ضغوط سعودية يقودها «بن سلمان» على الفلسطينيين لقبول «صفقة القرن»

الجمعة 10 نوفمبر 2017 08:11 ص

كشف تقرير إسرائيلي عن تدخل سعودي وضغط قوي يقوده ولي العهد «محمد بن سلمان» لدفع الفلسطينيين للقبول بمبادرة أمريكية تنتقص كثيرا من حقوقهم، وفي مقدمتها قضية حق عودة اللاجئين، وحدود دولتهم المستقبلية.

وجرى التدخل السعودي خلال اللقاء الذي جمع، الأربعاء، «بن سلمان» مع الرئيس «محمود عباس»، الذي دعي على عجل إلى الرياض، حسب التقرير، الذي نشره موقع فضائية «آي 24 نيوز» الإسرائيلية، وترجمته صحيفة «القدس العربي».

إذ أبلغ ولي العهد السعودي، الرئيس الفلسطيني بأن الولايات المتحدة تستعد للكشف عن خطتها لإحياء العملية السلمية، وهي الخطة المعروفة إعلاميا بـ«صفقة القرن».

ووفق التقرير، فإن خطة «ترامب» تتضمن سلام بين «إسرائيل» والفلسطينيين على أساس حل الدولتين، مقابل دعم سخي من الدول العربية، وعلى رأسها السعودية والإمارات، للسلطة الفلسطينية.

وبشأن الحدود النهائية لحل الدولتين، تسعى الولايات المتحدة لأن تضمن «أمن إسرائيل» مقابل «حرية التنقل للفلسطينيين وحرية التصدير والاستيراد»، لكنها مع ذلك تشمل مطلبا إسرائيليا صريحا، وهو أن يبقى الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والمناطق الحدودية في غور الأردن.

وبخصوص ملف اللاجئين الفلسطينيين، يرى الجانب الأمريكي أنه يجب تسوية هذه المسألة عبر «منح مواطنة» وحقوق كاملة للفلسطينيين في الدول التي يعيشون فيها اليوم، بينما يساهم المجتمع الدولي بتمويل التعويضات للاجئين الفلسطينيين.

وردا على تلك الخطة، أكد«عباس» لـ«بن سلمان»، خلال اللقاء، معارضته لأي حل سلمي لا يضمن حلا مرضيا لمسألة اللاجئين، ولا يعترف بالقدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية، وطالب بوقف الاستيطان وتجميده كليا كشرط لإطلاق أي عملية تفاوضية جديدة.

ونقل التقرير عن مصدر فلسطيني مقرب من متخذي القرار، قوله إن الرئيس عباس «عبر عن امتعاضه من الخطة»، وطالب بالضغط لتحسين الشروط.

ووصف المصدر الصفقة، التي تحدث عنها «ترامب»، والتي عولت عليها القيادة الفلسطينية كثيرا، بأنها «فقاعة» تم تضخيمها وتهويلها، مؤكدا أنها «ليست تاريخية، ولا هي صفقة أصلا».

كان «بن سلمان» استقبل، الشهر الماضي، بشكل سري، مبعوثي الإدارة الأمريكية لعملية السلام، وهما كبير مستشاري الرئيس الأمريكي «جاريد كوشنر»، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط «جيسون غرينبلات».

وجرى وقتها الكشف عن أن هذه الزيارة هي الثالثة للطاقم الأمريكي هذا العام للسعودية، وأنها جاءت بعد أربعة أيام من زيارة هذا الطاقم لتل أبيب.

وهو ما أثار العديد من التساؤلات عن الدور السعودي المرتقب في المنطقة لدعم التوجه الأمريكي الذي ينادي بـ«صفقة القرن»، وأحد أهم بنودها التطبيع العربي مع «إسرائيل»، قبل إنجاز التسوية الكاملة مع الفلسطينيين.

وجاءت الزيارة السرية الأخيرة لهذا الطاقم الأمريكي للرياض، في ظل حالة عدم الرضا الفلسطينية الرسمية عن التحركات الأمريكية الأخيرة، خاصة أن هذا الطاقم لم يقدم منذ بداية عمله وتحركاته أي نص مكتوب يضمن حقوق الفلسطينيين، ومن أهمها إطلاق مفاوضات ضمن ما يعرف بـ«حل الدولتين».

وعلى الأرجح فإن التحرك الأمريكي القوي تجاه السعودية، في الفترة الحالية، هدفه تحشيد مواقف عربية معارضة للموقف الفلسطيني الرافض للخطة المنوي طرحها قريبا، خاصة أن نائب الرئيس الأمريكي «مايك بينس» يستعد لزيارة المنطقة الشهر المقبل، وسط توقعات بأن تكون الزيارة المحطة قبل الأخيرة من الإعلان الرسمي عن إطلاق الصفقة.

وأشار تقرير «i24NEW» إلى أن ترامب يعول على علاقة الإدارة الأمريكية بالرياض وأبو ظبي والقاهرة؛ حيث يتوقع من هذه العواصم أن تساهم في الضغط على الجانب الفلسطيني، لقبول الصفقة التي سيعرضها.

ولفت إلى أن «بن سلمان» واثق من أن «ترامب» يستطيع إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» بتجميد توسيع الاستيطان الإسرائيلي وتقييده فقط «للنمو الطبيعي» للمستوطنات.

يذكر أن الرئيس الفلسطيني توجه إلى السعودية بشكل مفاجئ، الإثنين الماضي، حيث كان في زيارة لمصر، والتقى خلال زيارته للمملكة بكل من الملك «سلمان بن عبد العزيز»، وولي عهده «محمد بن سلمان».

وجرى خلال اللقاء إطلاع الرئيس الفلسطيني على اللقاءات التي جمعت القيادة السعودية بمبعوثي الإدارة الأمريكية للسلام، قبل نحو أسبوعين.

واكتفى البيان الفلسطيني الرسمي الذي تحدث عن اللقاء، بالإشارة إلى أن الرئيس عباس أطلع «بن سلمان»على آخر مستجدات القضية الفلسطينية، والجهود الأمريكية المبذولة لتحريك عملية السلام، ووضعه في صورة تطورات المصالحة الفلسطينية، إلى جانب بحث العلاقات الثنائية، والاتفاق على مواصلة التشاور في القضايا التي تهم البلدين.

وكثيرا ما أعلن مسؤولون فلسطينيون في أوقات سابقة اعتراضهم على «صفقة القرن»، وحذروا من خطورة التطبيع العربي مع «إسرائيل»، قبل حل القضية الفلسطينية.

المصدر | القدس العربي + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عباس صفقة القرن أمريكا ترامب فلسطين إسرائيل السعودية محمد بن سلمان

كوشنر يزور إسرائيل ودولا بالمنطقة الأسبوع المقبل