وثائق «بن لادن» تكشف علاقة التنظيم بإيران ومحاولة اغتيال أمير بريطاني

الخميس 2 نوفمبر 2017 02:11 ص

احتوى جهاز كمبيوتر صادرته القوات الأمريكية الخاصة خلال عمليتها التي أسفرت عن قتل «أسامة بن لادن» عام 2011 على مجموعة شرائط مصورة تضمنت أفلام رسوم متحركة للأطفال وعدة أفلام من إنتاج هوليوود وثلاثة أفلام وثائقية عن «بن لادن» ونجله «حمزة» وألعاب فيديو.

وجاءت قائمة الشرائط المصورة تلك ضمن ما نشرته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (الأربعاء) من نحو 470 ألف ملف وجُدت في جهاز الكمبيوتر الذي صودر في الثاني من مايو /أيار 2011 في المداهمة الأمريكية للمكان الذي كان مؤسس «القاعدة» يختبئ فيه في أبوت آباد في باكستان.

وهذه رابع مجموعة من المواد التي أُخذت من المجمع الذي كان محاطا بجدران، حيث كان يعيش «بن لادن» وأسرته التي نشرتها الحكومة الأمريكية منذ مايو/أيار 2015.

وأفاد بيان لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية بأن المواد المحمية بموجب قوانين النشر تشمل أكثر من 20 شريطاً مصوراً مثل فيلمي «أنتز» و«كارز» وأفلام رسوم متحركة أخرى ولعبة تقمص الأدوار «فاينل فانتازي7» وفيلم «وير إن ذا وورلد إز أسامة بن لادن» وفيلمين وثائقيين آخرين عن نجل «بن لادن».

كما أن «بن لادن» أسهم في جعل فيديو الأطفال الطريف: «شارلي بيت ماي فينغر» واحدا من الفيديوهات الأكثر مشاهدة على «يوتيوب» بعد أن وجد على كومبيوتره الخاص عندما قامت القوات الأمريكية بمداهمة المخبأ الذي كان يختبئ فيه.

زفاف «حمزة بن لادن»

وتم الكشف أيضاً عن فيديو لحفل زفاف «حمزة بن لادن»، فبعد صيحات التهاني، يظهر العريس وبعض الأشخاص وهم يجلسون على سجادة حمراء منقطة مع أطباق الموز والتفاح وزجاجات العصير والحلويات والشاي، كما يظهر الفيديو الغرف المزينة بالبالونات الحمراء وأطفالا يلعبون كرة القدم.

وقالت مصادر إعلامية إن الصور والمقاطع التقطت في إيران، حيث عاش «حمزة» هناك لسنوات تحت الإقامة الجبرية.

 

 

 

وأضاف البيان أن المواد التي لم تُنشر بعد، حُجبت لأنها قد تضر بالأمن القومي، أو أنها فارغة أو معطوبة أو مكررة أو أنها تحتوي على مواد إباحية أو أنها محمية بموجب قوانين النشر.

وأضافت الوكالة أن هذه المواد، مثل المواد التي نُشرت في الماضي، تعطي رؤية لأصل الخلافات بين «القاعدة» وتنظيم «الدولة الإسلامية» والخلافات داخل «القاعدة» وحلفائها والمشكلات التي واجهت «القاعدة» بعد موت «بن لادن».

وقال «مايك بومبيو» مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إن «نشر رسائل (القاعدة) وفيديوهاتها وملفاتها الصوتية ومواد أخرى اليوم يعطي فرصة للشعب الأمريكي كي يفهم بشكل أكبر خطط وأعمال هذه المنظمة الإرهابية».

 علاقة القاعدة بإيران

وأظهرت الوثائق جانباً مهماً في علاقة التنظيم بإيران، ويقول باحثون في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات التي حصلت على المستندات قبل رفع السرية عنها إنها تتضمن معلومات، خصوصا حول العلاقات المضطربة بين التنظيم وإيران.

واعتبر أحد الباحثين «بيل روجيو» أن «هذه المستندات ستساعد بشكل كبير في الرد على مئات الأسئلة التي لا تزال مطروحة حول قيادة (القاعدة)».

وكان «بومبيو» تعهد خلال مؤتمر نظمته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بنشر وثائق تكشف الروابط بين تنظيم «القاعدة» وإيران، وذلك في الوقت الذي تندد فيه واشنطن باستمرار بـ«التأثير السيئ» لطهران في الشرق الأوسط.

وتظهر وثائق تم الكشف عنها سابقا من بينها رسائل نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية في مايو/أيار 2015 أن «بن لادن» كان يعدّ «حمزة» لخلافته على رأس التنظيم، وأن هذا الأخير موجود حاليا في إيران على ما يبدو وهو في الـ27 أو الـ28 من العمر.

وتظهر إحدى الوثائق أن طهران عرضت لتنظيم القاعدة، تمويله وتوفير الأسلحة وتدريب أعضاء من «القاعدة» في معسكرات حزب الله في لبنان، مقابل ضرب التنظيم للمصالح الأمريكية في السعودية والخليج.

لكن الطبيعة الفعلية لهذه العلاقات لا تزال تثير الجدل بين الخبراء، نظراً للخلاف العقائدي بين إيران والحركات السنية القريبة من تنظيم «القاعدة».

ويوضح الباحث «توماس جوسلين» أن «وثائق أخرى تظهر أن تنظيم القاعدة خطف دبلوماسيا إيرانيا لمبادلته» بأسرى، مضيفاً أن «رسائل بن لادن تظهر قلقه مع أعوانه من إمكان تعرّض حمزة أو أفراد آخرين من أسرته للتتبع من السلطات الإيرانية بعد الإفراج عن الدبلوماسي».

وتابع الباحثون أن «بن لادن نفسه كان يدرس خططا لمواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط والذي كان يعتبره مسيئا».

لكنهم أشاروا إلى أن تحليل الوثائق يمكن أن يحمل على الاعتقاد بأن تنظيم القاعدة حافظ على «قناة تسهيل مهمة» في إيران.

اغتيالات

إلى ذلك كشفت الوثائق التي أفرجت عنها وكالة المخابرات الأمريكية، أن «بن لادن» كان يخطط لتنفيذ عملية اغتيال الأمير البريطاني «هاري» في أفغانستان.

وذكرت صحيفة SUN البريطانية، أن الوثائق أظهرت كيف رصد رجال «بن لادن» تفاصيل دقيقة عن تحركات ولي العهد البريطاني السادس، خلال وجوده بأفغانستان لتأدية مهام عسكرية ضد تنظيم القاعدة، ضمن فرق للعمليات الخاصة تابعة للاتحاد الأوروبي وأمريكا بأفغانستان عام 2007.

وقالت الصحيفة: «كان من المقرر أن يتم إرسال الأمير هاري إلى العراق عام 2007 مع وحدات البلوز البريطانية، قبل أن يتم تغيير الخطة وإرساله بدلا عن ذلك إلى قاعدة بريطانية في مقاطعة هلمند بشكل سري».

وقال خبير الجماعات الإرهابية الأمريكي «بيل روجي»، إن الوثائق كشفت بلا شك أن الأمير «هاري» كان على رأس قائمة الاغتيالات المحتملة لزعيم القاعدة «بن لادن»، مشيرًا إلى أن احتمال استهدافه مجددًا لا يزال قائمًا في ظل سعي قادة «طالبان» و«القاعدة» الحاليين للسير على خطى الزعيم الراحل.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

أسامة بن لادن القاعدة إيران اغتيالات حمزة بن لادن

وزير الخارجية الأمريكي: إيران زودت بن لادن بمعلومات عسكرية