يعتزم عدد من كبار لاعبي الشطرنج مقاطعة بطولة العالم للشطرنج المقرر إقامتها بالمملكة العربية السعودية، وذلك على خلفية مخاوف أمنية وأخرى متعلقة بحقوق الإنسان، حسبما ذكرت صحيفة «تليغراف» البريطانية.

ومن بين الأسماء التي لن تحضر البطولة ذات الجائزة البالغة 2 مليون دولار، بطلة العالم للشطرنج مرتين الأوكرانية «آنا موزيشوك»، والأمريكي الحائز درجة الأستاذية في الشطرنج «هيكارو ناكامورا».

وتفرض السعودية معايير لباسٍ صارمة على النساء، أجنبيات كن أم محليات، واللاتي يضطررن إلى ارتداء العباءة لتغطي أجسامهن كلها حتى القدمين، كذلك، فإن المثلية الجنسية هي ممارسة غير قانونية يعاقِب عليها القانون السعودي بما يتراوح بين الغرامات والجلد إلى السجن والإعدام.

وأعرب عدد من اللاعبين عن قلقهم من أن المتنافسين القادمين من إيران، وإسرائيل، وقطر لن يسمح لهم بالحضور لأسباب سياسية، كما أن القبض على عشرات المسؤولين من أعلى المراتب في حملة تطهيرٍ ضد الفساد، واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» في الرياض، قوض إقناع كبار لاعبي الشطرنج في العالم بهذا الأمر.

وقالت «آنا موزيشوك»: «لماذا نخاطر بحياتنا، وأن نرتدي العباءة طوال الوقت!؟، لكل شيء حدوده، كان ارتداء الحجاب في إيران أكثر من كافٍ»، مشيرة إلى جدلٍ مشابه كان قد أُثيرَ في الاتحاد الدولية للشطرنج عندما طُلِب من النساء ارتداء الحجاب الإسلامي في إيران.

كما شن الرئيس السابق لنقابة الشطرنج الأوروبية، «سيلفيو دانيلوف»، الاتحاد الدولي للعبة، قائلاً: «بعد إيران والسعودية، ماذا يأتي بعدها، جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية؟!».

وأضاف «هيكارو ناكامورا»، الحائز البطولة الأمريكية للشطرنج 3 مرات: «أن تنظم دورة شطرنج في بلادٍ لا قيمة فيها لحقوق الإنسان الأساسية لهو أمر مريع!».

وصرحت اللاعبة الإنجليزية «جوفانكا هوسكا»: «أنا بالطبع لن أختار اللعب في السعودية، إنني حقاً لن أشعر بالراحة لزيارة بلدٍ حيث سأحتاج لأن يرافقني وصيٌّ ذكر».

وقالت: «هذا ضد مبادئي، وأنا متأكدة أن الجانب المتمرد في سيوقعني في المشاكل! وعلى الاتحاد أن يكون شفافاً تجاه كيفية اختياره لأماكن إقامة البطولات».

وتعليقاً على مسألة ارتداء اللاعبات للحجاب، قال المتحدثة باسم الاتحاد الدولي: «إن الاتحاد الآن في مرحلة صياغة التفاصيل النهائية المتعلِّقة بالحدث وسينشر جميع القواعد المقررة بعد فترة وجيزة».

ومن جانبه، وقال «موسى بن ثايلي»، الرئيس الأسبق للجنة القوانين باتحاد الشطرنج السعودي: «يجرى الآن تناقل الكثير من الشائعات والأخبار الكاذبة، وهذا ليس أمراً لطيفاً، هذا يجرحُ المنظِّمين والشعب السعودي».

وفي خطابٍ للاعبين، قال: «سنحب أن نراكم في الرياض ونريد أن نريكم عكس ما تعتقدون، نريد أن نريكم أنَّنا مختلفون عمَّا تظنون، نحن نريد أن نجعل الشطرنج لعبة عظيمة حقاً وأن نحظى بثقافة شطرنجٍ رائعة».

وتلقى الاتحاد الدولي للشطرنج في وقت سابق انتقادات مشابهة، عندما منح إيران حق تنظيم بطولة العالم للشطرنج للنساء، وذلك بسبب القوانين الإيرانية التي تُلزِم النساء بارتداء الحجاب.

تجدر الإشارة إلى أن لعبة الشطرنج تواجه انتقادات وصلت لحد التحريم داخل السعودية، فقبل بضعة أعوام، أصدر المفتي العام للنظام السعودي فتوى مفادها أن اللعبة من عمل الشيطان ومحرمة في الإسلام.