أبرمت القمة التى جمعت زعماء مصر واليونان وقبرص، الإثنين الماضي، العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، بما يعزز العلاقات بين البلدان الثلاثة التي تحاول أن تكون محورا مؤثرا في قضايا البحر المتوسط.

وقمة قبرص، هي الخامسة التي تجمع بين البلدان الثلاث منذ 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2014.

وشهدت قمة نيقوسيا الخامسة، التوقيع على اتفاقية للتعاون فى مجال السياحة، وافتتاح مركز التكنولوجيا والإبداع، بالإضافة للاتفاق حول ملفات الطاقة والتعاون المشترك في مختلف القطاعات بما فيها الاستثمار المشترك، ودعم التجارة البينية، وملفات البيئة والحفاظ على التراث، بحسب صحيفة «الأهرام» الحكومية. 

وحضر الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسى»، والرئيس القبرصى «نيكوس أناستاسيادس»، ورئيس وزراء اليونان «ألكسيس تسيبراس»، توقيع اتفاقية تعاون ثلاثى فى مجال السياحة بمقر الرئاسة القبرصية.

وقال وزير التجارة والصناعة المصري، المهندس «طارق قابيل»، إن التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان يمثل محور ارتكاز لتعزيز التعاون المشترك بين دول حوض البحر المتوسط، منوهًا عن أن التوافق فى الرؤى بين قادة الدول الثلاث يمهد إلى إحداث نقلة نوعية فى مستوى العلاقات الاقتصادية المشتركة خلال المرحلة المقبلة.

 ودعا «قابيل»، مجتمع الأعمال والمستثمرين فى قبرص للاستفادة من هذه العلاقات المتميزة، واستكشاف الفرص الاستثمارية الصناعية المتاحة فى مصر عن طريق زيارة الموقع الإلكترونى الخاص بالخريطة الاستثمارية الصناعية المصرية، والذى يوفر بيانات كاملة وتفصيلية عن أكثر من 4 آلاف فرصة استثمارية فى 8 قطاعات صناعية مختلفة، فضلًا عن دعوة صناديق الاستثمار فى قبرص وعلى رأسها شركة pwc التى تدير نحو 40 صندوقا استثماريا فى قبرص لزيارة مصر، وعقد مؤتمر موسع حول فرص الاستثمار المتاحة فى مصر.

وشهدت العلاقات التجارية بين البلدين تطورًا ملحوظًا خلال الفترة الأخيرة، حيث بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وقبرص 42.3 مليون يورو خلال الفترة يناير/كانون الثاني- يوليو/تموز من العام الجارى مقارنةً بنحو 29 مليون يورو خلال نفس الفترة من عام 2016.

وارتفعت الصادرات المصرية السلعية إلى السوق القبرصية بفارق كبير، حيث سجلت 22.5 مليون يورو خلال الفترة يناير/كانون الثاني- يوليو/تموز من العام الحالى مقابل 12 مليون يورو خلال العام الماضى بمعدل زيادة بلغ 88%.

ومن أبرز الموضوعات التى تطرقت لها القمة الثلاثية هى قطاعات الطاقة، لافتا النظر  إلى اكتشافات حقول الغاز الجديدة بمنطقة شرق المتوسط، مبينًا أنها ستكون حافزًا ومساهما فى زيادة النمو واستقرار منطقة شرق المتوسط.

وتحاول الدول الثلاث تكثيف محاولات التعاون فى مجال الطاقة لنقل الغاز ولاتصال الشبكة الكهربائية بين الدول الثلاث، كما أن التعاون فى هذا المجال سيكون الجسر بين أوروبا والدول الثلاث وإفريقيا للربط بين دول شمال القارة بأوروبا.

ومنذ وصوله للحكم العام 2014، عبر انقلاب عسكري في 3 يوليو/تموز 2013، يسعى الرئيس المصري إلى تدشين تحالف ثلاثي مع اليونان وقبرص؛ لمواجهة النفوذ التركي في المنطقة، وترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص واليونان، والتوافق فيما يرتبط بالتنقيب عن حقول الغاز في البحر المتوسط.

وتعزز الدول الثلاث فيما بينها التعاون في أعمال الاعتراض البحري مثل اعتراض المهربين، والقرصنة البحرية، وحق زيارة وتفتيش السفن المشتبه بها، ومكافحة الإرهاب، وتبادل المعلومات، وخطط تأمين نطاق البحر المتوسط.