دليلك لفهم «IT».. أنجح فيلم رعب في 2017

الخميس 16 نوفمبر 2017 03:11 ص

سواءً أنال فيلم «IT» إعجابك أم لا، فإن هذا لا يغير من واقع ما حققه هذا العمل السينمائي من إنجازات خلال فترة لم تتعدى الشهرين، فهذا الفيلم الذي لا يزال معروضاً في قاعات السينما قد أصبح أكثر فيلم رعب تحقيقاً للإيرادات خلال عام 2017.

وتغلب بذلك «IT» على فيلم  «Get Out» (اخرج من هنا) الذي كان يُظن أنه يشكل «الفيلم الحدث» للعام الجاري، كما أصبح أكثر فيلم رعب تحقيقاً للإيرادات على الإطلاق، وثاني أكثر فيلم يحمل التقييم العمري «R» تحقيقاً للإيرادات على الإطلاق بعد فيلم «Deadpool» (مذبح عميق) إلى غير ذلك من الألقاب والأرقام القياسية التي حصدها «IT» بعيداً عن التقييمات الممتازة التي نالها من طرف الجماهير والنقاد رغم بخلهم في تقييم أفلام الرعب.

هذا التقرير يحلل الفيلم ويشرحه، بداية من اقتباسه عن رواية لـ«ستيفن كينغ»، وكل من يقرأ لهذا الكاتب يعلم جيداً أن أعماله ورواياته ليست بالسطحية والوضوح اللذين تظهرهما أغلب الأفلام المأخوذة عنها، وهي سطحية تمكن فيلم «IT» من تجنبها قدر الإمكان وبشكل مثير للإعجاب، لكنه مع ذلك لم يقم -لأسباب مفهومة- بتغطية عدد كبير من عناصر الرواية التي تعد أساسية لفهم القصة وتقديرها، وهو ما جعل مجلة «أراجيك» تقدم القطع الناقصة من الفهم والتي ستمكن المشاهد من فهم فيلم «IT» بشكل أفضل.

بطاقة تعريفية بالفيلم

العنوان: «IT».

مقتبس عن: رواية تحمل نفس الاسم لـ«ستيفن كينغ»، تم إصدارها سنة 1986.

كتابة: «شيس بالمر»، «كاري فوكوناغا»، «غاري دوبرمان».

إخراج: «أندي موشيتي».

بطولة: «غايدن ليبرهير»، «بيل سكارسغارد»، «غريمي راي تايلور»، «صوفيا ليليس»، و«فين وولفهارد» وآخرون.

تاريخ الإصدار: 8 من سبتمبر/أيلول 2017.

مدة الفيلم: 135 دقيقة.

ميزانية الفيلم: 35 مليون دولار.

إيرادات الفيلم إلى الآن: أكثر من 666 مليون دولار.

قصة الفيلم: تدور أحداث الفيلم خلال سنة 1988 داخل بلدة «ديري»، حول مصير سبعة أطفال بعد تعرضهم لمطاردة «بيني وايز»، البهلوان الراقص الذي يظهر كل 27 سنة ليقتات على لحوم أطفال البلدة بعد أن يصطادهم مستغلاً أكبر مخاوفهم، ومحاولات هذه الأطفال مواجهة هذه المخاوف والنجاة من قبضة  «وايز» في نفس الوقت.

شرح «IT»

يتم نعت «وايز» بـ«IT» أو «ذلك الشيء» من طرف الأطفال السبعة الذين يشكلون طرف القصة في الفيلم والرواية، والأخيرة التي لا يمكن أن نقوم بشرح الفيلم دون الاعتماد عليها لأنها تشكل العمل الذي ارتكز عليه صنع الفيلم في الأساس، وهنا علينا أن نطرح السؤال: لماذا لا ينادي هؤلاء الأطفال -الذين يشكلون «نادي الفاشلين»- هذا البهلوان بـ«البهلوان»؟ لماذا ينادونه «IT»؟ هل هم غير قادرين على ملاحظة أنه بهلوان؟!

الجواب هو لا بالطبع، لكن السبب يعود لكونه ليس بهلواناً أصلاً، وهو ما يدركه الأطفال.. بالإضافة إلى اعتبار «هذا الشيء» مخلوقاً غير أرضي لا أحد يعلم حتى إن كان ذكراً أم أنثى، وهو ما يفسر مصطلح «IT» بدلا من  «She أو He» للإشارة إليه.

