رغم قرارات العفو في رمضان .. سجناء الرأي مازالوا خلف القضبان بالسعودية

الاثنين 30 يونيو 2014 02:06 ص

منذ 11 عاما لم يفطر «إبراهيم» مع أطفاله، ولم يصلَ في جماعة، ولم يخرج زكاة الفطر بنفسه، ولم يحضن أطفاله صباح العيد.. ولم يزُر قبروالديه. (الناشط السعودي محمد الحضيف متحدثا عن أخيه المعتقل)

نور الشامي // أسامة بدر - الخليج الجديد

رغم الإعفاءات عن سجناء الحق العام في بعض الدول العربية بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، إلا أن سجناء الرأي لم ينلهم من هذا الحظ جانب. فرغم مرور أعوام بل وعقود على بعضهم في السجون السياسية، إلا أن اعتبارات الشهر الكريم لم تتجاوز بوابات زنازينهم.

ففي المملكة العربية السعودية، تجاهلت الحكومة كافة المعتقلين السياسين من قرار العفو، إلا أن  نشطاء ومتابعون لم ينسهم، ودشنوا حملة «#عمرة_عن_معتقل»، التي قام متطوعون بها لآداء عمرة إلى البيت الحرام وإهدائها للمعتقلين السياسيين بهدف إدخال سرور على قلوبهم.

ونشر أحد النشطاء تغريدة عبر«تويتر» تقول: «لاتنسوا أولئك الرجال الذين غيبتهم السجون من دعواتكم في ليالي رمضان.. وحبذا لو أطلقنا هاشتاق #عمرة_عن_معتقل نصرة ودعما لأحبابنا خلف القضبان».

ولاقت الحملة تفاعلا واسعا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تبادلوا قوائم بأسماء من تم أداء العمرة إهداءا لهم، لكي تصل إلى ذويهم ومن ثم إليهم، وحتي يتم نشر قضاياهم والتذكير بهم بعد تجاهل السلطات لهم.

من ناحيته، نشر المغرد الشهير«مستنير» على حسابه الخاص على «تويتر»، قائمة تضم كل من «عبدالله الحامد، ومحمد القحطاني، سليمان الرشودي، أبو جمانة الروقي، عبدالكريم الخضر، محمد البجادي، عمر السعيد»، مؤكدا أن أخوة وأخوات تطوعوا لآداء العمرة عنهم.

بينما استغل آخرون وسم الحملة في التذكير بمعتقلين آخرين، حيث قال أحد المغردين : «لا تنسوا سعود الهاشمي وسليمان العلوان وأبطال حسم وكل شريف قال الحق لم يخشى فيه لومة لائم». وهم المعتقلين على خلفية نشاطاتهم وعضويتهم في جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية «حسم».

كما تم تدشين وسم آخر للمعتقلين السعوديين، لتجديد المطالب بالإفراج عنهم حمل اسم «#رمضان_المعتقلين»، والذي يتم إعادة  تفعيله في رمضان من كل عام.

وقالت إحدى المغردات خلاله: «اللهم فك أسر الغاليات #هيلة_القصير #مي_الطلق #أمينة_الراشد». وهن الناشطات المعتقلات فى السجون السعودي، بعد اعتقالهن قبل أشهر، في أبريل/نيسان الماضي، باستثناء «هيلة القصير» التي تم اعتقالها منذ ما يقارب من 4 أعوام.

وقال حساب «فكوا العاني» النشط في المناداة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين في السعودية: «أمسك الجميع ،، كلٌ بين أهله، بكل راحة وطمأنينة~ وأمسكت أختانا مي وأمينة لأول مرة داخل الزنازين !! فاللهم اربط على قلبيهما ».

بينما شاركت زوجة المعتقل «فراج الراشد» في الوسم قائلة: «منذ١٢سنه لم اشاهد أبوالمهاجر #الشيخ_فراج_حمدان_الراشد على سفرة الإفطار يارب فرجك العاجل»، حيث تقول أنه تم اعتقاله منذ مايزيد عن 12 عاما رغم إصدار قرار بالإفراج عنه ولم يُنفذ. مضيفةً: «لك الله أيها #الأسير يذهب رمضان ويأتي رمضان وأنت في قهر السجان وفي أسرالظلم حسبنا الله ونعم الوكيل».

كما شارك الكاتب والناشط السعودي «د.محمد الحضيف» عبر حسابه على «تويتر» مناديا بالإفراج عن المعتقلين المنسيين، متحدثًا عن شقيقه «إبراهيم الحضيف»: « منذ 11 عاما لم يفطرإبراهيم مع أطفاله.لم يصلَ في جماعة. لم يخرج زكاة الفطر بنفسه.لم يحضن أطفاله صباح العيد.. ولم يزُر قبروالديه. سجين إنفرادي».

تلك النداءات التي يطلقها المتابعون والنشطاء يتردد صداها واسعا في مواقع التواصل الأكثر استخداما في المملكة. فيما تتبد تلك المطالب على أعتاب المسؤولين، الذين قاموا بإعفاء المئات من سجناء الحق العام من سرقة واختلاس وغيرها، كمكرمة لهم لقضاء الشهر الفضيل مع أسرهم وذويهم. فيما تركوا من نادى بالإصلاح والحقوق والحريات قابعا في المعتقلات، ولم ينل ولو قسطًا من تلك المكرمات التي خصصتها الحكومة السعودية لبعٍ من كل. ولكنها مكرمات رب الشهر بالمعتقلين هي الأولىَ.

  كلمات مفتاحية

نشطاء سعوديون يدشنون حملة لدعم الناشط المعتقل «سعود الهاشمي»

عفو رمضاني عن 1000 شخص في الإمارات وتجاهل سجناء الرأي مستمر