إدمان الأطفال على الشاشات الذكية قد يسبب «طيف التوحد»

الاثنين 30 أكتوبر 2017 11:10 ص

تحولت شاشات الأجهزة اللوحية والتليفزيونات من مجرد وسيلة للترفيه والوقت المرح في بعض المناسبات، إلى أدوات تستهلك غالب وقت المستخدمين، وعلى رأس هؤلاء، الأطفال، حيث يجدون فيها فضولا وإثارة وتشويق لا توفره غالبية الوسائل الأخرى.

وقد أصبحت تلك الأجهزة بمثابة حاضنة للأهالي المنشغلين عن أبنائهم، فنجد الطفل يجلس ساعات متواصلة لمشاهدة البرامج المفضلة له عبر قنوات التلفاز أو شاشات الجوالات.

إلى ذلك، ناقشت السوق العالمية لبرامج الأطفال التي انعقدت في «كان»، جنوب شرق فرنسا، مؤخرا، هذا الموضع بالتفصيل، ومدى خطورته على الطفل، والأمراض التي قد يسببها.

وفي الولايات المتحدة، أوصت الجمعية الأمريكية لأطباء الأطفال رسميا بمنع استخدام الشاشات لمن هم دون عمر العام ونصف.

وكان المجلس الأعلى للمرئي والمسموع، وهو الهيئة الناظمة لهذا القطاع في فرنسا، قد قرر منع برامج التليفزيون الموجهة للأطفال دون سن الثالثة، وذلك في وقت كانت القنوات الناطقة بالإنجليزية، والموجهة للأطفال الصغار، تسعى للانتشار في فرنسا.

وقالت العضو في مجلس إدارة المجلس «كارول بيانيميه بيس» لوكالة «فرانس برس»: «جمعنا أخصائيين في مجال الصحة قالوا لنا جميعهم إن الطفل حتى سن الثالثة يجب أن يتفاعل مع العالم من حوله وألعابه وأسرته من دون البقاء في موقع المتفرج».

ويبث المجلس الأعلى للمرئي والمسموع باستمرار حملات لتذكير الأهل بهذه النصيحة التي تشمل أيضا شاشات الكمبيوتر والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية التي يبدأ كثير من الأطفال التعود عليها منذ الصغر خصوصا عبر قنوات «يوتيوب»، وتعرض الرسوم المتحركة وتكون متاحة على مدار الساعة.

وأشارت «كارول» إلى تسجيل «حالة وعي في العالم أجمع لما يسببه الإدمان على الشاشات إذ أن هذا الأمر قد يسبب في حالات الاستهلاك القصوى، إصابات بطيف التوحد وهو ما نسميه التوحد الافتراضي».

من ناحيته، قال الفرنسي «كريستوف ايربيس» مستشار في شؤون الإعلام، وصاحب خبرة طويلة في مجال التليفزيون والبرامج المخصصة للأصغر سنا في أوروبا ومؤلف كتب للأطفال، أن جزءا كبيرا من الأنشطة التجارية الإعلامية موجهة للأطفال دون سن الثالثة بما يشمل قنوات تليفزيونية تبث في عشرات البلدان حول العالم وتطبيقات للأجهزة المحمولة.

كما بينت مديرة برامج الأطفال في هيئة «بي بي سي» البريطانية «أليس ويب» إن هذه الأفكار «مثيرة للإعجاب لكنها غير واقعية على الأرجح، الأجهزة الرقمية باتت في كل مكان».

ودعت إلى اعتماد «نظام متوازن» يستخدم فيه الأطفال الشاشات «باعتدال» لمشاهدة برامج محددة.

وأشارت إلى أن قناة «سي بيبيز» التابعة للمجموعة العامة البريطانية والموجهة للأطفال «في سن السادسة وما دون»، تبث «برامج للأطفال اعتبارا من عمر سنتين لكننا نعلم أن أطفالا أصغر سنا حتى يشاهدونها لذا علينا أخذ ذلك في الاعتبار عند وضعنا التصور لبرامجنا».

ويدور نقاش لا يقل ضراوة يتعلق باستخدام الأطفال الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي رغم أنها محظورة نظريا على من هم دون سن الثالثة عشرة، وأوضحت «أليس ويب» إلى أنه «من المستحيل القول إننا قادرون على التحكم بكل ما ينشر عبر الإنترنت، الأمر أشبه بموجة لن ننجح يوما في تجاوزها».

 

المصدر | الخليج الجديد + سيدتي

  كلمات مفتاحية

طفل أمومة أبو طب علم أبحاث توحد مر التوحد إدمان الشاشات هواتف ذكية تلفزيون خطر

تحذير: الشاشات محظورة على الأطفال قبل بلوغ العام