دعت إيران، السعودية، إلى إعادة التفكير في أسلوبها وإيجاد وسيلة لائقة للخروج من الأزمات الداخلية والإقليمية التي تواجهها.

جاء ذلك، في رد للمتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية «بهرام قاسمي»، على تصريحات وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، التي انتقد فيها إيران، خلال مشاركته في مؤتمر للعلاقات الدولية بلندن، بحسب وكالة «مهر» الإيرانية.

وأعرب «قاسمي» عن أسفه لما أسماه «إصرار الجبير على نفس المنهج المحبط، والمكلف وغير المنتج، الذي حدث في السنوات الأخيرة، حيث يضرب على طبل التوتر والعنف والسلوك البغيض وسياسات الهدم».

وقال «قاسمي» إنه «يجب على المسؤولين السعوديين إعادة التفكير في موقفهم، وإلقاء نظرة عليها من جديد، وبدلا من الانبهار الزائد وإظهار التودد لخطابات وسياسات الولايات المتحدة المتكررة، وغير المنتجة تجاه إيران، عليهم أن يجدوا مفرا لائقا من الأزمة التي تعصف بهم بالداخل والخارج».

كما دعا المسؤول الإيراني النظام في السعودية، «ألا يجعلوا البلاد وشعبهم ضحية لحساباتهم الملوثة والخاطئة والسطحية، وأن ينظروا باستبصار، وعلى أساس مصالحهم ومسؤولياتهم، حتى يقبلوا حقائق المنطقة بشكل صحيح وبدون تحيز ودون أي تعصب».

وأمس، رحب «الجبير»، بإمكانية فرض عقوبات على طهران، وقال إن «التأخر في هذه المسألة يهدد بحصول إيران على عشر قنابل نووية حتى لحظة اتخاذ هذه الإجراءات العقابية».

ولفت «الجبير» إلى وجود عيوب في الاتفاق المبرم بين طهران ومجموعة 5+1 في عام 2015، معربا عن اتفاقه مع ما أعلنه الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، بأن إيران تعمل على الإخلال بالاستقرار الإقليمي، وتقف وراء تمويل جماعات مسلحة في المنطقة.

وقال «الجبير» إن امتلاك طهران للأسلحة النووية سيكون بمثابة خروج المارد من القمقم، مطالبا «المجتمع الدولي بدعم العقوبات من أجل توجيه رسالة قوية إلى إيران بأن تصرفاتها الشنيعة، لن تبقى من دون رد».

وكان «ترامب» أعلن في خطاب بالبيت الأبيض، قبل أسبوعين، عن عقوبات قاسية جديدة بحق «الحرس الثوري» الإيراني، مشيرا إلى أن بإمكانه إلغاء الاتفاق النووي الإيراني في أي وقت بعد إعلانه رفض الإقرار بالتزام طهران بالاتفاق الذي وقع في عهد الرئيس السابق «باراك أوباما».

وسارع الرئيس الإيراني «حسن روحاني» إلى الرد على «ترامب»، مؤكدا في خطاب متلفز، أن ما سرده الرئيس الأمريكي ليس سوى تكرار لشتائم واتهامات لا أساس لها.

ورغم ذلك يبدو مستقبل الاتفاق على المحك، إذ أمام «الكونغرس» 60 يوما لاتخاذ القرار بشأن إعادة فرض عقوبات على خلفية الملف النووي، أو فرض عقوبات جديدة إذا خرقت إيران نقاطا محددة.