشاهير المجتمع وحسابات التواصل الاجتماعي تائها، إثر مذبحة الواحات البحرية التي قتل فيها نحو 60 شرطيا، في حادث هو الأكبر من نوعه منذ أكتوبر/تشرين الأول 1981، حينما سقط 106 شرطيين في أحداث أسيوط (جنوبي البلاد).

وحرص معظم المعلقين على الحادث على تقديم واجب العزاء في قتلى العملية، لكنهم تساءلوا عما قالوا إنها رائحة الخيانة التي فاحت من تلك العملية، معتبرين أن اختراقا تم في صفوف قيادات وزارة الداخلية أسفر عن تلك العملية التي راح ضحيتها ذلك العدد الضخم.

وبينما لم تعلن جهة محددة مسؤوليتها عن المذبحة، قالت مصادر إعلامية إن نحو 100 من عناصر تنظيم «المرابطون» الذي يتزعمه ضابط الجيش السابق «هشام عشماوي»، هم من نفذوا «مذبحة الواحات» (جنوب غربي القاهرة)، التي راح ضحيتها 58 ضابطا ومجندا، بينما ترددت معلومات غير مؤكدة حول «خطف بعض الضباط والجنود عقب العملية».

رائحة الخيانة

وفي تعليقه على الحادث، قال مساعد وزير الداخلية السابق «أحمد جاد منصور» إن «شعب مصر كله ينعي أبناءه من شهداء الشرطة الأبرار؛ مليون في المية فيه حاجات غلط.. أين أجهزة المعلومات؟ أين التنسيق بين الجهات الأمنية؟ رائحة الخيانة تزكم الأنوف». 

وتابع متحسرا: «ياناس.. حياة رجل الشرطة الواحد لا تقدر بمال.. اللي بيحصل ده له معاني كثيرة جدااا لا يمكن قبولها، وسقطة كبري لا تغتفر للإعلام المصري بعدم تغطيته حتي الآن لهذا الحدث الجلل الذي هز المصريين جميعا؛ ارحمنا يارب.. هل هكذا تدار الأمور والأزمات؟».

رئيس الوزراء الأسبق والرشح الرئاسي السابق «أحمد شفيق» تساءل بدوره «ما هذا الذي يحدث لأبنائنا؟ هم على أعلى مستويات الكفاءة والتدريب.. هل ظلمتهم الخيانة أو ضعف التخطيط لهم، أو كل هذه الأسباب مجتمعة».

وتابع: «أرجوكم.. لا تتعجلوا في الانتقام قبل أن تستوعبوا وتفهموا حقيقة ما دار أمس على أرض بلدنا الجريح وفي عمقه، أدركوا أن ما حدث لم يكن مجرد اغتيال كمين منعزل ولا هو مهاجمة بنك في مدينة حدودية.. ما دار كان عملية عسكرية كاملة الأركان».

وختم كلامه قائلا: «عفوا.. لا أستطيع أن أنطق أو أكتب عزاء لأسر أبنائنا، أحبائنا الشهداء، فالكارثة مروعة، والعزاء لمصر، ولكل محب لمصر».

عضو مجلس النواب الإعلامي «مصطفى بكري» بدوره ألمح إلى حديث الخيانة قائلا: «يوم حزين في حياة مصر، اليوم تودع مصر شهدائها، ضحايا الخسة والعار والخيانة، لابد من معرفة الحقيقة، ماذا حدث بالضبط ، وكيف تم استدراج أبطالنا إلى هذا الكمين فغاصوا في جوف الصحراء دون أن يكون هناك إسناد جوي يحميهم».

لكنه استدرك: «نعرف أن ما جرى والأسلحة التي استخدمت لا يمكن إلا أن تكون دليلا على أن الجريمة هي تخطيط استخباراتي وتمويل خارجي، ولكننا على ثقة بأن الأمر حتما يخضع للتحقيق منذ الأمس بهدف معرفة ملابسات الحادث الإجرامي».

عدالة انتقالية.. وشفافية

وبدوره اعتبر الباحث الأكاديمي والناشط السياسي «تقادم الخطيب» أن «الصمت الرسمي يعبر عن فشل؛ عن قلة كفاءة؛ عن أشياء كثيرة في ظل نظام لا يفهم سوي القمع، القادم في ظل هذا النظام أكثر سوءا، رحم الله الشهداء رحمة واسعة».