بهلوان «IT»

التعرف عليه يعني أننا يجب أولاً أن نبدأ بالتطرق إلى أصول «بوايز» والتعرف على قصته بشكل مستقل حسب الرواية، والأخيرة تشرح أن هذا المخلوق هو عبارة عن كتلة مدمرة من الضوء البرتقالي (الذي نلاحظه في عيني البهلوان خلال عدة مشاهد في الفيلم) الذي جاء من الفضاء إلى الأرض، وتحديداً إلى المكان الذي بنيت فيه بلدة «ديري» لاحقا.

 تاريخ «IT » يعود لما قبل تاريخ البشر، حيث بقي نائما في ذلك المكان لمدة طويلة جدا إلى حين استيقاظه أول مرة، من ناحية أخرى نجد أن هذا المخلوق يعيش بشكل أبدي، لكنه كي يبقى على قيد الحياة بعد استيقاظه، فإنه يحتاج إلى الظهور كل 27 سنة (المدة التي يبقى فيها في سبات)، ليقتات على خوف الأطفال، وليس على الأطفال أنفسهم، فـ«IT» غير مهتم بالتهام الأطفال بالقدر الذي يهتم فيه بالتهام «الأطفال المذعورين»، ربما لأن ذلك يجعل طعمهم أفضل بالنسبة له كما ذكر في عدة مناسبات في الرواية، أو ربما لأن الأدرينالين الجاري في عروق هؤلاء المساكين هو ما يقوم بتغذيته في الحقيقة وإبقائه على قيد الحياة، وليس لحومهم بشكل خاص.

أما بالنسبة للسبب الذي يجعله يختار الأطفال تحديدا، فيعود بكل بساطة لكونهم أكثر براءة وأكثر تعرضا للخوف من البالغين وأسهل خداعا منهم، إضافة إلى أن ما يخافه الأطفال يعتبر أكثر بساطة ووضوحا من مخاوف البالغين المُعقدة التي ترتبط بالأفكار أكثر منها بالأشياء.

هذا السعي وراء طعم الخوف هو ما يفسر تصرفات «IT» التي يقوم على إثرها بتعذيب ضحيته نفسياً واللهو بأعصابها وإبطاء عملية الانقضاض عليها بهدف إيصالها إلى أقصى درجات الذعر والرعب، قبل أن يقرر أخيراً رحمتها والقضاء عليها، فلو كان مهتما بقتلها وأكلها فقط لفعل ذلك في لمح البصر دون إضاعة الوقت الذي يمكن أن تهرب فيه الضحية وتفر.

من ناحية أخرى، نجد أن «IT» يملك قدرة تجعل مهمته يسيرة جدا، نتحدث هنا عن قدرته على التحول إلى أي شكل يريده على الإطلاق، سواء كان إنسانا أو حيوانا أو أي شيء آخر، وهي قدرة يستغلها أفضل استغلال -كما شاهدنا في الفيلم- فيقوم بتقمص شكل أكبر مخاوف ضحاياه ضامنا بذلك إرعابهم إلى أقصى الحدود الممكنة، وكذا إرباك حركاتهم وتشتيت تفكيرهم  المنطقي بشكل تام، كما يقوم في حالات أخرى (أكثر شرا) بتقمص شخصيات أقرب الناس لقلوب ضحاياه، ما يمكنه من استدراجهم إليه، ومن ثم التحول إلى ما يخافونه.

غموض «IT»

لكن شخص «IT» لا يكون دائما على هيئة شيء معين، وذلك راجع بكل بساطة لأنه لا يطارد الأطفال كل ثانية حتى يتحول لما يخافه أو يحبه كل طفل على حدة، وهو ما جعله مضطرا لاتخاذ مظهر معين مستقر يكون عليه أغلب الوقت، فما كان منه إلا أن اختار مظهر «البهلوان الراقص وايز» الذي شاهده في إحدى المرات، نظرا لأنه مظهر مخيف للأطفال في حد ذاته.

