أعلنت الحكومة العمانية مؤخرا أنها بصدد دراسة إمكانية طرح خدمة الترام في أرجاء العاصمة، ويأتي هذا الإعلان بمثابة إشارة أولى إلى مخطط خدمة المواصلات العامة التي لطالما تطلع لها سكان العاصمة، فضلا عن المزايا العديدة التي يُتوقع لها أن تعود بالنفع المباشر على القطاع العقاري على المدى الطويل، وذلك بحسب تحليل شركة «كلاتونز» العالمية المتخصصة في مجال الاستشارات العقارية.

وبينما لم يتم الإعلان حتى اللحظة عن تفاصيل المخطط العام لخدمة الترام، إلا أنه من الواضح أن أي تحرك لتقديم خدمة مواصلات عامة سيتم استقباله بترحاب واسع، وذلك لما ستسهم به هذه الخدمة في الحد من الاختناقات المرورية التي تعاني منها مناطق وسط العاصمة بشكل مزمن.

وتعتقد «كلاتونز» بما لا يدع مجالا للشك أنه من خلال استثمارات البنية التحتية الخاصة بالمواصلات العامة، فإن الحكومة العمانية تضخ قيمة مضافة إلى قيمة الإيجارات سواء للعقارات السكنية أو التجارية.

وحول خطط الحكومة العمانية لتقديم خدمة الترام في العاصمة مسقط، قال «فيصل دوراني»؛ مدير الأبحاث وتطوير الأعمال عالميا لدى «كلاتونز»: «تعتبر خطة الحكومة لطرح خدمة الترام خطوة في الاتجاه الصحيح بكل تأكيد، وخصوصا بالنسبة لمدينة ضخمة بحجم العاصمة مسقط التي تتميز بمخططها الحضري الطولي، أضف إلى ذلك الفوائد العديدة التي ستعود على منظومة المواصلات العامة وتعزيزها بوجه عام، ونحن على يقين أن القائمين على الدراسة سيولون بحث مسارات الترام العناية الفائقة التي تضمن لهم تقديم محطات وخطوط تنسجم بشكل طبيعي مع النسيج العام لمخطط المدينة».

وأضاف: «إن الحديث عن شبكة الترام في مسقط يقودنا بشكل بديهي إلى مقارنته مع مشروع ترام دبي الذي تم إطلاقه مؤخراً ليخدم منطقة المارينا، والذي جاء مخططه بناء على المسارات الحالية لشبكة مترو دبي وشبكة حافلات المواصلات العامة، أما بالنسبة لمدينة مسقط التي تشهد توسعات عمرانية متسارعة، فإن تقديم خدمة الحافلات العامة سيكون بمثابة تكامل طبيعي مع خطط إنشاء الترام وذلك لتعزيز سهولة التنقل والوصول إلى مختلف وسائل النقل العام وتشجيع سكان العاصمة على استخدامها، فقد تطور المشهد العام في العاصمة إلى مرحلة أصبح معه من الواضح أن ما ينقصها بشكل أساسي هو شبكة مواصلات عامة، ومما لا شك فيه أن هذه الرؤية طويلة المدى ستبدأ بشكل ملحوظ في دعم قيم الإيجارات وأسعار المنازل».

وتجدر الإشارة هنا إلى أن المستأجرين والمتطلعين لامتلاك مسكنهم الخاص في أي مكان من العالم غالبا ما يسعون إلى السكن بالقرب من مواقع المواصلات العامة، إلا أن العاصمة العمانية لا تزال في طور النمو فيما يخص هذه النقطة إذا ما تمت مقارنتها بعواصم ومدن عالمية أخرى تمتلك شبكة مواصلات عامة ضخمة وراسخة مثل لندن.

وكانت جمعية المباني لعموم المملكة المتحدة خلال الصيف الماضي قد ذكرت في تقريرها أن مجرد وجود عقار ما إلى جوار محطة مترو الأنفاق على مسافة 250 مترا ضمن محيط لندن الكبرى بإمكانه إضافة قرابة 10.5% لقيمة هذا العقار، بما يوازي تقريبا 25 ألف ريال عماني (70 ألف دولار)، وتعتقد «كلاتونز» أنه فور انطلاق خدمة الترام، ستكتسب مسقط زخماً جديداً فيما يخص مزايا السكن بالقرب من مواقع المواصلات العامة.

من جانبه، قال «ماثيو رايت» مدير الاستشارات والصناعات لدى «كلاتونز» في عمان: «تكمن الفوائد الحقيقية لمشاريع المواصلات العامة في قدرتها على ربط مختلف المجتمعات العمرانية في المدينة بطريقة مستدامة ومتقاربة، ولا يزال على مطوري المشروع مجابهة تحديات وضع مخططات البنية التحتية في المواقع القديمة من المدينة، والتفكير في نظام مواصلات عامة متكامل ضمن المخطط الحضري العام للعاصمة».

إلا أن التحدي الآن هو إيجاد العناصر المتكاملة التي تؤسس لمدينة عالمية المستوى يسهل فيها التنقل سيرا على الأقدام، ومن ثم سنرى مزايا القيمة المضافة وهي تنعكس على العقارات في تلك المناطق بشكل طبيعي.