محلل سياسي: السلام الخليجي الإسرائيلي خطة أمريكية مشوهة

الثلاثاء 7 نوفمبر 2017 11:11 ص

كشف الكاتب والمحلل السياسي المقيم بواشنطن، «حسين عبدالحسين»، عن محاولات تقودها إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، لعقد اتفاق سلام بين (إسرائيل) ودول مجلس التعاون الخليجي، بهدف تعزيز مكانة «ترامب» لدى المسؤولين الإسرائيليين، مشيرا إلى أن تلك المحاولات لم تنجح بعد، حيث أنتجت «سلاما مشوها».

وقال في مقال تحليلي نشرته وكالة الأناضول التركية اليوم، إنه خلال زيارته إلى الرياض، نهاية الشهر الماضي، التقى «جاريد كوشنر» صهر الرئيس الأمريكي، وأحد كبار مستشاريه، ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان».

وضم الوفد الأمريكي (الذي زار المملكة في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي بحسب الإعلام الأمريكي)، «جاسون غرينبليت» المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، و«دينا باول» الأمريكية ـ المصرية التي تتولى منصب نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للشؤون الاستراتيجية.

ولكن زيارة «كوشنر»، وفق الكاتب، جاءت إلى منطقة الخليج في وقت يواجه فيه «ترامب» ضغوطات غير مسبوقة داخل بلاده، حيث تم توجيه خلال الأسبوع الماضي فقط، اتهامات لثلاثة من مساعديه بالتواصل مع حكومات أجنبية من أجل الضغط على واشنطن.

كما تزامنت معارك «ترامب» القانونية مع فشله في استمالة الكونغرس الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه.

«ترامب» لم يتمكن من الدفع إلى «إحلال واستبدال» قانون «أوباما كير»، كما لم يستطع جمع الأموال اللازمة لتمويل عمليات بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، فضلا عن عدم قدرته على تمرير مشروع الاقتطاع الضريبي بهدف تخفيض الضرائب.

ورغم المشكلات التي يواجهها «ترامب» في موطنه، بحسب الكاتب، ما زال يجنّد «كوشنر» في رحلات خارجية، فالرئيس الأمريكي لديه 3 أهداف، الأول دفع (إسرائيل) ودول الخليج باتجاه طريق السلام.

والثاني كسب نقاط لدى تل أبيب على أمل أن تحوّل أموال وأصوات المجتمع اليهودي في أمريكا ضد أي محاولات لإقالة «ترامب»، أو حتى لتساعده في مساعيه لإعادة الترشح في الانتخابات الرئاسية عام 2020.

أما الهدف الثالث فمرتبط بمصالح «ترامب» الشخصية مع عائلة «كوشنر»، فكلاهما يديران إمبراطوريات عقارية، ويبحثان باستمرار عن الجهات المانحة المحتملة، حيث تبدو جيوب الخليج العميقة هدفا جديرا بالاهتمام.

خطة أمريكية

ورأى «عبد الحسين» أن إمكانية دفع منطقة الخليج و(إسرائيل) باتجاه السلام، يعني أن توقّع دول مجلس التعاون الخليجي اتفاقيات سلام مع تل أبيب، دون النظر إلى الفلسطينيين.

ووضع «كوشنر» و«غرينبليت» السلام الخليجي ـ الإسرائيلي محور سياسة «ترامب» الخارجية، لذا شوهد الرئيس الأمريكي لأول مرة وعلى نحو غير معهود، يتوجه إلى تل أبيب قادما من الرياض، في خطوة علق عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، قائلا: «أطمح في أن تنقل الرحلة المباشرة الثانية بين الرياض وتل أبيب مسؤولا إسرائيليا».

وذهب الكاتب إلى أن «تركيز إدارة ترامب على السلام الخليجي ـ الإسرائيلي، لم يظهر أي مؤشرات على إمكانية تنفيذ أي طرف من الأطراف لاتفاق».

لكن منذ اندلاع أزمة الخليج في يونيو/حزيران الماضي، اتخذت الدوحة طريقا مختلفا عن الرياض وأبوظبي، ما يعني أنه في حال التزمت السعودية بالسلام مع (إسرائيل)، فإن قطر لن تتبع تلك الخطوة.

وعلاوة على ذلك، هناك مؤشرات أخرى تشير أن أي خطوات تتخذها السعودية والإمارات باتجاه إحلال السلام مع (إسرائيل) لن تتبعها بقية دول الخليج، ومثال على ذلك ما حدث الشهر الماضي (18 أكتوبر /تشرين الأول) في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، حين طرد رئيس مجلس الأمة الكويتي «مرزوق الغانم»، الوفد الإسرائيلي المشارك في المؤتمر.

وأشار «عبدالحسين» إلى أن «واقعة غانم، والدعم الذي قدمته له وسائل الإعلام الكويتية، يظهران أن الكويت ما زالت بعيدة عن السلام مع (إسرائيل)».

وعلى غرار قطر والكويت، يبدو أن سلطنة عمان ليست على عجلة من أمرها للتصديق على سلام مع (إسرائيل) قبل أن يقوم بذلك الفلسطينيون.

لكن يبدو أن البحرين وحدها هي التي تنتهج موقفا متجانسا مع السعودية والإمارات في الاقتراب من إحلال السلام مع (إسرائيل).

وتطرق الكاتب إلى واقعة فوز 5 رياضيين إسرائيليين بميداليات في بطولة رياضة «الجودو» بأبوظبي، فحين وقف هؤلاء الرياضيون على منصة التكريم، لم يعزف الإماراتيون النشيد الوطني الإسرائيلي، كما لم يرفعوا علم (إسرائيل)، وهي المراسم المعتادة في مثل هذه الفعاليات.

ولفت إلى أنه قد تكون واقعة أبوظبي أفضل انعكاس للسلام الخليجي السري، إنه «سلام مشوه يشبه الخيانة في العلاقات، حيث يوجد طرف واحد هو الحريص على إعلان العلاقة، فيما يخشى الطرف الآخر الإفصاح عن الأمر خشية حدوث ارتباك في حياته».

وقال: «إذا كانت واقعة أبوظبي نذيرا للسلام الخليجي الإسرائيلي المستقبلي، فعلينا أن نتوقع نوعا من السلام المشوه الذي يتم الاحتفال به بصمت، ودون أعلام أو أناشيد».

وخلص الكاتب إلى أن الانقسام داخل مجلس التعاون الخليجي حول السلام مع (إسرائيل)، يظهر أن الدول الخليجية ليست مستعدة بعد لخطة «كوشنر وغرينبليت».

  كلمات مفتاحية

السلام الخليج إسرائيل السعودية فلسطين الإمارات الكويت مرزوق الغانم

مفكرون وناشطون سعوديون: بطش غير مسبوق تمهيدا للتطبيع وتصعيد «بن سلمان»

بعد لقائه رئيسا سابقا للموساد.. «تركي الفيصل» عراب التطبيع