تصاعدت الشكاوي في مختلف المحافظات المصرية من نقص عقار «البنسلين» طويل المفعول الذي يستخدم في علاج الحمى الروماتيزمية، في حين أكدت وزارة الصحة توفير وضخ كميات من الأصناف المختلفة للعقار.

وأكد الأمين العام للنقابة العامة للصيادلة الدكتور «أحمد فاروق»، أن غياب الأدوية الاستراتيجية مثل «البنسلين» يعد جريمة مكتملة الأركان، بل يعد قتلا عمدا مع سبق الإصرار والترصد، مؤكدا أنها كارثة كبرى لا يمكن تجاهلها على الإطلاق لما تمثله من خطورة عظيمة على الأمن القومي المصري.

وحمل الأمين العام للنقابة العامة للصيادلة وزير الصحة والسكان الدكتور «أحمد عماد الدين» المسؤولية، قائلا إنه ينتهج سياسة فاشلة في توفير نواقص الأدوية، ولاسيما الأدوية الاستراتيجية.

كما عزا المشكلة أيضا إلى الابتزاز والاستغلال الذي تمارسه شركات الأدوية من أجل زيادة أرباحها حتى لو كان على حساب صحة المواطنين.

ونقلت صحيفة «الشروق» المحلية، عن مدير المركز المصري للحق في الدواء «محمود فؤاد» أن المركز يستقبل يوميا شكاوى من نقص «البنسلين»، وهو ما جعل سعره في السوق السوداء يصل إلى 250 جنيها، في حين أن سعره الأصلي لا يتجاوز 7 جنيهات للعقار المصري، و9 جنيهات فقط للمستورد، مضيفا أن حقنة «البنسلين» ضمن ما يقرب من 1500 صنف يواجه النقص، رغم أهميته للآلاف من مرضى الأورام والقلب والضغط والسكر وأمراض الدم.

من جهتها، أصدرت الإدارة العامة للصيدلة بالقاهرة التابعة لمديرية الشؤون الصحية، منشورا لوضع آليات صارمة لصرف «البنسلين» ممتد المفعول، حيث يطلب من الصيادلة صرف صنف «البنسلين» للمترددين عليهم بعد تسليم صورة من بطاقة الرقم القومي، وإجراء الكشف والفحوص الطبية.

وجاء في المنشور: «نظرا لعدم توافر صنف بنسلين طويل المفعول في الصيدليات العامة وإحكاما للرقابة على الأدوية الخاصة بوزارة الصحة، يتم التنبيه على الصيادلة بصرف الصنف للمترددين بعد إجراء الكشف والفحوص الطبية».

من جانب آخر، نفى المتحدث الرسمي لوزارة الصحة «خالد مجاهد»، وجود نقص في العقار، مشيرا إلى أنه خلال الشهر الماضي، تم ضخ أكثر من 300 ألف عبوة.

وأكد أنه تم التعاقد على مليون عبوة أخرى على أن يتم توريدهم تباعا استعدادا لطرحها في الأسواق.

وأوضح «مجاهد» أن إجراءات الصرف هدفها إحكام الرقابة على صرف الأدوية، وترشيد الاستهلاك، مرجعا سبب نقص العقار في الأسواق خلال الفترة الماضية إلى إجراءات الشحن والتخليص الجمركي، بالإضافة إلى التعليمات المشددة على الصيدليات والمستشفيات، بالإبلاغ عن الاحتياجات من المستحضر قبل انتهائه بوقت كاف لتفادى النقص في الأسواق، مشيرا إلى صرف المستحضر في المحافظات من فروع صيدليات الشكاوى والإسعاف.