«هآرتس»: الاعتقالات السعودية تمهيد لاعتلاء «بن سلمان» عرش المملكة

الأربعاء 8 نوفمبر 2017 09:11 ص

أرجعت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية سبب حملة الاعتقالات الأخيرة، التي شنتها السلطات السعودية ضد العشرات من الأمراء والوزراء السابقين ورجال الأعمال، إلى رغبة ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» في التخلص من خصومه تمهيدا لاعتلاء العرش.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن قائمة المعتقلين تشير إلى اختيار دقيق لخصوم من قمة الهرم الاقتصادي والسياسي، منهم الأمير «الوليد بن طلال»، الذي يعتبر أكبر أثرياء المملكة،  و«صالح كامل»، الذي ورد اسمه دائما في قائمة أثرياء العالم الذي نشر علنا تأييده لرئيس النظام السوري «بشار الأسد»، وكذلك «خالد التويجري»، الذي كان رئيسا للبلاط الملِكي في عهد الملك الراحل «عبدالله بن عبدالعزيز»، وتم إبعاده عن منصبه بعد وقت قصير من تتويج «سلمان» بسبب اختلافات في الرأي ثارت بينه وبين الأمير «محمد بن سلمان».

وذكرت الصحيفة أنه تم اعتقال وزير الحرس الوطني المقال «متعب بن عبدالله» الذي كان معارضا لسياسة «سلمان» في اليمن وسوريا، وكذلك أخيه الأمير «تركي بن عبدالله»، الذي كان حاكم الرياض  نظرا لأنهما يعتبران من أبناء الفرع المعادي في العائلة، وليس لظهورهما بصورة شاذة في أعمال الفساد.

واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن القاسم المشترك بين عدد من هؤلاء الأمراء المعتقلين هو  انتقاد سلوك الملك وابنه، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية التي تعرضت لفشل تلو الآخر، بما في ذلك غرق الجيش السعودي في مستنقع حرب اليمن، فضلا عن إدارة الأزمة السورية التي سحبت من أيدي السعودية، برغم الأموال الهائلة التي قدرت بمئات ملايين الدولارات التي تم تبذيرها على ميليشيات مختارة.

وأوضحت الصحيفة أن عددا من الذين شملتهم حملة الاعتقالات الأخيرة انتقدوا الشرخ العميق مع قطر والعقوبات التي فُرضت عليها من قبل السعودية في العملية التي انضمت إليها الإمارات والبحرين ومصر، والتي أدت إلى الانقسام في مجلس التعاون الخليجي، ولم تؤد إلى تغيير سياسة قَطر.

فيما اعتبرت الصحيفة أن إجبار رئيس الحكومة اللبنانية «سعد الحريري» على الاستقالة من منصبه، هي خطوة سعودية يائسة، من المشكوك أن تحقق الهدف منها، وذلك بحبس الدولة الصغيرة في سجن فوضى، من أجل التشويش على إيران في إدارتها.

ولفتت إلى أن التعاون الوثيق مع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» هو الإنجاز الوحيد الذي يمكن للمملكة أن تتفاخر به.

وفسرت الصحيفة الإسرائيلية لجوء ولي العهد السعودي لهذه الخطوات العنيفة خلافا للنهج الدبلوماسي الذي استخدم من خلف الكواليس، والذي ميز عهد الملك الراحل «عبد الله»، بسبب ثقل القوة الموجودة لدى «بن سلمان» وقلة تجربته السياسية.

وشددت على أن الحرب ضد الفساد التي استخدمت ذريعة للاعتقالات الأخيرة، لن تسجل إنجازات حقيقية، لأن الفساد في السعودية هو فساد هيكلي، لا يقتصر على عدد من كبار أصحاب الأموال.

  كلمات مفتاحية

اعتقالات السعودية محمد بن سلمان محاربة الفساد أوامر ملكية عرش المملكة

واشنطن بوست: الاعتقالات السعودية تمهد الطريق لمُلك «بن سلمان»