قوى لبنان: استقالة «الحريري» تدخل البلاد في نفق مظلم

السبت 4 نوفمبر 2017 12:11 م

سيطرت حالة من الصدمة على الساحة السياسية اللبنانية عقب إعلان رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» استقالته، رافضا أن تكون بلاده منطلقا لتهديد أمن المنطقة.

وأكدت العديد من القوى اللبنانية أن استقالة «الحريري» تدخل لبنان في نفق مظلم.

الرئاسة اللبنانية تنتظر

أعلن المكتب الإعلامي للرئيس اللبناني، «ميشال عون»، أنه ينتظر عودة «الحريري»، إلى البلاد للاطلاع على أسباب استقالته.

وأصدر المكتب الإعلام للرئاسة، السبت، بيانا قال فيه: «تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اتصالا هاتفيا من رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري، الموجود خارج لبنان، وأعلمه باستقالة حكومته».

وأضاف البيان: «وعلم أن الرئيس عون ينتظر عودة الحريري إلى بيروت للاطلاع منه على ظروف الاستقالة ليبنى على هذا الشيء مقتضاه».

الأعباء الاقتصادية

أكد رئيس اللقاء الديمقراطي النائب «وليد جنبلاط»، عبر صفحته على «تويتر»، أن «لبنان أكثر من صغير وضعيف كي يتحمل الأعباء الاقتصادية والسياسية لهذه الاستقالة»، مضيفا «كنت وسأبقى من دعاة الحوار بين السعودية إيران».
 

 

أما النائب في كتلة «القوات اللبنانية، «إنطوان زهرا»، فتمنى بأن تكون «استقالة الحريري انتفاضة كرامة بوجه كل العراقيل السياسية أمام انطلاق الحكومة»، وفقا لصحيفة «النهار» اللبنانية.

ورجح أن يكون السبب الرئيسي وراء الاستقالة يعود لكلام مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية «علي أكبر ولايتي» بأن «الانتصار اللبناني السوري العراقي ضد الإرهابيين يشكل انتصار محور المقاومة، فهو ضم لبنان إلى المحور الايراني دون استشارة اللبنانيين».

وشدد «زهرا» على أن «الاستقالة هي رفض للأمر الواقع، فالمرحلة السياسية، كما قالها الحريري تشبه مرحلة ما قبل استشهاد الرئيس رفيق الحريري».

وضع صعب

ومن جانبه، اعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير»، النائب «​ياسين جابر»، استقالة «الحريري مفاجئة»، وأشار إلى أن الاستقالة وضعت لبنان أمام وضع صعب.

ورأى نائب «كتلة المستقبل»، «أمين وهبي»، أن «بيان الاستقالة واضح الأسباب، التي أدت بالرئيس سعد الحريري إلى اتخاذ هذا الموقف».

وأكد أن البلد يتجه نحو تصعيد خطير، متمنيا أن يبقى في الإطار السياسي. 

وأوضح «وهبي» أن خيارات تيار المستقبل لطالما كانت في إطار المواجهة بسلاح الكلمة والرأي.  

وعن إمكان بقاء «الحريري» خارج البلاد، أشار إلى أن «التجربة الماضية كانت غير مشجعة وقرار البقاء خارج لبنان يكون رهنا لما سيقرره الحرير جراء الدراسة مع المستشارين والأجهزة الأمنية».

من جهته، أشار النائب السابق عن «تيار المردة»، «كريم الراسي»، إلى أن موقف «المردة ليس واضحا»، بعد أن وصلهم الخبر عبر وسائل الإعلام كغيرهم، مؤكدا أنه كان جليا «أننا سنصل إلى هذه المرحلة، والحريري كان يتحضر لهذه الخطوة وقد أعلن عن هذا الأمر سابقا».

وتأسف على إعلان الخبر من خارج لبنان وعدم إعلام رئيس الجمهورية «ميشال عون» مسبقا، معتبرا أن «التنسيق بين الحريري وباقي الأفرقاء في البلاد كان مصطنعا».

هذا، وأكد الرئيس اللبناني السابق «ميشال سليمان» أنه يحيي «الحريري» على موقفه، موضحا أن «تداعيات استقالة الحريري ستكون إيجابية».

وتابع في تصريحات لفضائية «الحدث»، أنه «لا يمكن لدولة أن تبني دولة داخل لبنان، ولا يمكن أن يكون هناك جيشين»، في إشارة لـ«حزب الله».

وطالب الرئيس السابق «بسحب حزب الله من سوريا ووضع استراتيجية دفاعية»، مشددا على أن «التسويات لا يجب أن تأتي على حساب سيادة لبنان».

وأضاف «دخلنا في نفق يحتم على جميع السياديين رص الصفوف، لبنان وشعبه يستحقان التضحية».

وفي وقت سابق من اليوم، أعلن «الحريري» استقالته، رافضا أن تكون بلاده منطلقا لتهديد أمن المنطقة.

جاء ذلك، في كلمة متلفزة له، من العاصمة الرياض، التي يقوم بزيارتها، بحسب «العربية»، حين قال: «حالة الإحباط والتشرذم في بلدنا واستهداف الأمن الإقليمي من لبنان أمر لا يمكن الرضى به تحت أي ظرف، وأنا واثق أن هذه رغبة الشعب اللبناني».

وتابع: «وانطلاقا من المبادئ التي ورثتها عن رفيق الحريري، ومبادئ ثورة الأرز، أعلن استقالتي من الحكومة».

وأعرب «الحريري»، عن رفضه «استخدام سلاح حزب الله ضد اللبنانيين والسوريين»، مشيرا إلى أن «تدخل حزب الله تسبب لنا بمشكلات مع محيطنا العربي».

وفي إشارة إلى التعاون بين إيران و«حزب الله»، قال إن «إيران وجدت في بلادنا من تضع يدها بيدهم».

وأضاف: «لإيران رغبة جامحة في تدمير العالم العربي»، ومبشرا بأن «أيدي إيران في المنطقة ستقطع».

وشدد على أنه «أينما حلت إيران، يحل الخراب والفتن»، وحذر من أن «الشر الذي ترسله إيران إلى المنطقة سيرتد عليها».

واستنكر «الحريري»، سيطرة إيران تسيطر على المنطقة، وعلى القرار في سوريا والعراق واليمن.

وأعرب عن الخشية من تعرضه للاغتيال، مضيفا: «لمست ما يحاك سرا لاستهداف حياتي»، واصفا الأجواء التي تعيشها لبنان حاليا، بأنها «تشبه ما كان عليه الحال قبيل اغتيال رفيق الحريري».

وتابع «الحريري»: «لن نقبل أن يكون لبنان منطلقا لتهديد أمن المنطقة»، موضحا أن «الإحباط والتشرذم في بلادنا أمر لا يمكن القبول به».

وشدد «الحريري» بالقول: «أنا على يقين أن إرادة اللبنانيين ستكون أقوى واللبنانيون سيكونون قادرين برجالهم ونسائهم على التغلب على الوصاية عليهم من الداخل والخارج».

  كلمات مفتاحية

استقالة الحريري الرئاسة اللبنانية ميشال عون لبنان حزب الله

وزير داخلية لبنان: «الحريري» سيكون في بيروت خلال أيام