وأضاف: «في ظل هذا الصمت نستقي أخبارنا من الصحافة الغربية.. بعض الصحف الألمانية قالت إن الإرهابيين استخدموا إلى جانب العبوات الناسفة أسلحة مضادة للدبابات.. دائرة العنف تتسع وخطاب الكراهية يسيطر؛ مصر اليوم أحوج من أي وقت مضي لعدالة انتقالية ومصالحة وطنية، هل هناك عقلاء يدركون ذلك؟».

الروائي «علاء الأسواني» قال بدوره: «في هذه اللحظة العصيبة ندعو الله أن يرحم شهداء الواحات الذين قدموا حياتهم فداء للوطن؛ هم جميعا في الجنة بإذن الله وكل التعازي لأسر الشهداء».

كما اتهم الإعلامي «عمرو أديب» أطرافا مجهولة بتكرار الخيانة في عمليات أخرى سابقة، قائلا: «الخيانة الواضحة في عملية الواحات ليست الأولى.. أنا لا ابحث عن الإرهابيين الآن؛ أنا أبحث عن الخائن العميل».

وشن «أديب» انتقادا حادا على عدم صدور بيانات رسمية: «احنا متسابين لبيانات حسم وأخبار قناة الحرة وتسجيلات غامضة مش مفهومة، وكل ما الصمت زاد نعرف إن الموضوع ليس بسيطا ولا سهلا.. كل مره نغلط نفس الغلطة ونسيب الناس تدور على أخبارنا بره مصر وعمري ما فهمت سبب الصمت القاتل، خصوصا إن الحقيقة بتظهر بعد كده على لسانا برده».

وتابع: «ما هو محدش يلوم إنه فيه أرقام متضاربه في شهداء الواحات ما هو لو فيه حد بيعبرنا كل ساعه بمعلومات ما كناش عشنا في الضلمه وفي التخبط ده».

غياب إعلامي

ورد الكاتب الساخر «ماجد سمير» على تساؤلات البعض حول غياب التغطية الإعلامية، قائلا: «اللي بيسأل ليه الإعلام ماجبش سيرة مذبحة الواحات؛ لأن الإعلام في مصر يا إما (محجوب) أو (محجوب عبدالدايم)»، في إشارة لحجب مواقع ووسائل إعلامية وخبرية معارضة من جهة، وإلى اتهامات بنفاق السلطات لمواقع خبرية أخرى (شخصية «محجوب عبدالدايم» المداهنة في فيلم القاهرة 30).

كما طالب المعارض المصري «أيمن نور» بإقالة وزير الداخلية: «بعد حادث الواحات.. إن لم يقل وزير الداخلية الآن.. فمتى إذن يقال؟؟ #نطالب_باقاله_وزير_الداخليه».

كما أعاد الناشط السياسي «حازم عبدالعظيم» نشر تغريدة قالت صاحبتها: «ده أنا فتحت التليفزيون من الصبح؛ كل القنوات شغالة عادي.. ولا حس ولا خبر!! ولا حتى شريطة سودة، هما مستنيين الإذن!!. إنا لله وإنا إليه راجعون».

كما لمز عضو الهيئة العليا لحزب «الوسط» المعارض المصري بالخارج «حاتم عزام» إلى تسبب النظام السياسي بشكل أو بآخر في المذبحة، قائلا: «مصر تستحق الحياة لا الموت، الأمن لا الخوف، الرخاء لا ضنك العيش.. رحم الله أبناء مصر الأبرار وأعان المصريين علي إزاحة المسؤولين عن كابوس تحياه».

  كلمات مفتاحية

الشرطة مصر الواحات مذبحة هشام عشماوي مصطفى بكري قتلى عمرو أديب عزاء خيانة

100 مسلح بقيادة «عشماوي» نفذوا «مذبحة الواحات».. واختطاف ضابط و3 مجندين

بعد 48 ساعة على مذبحة الواحات.. «السيسي» يقدم تعازيه

بالورود.. سفير السعودية يتضامن مع مصابي الواحات بمصر