لكن السؤال يبقى : لماذا لا يلاحظ أحد ما يحدث؟ ولماذا لا يوجد أي تحقيق رسمي في الأمر؟

للإجابة على هذا السؤال يجب علينا أن نتطرق لثلاثة حقائق: الأولى هي أن «بوايز أو IT» قادر على الاختفاء تماما عن أنظار الراشدين، فنجد طوال الفيلم أنه لا يوجد راشد واحد قد تمكن من رؤيته ولا حتى رؤية آثاره (نذكر بمشهد حمام الدم الذي لم يتمكن الأب من رؤيته على الرغم من أن ابنته مغطاة تماما بالدماء).

وهو ما يعني أن أي طفل قد يشتكي أو يلتجئ لوالديه للحماية فلن يتم تصديقه بأي شكل، كيف لا وما رآه لا يمثل سوى خوفه الأكبر، كيف يمكن أن يخبر طفل يعاني من خوف من الجراثيم أمه أن جرثومة كبيرة كانت تطارده؟ وكيف من الممكن أن تصدقه هذه الأم؟ وهو ما يعني أن هذه الشكايات لن تصل إلى الشرطة بأي شكل، أما بالنسبة للأطفال الذين تم التهامهم، فإن ما يتركه «وايز» خلفه لا يدل إلا على اختفاء طفل ربما قد تاه عن بيته في اتجاه وجهة مجهولة غير معلوم ما حل به.

أما الحقيقة الثانية فتكمن في مكان حدوث هذه الحوادث، فالبلدة التي تدور فيها أحداث القصة ليست إلا بلدة صغيرة مهملة لا قيمة لها ولا أحد يهتم بما يحدث فيها، ما يجعل تغطية الأخبار هناك شبه منعدمة، وبالتالي عدم  نقل خبر اختفاء عدد من الأطفال إلى بقية العالم ولفت انتباههم إلى غرابة ما يحدث.

أما الحقيقة الثالثة والمهمة فتكمن في زمن وقوع هذه الحوادث، وهو أمر لم يتطرق له الفيلم إلا بشكل وجيز جدا، لكن مع ذلك من المهم لفهم مدى الخطورة الحقيقية لهذا المخلوق والإحساس بشكل أعمق بمدى المأساة والرعب اللذين تحملهما قصة «IT» وهؤلاء الأطفال المساكين، أتحدث هنا عن حقيقة أن «IT» لا يستيقظ بالضرورة كل سبعة وعشرين سنة، لكنه يستيقظ بالأساس بعد وقوع مذبحة أو جريمة دموية كبيرة، وهو ما يقوم- كما هو متوقع- بالتغطية على حوادث اختفاء الأطفال في ظل انشغال الجميع بمدى وحشية الجريمة التي حدثت، ويجدر بالذكر أيضا أن وقوع جريمة مماثلة بعد استيقاظه كفيلة أيضا بإعادته إلى سباته مرة أخرى.

وقد تمكن الأطفال السبعة، أو نادي الفاشلين، من التغلب على «IT» من خلال مواجهة مخاوفهم الشخصية كل بطريقته، ما جعله غير قادر على تخويفهم وبالتالي عدم صلاحية لحمهم بالنسبة له، لكنه بعد اكتشاف هذه الحقيقة قد قام بالفرار بسرعة، وهو أمر غير مفهوم بصراحة نظرا لأنه لا يشكل سببا لعودته إلى سباته -نظرا لأننا نعلم مسبقا أنه لن يعود إلا بعد أن يصبح أعضاء نادي الفاشلين أشخاصا راشدين- إلا إذا اعتبرنا قتل «هنري» لوالده جريمة كافية لحث «IT» على العودة لسباته مرة أخرى.

في النهاية، أقدم لكم معلومتين إضافيتين عن «IT»، لم يتم التطرق لهما بأي شكل خلال الفيلم، لكنه من الممكن أن نشاهدهما في الجزء الثاني المُرتقب:

صحيح أن هذا الشيء لا يملك أي اسم إلا أنه ادعى في الرواية عدة مرات أن اسمه الحقيقي هو «روبرت غراي»، ويمكن تلقيبه بـ«بوب».

العدو الأكبر لـ«IT» هي سلحفاة ضخمة تدعى «ماتورين»، تحمل قوة هائلة وقدرات كبيرة مثله، وتعتبر المخلوق الوحيد القادر على مواجهته بشكل متوازن بل تدميره.

  كلمات مفتاحية

فيلم رعب أسطورة «IT» فترة عرض إيرادات ضخمة رواية تفسير

"IT 2" يتصدر إيرادات السينما الأمريكية بأول أسبوع لعرضه