استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل تنقذ خبرات «إسرائيل» الأمنية أوروبا؟

الأربعاء 21 يناير 2015 01:01 ص

على الرغم من أن كل الدلائل تشير إلى أن قادة الكيان الصهيوني يستغلون بشكل فج أحداث فرنسا في استعداء أوروبا، وتحديداً فرنسا على المسلمين والعالم العربي بشكل خاص، فإن الدعاية الصهيونية وجدت لها آذاناً صاغية لدى دوائر صنع القرار في الغرب. ومع أن نخب الحكم الأوروبية تحرص على التأكيد على أنه يتوجب عدم تعميم الأحكام المسبقة على المسملين وأن المواطنين الأوروبيين من المسلمين مواطنون يستحقون كل الحقوق.

إلا أن استعانة فرنسا بـ«الخبرات الأمنية» التي راكمتها إسرائيل من خلال مواجهتها الطويلة ضد المقاومة الفلسطينية لتوظيفها في مواجهة من تدعي أنهم «إسلاميون متطرفون»، يرسم الكثير من علامات الاستفهام حول مصداقية الخطاب الرسمي الفرنسي.

لقد تعاطت مؤسسات الدولة الفرنسية بجدية مع عرض رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو المساعدة في مواجهة ما أسماه بـ «الإرهاب الإسلامي»، واستدعت باريس قيادات في الأجهزة الاستخبارية الصهيونية للاعتماد على خبراتها في مجال التحقيق والبحث لإحباط مخططات تخشى أن يكون إسلاميون يسعون لتنفيذها ضد أمنها.

فقد كشفت صحيفة «ميكور ريشون» اليمينية، والمقربة من دوائر الحكم، في تل أبيب أن ضباطاً كباراً من جهازي «الموساد» والمخابرات الداخلية «الشاباك» قد توجهوا بالفعل إلى باريس لمساعدة المخابرات الفرنسية في مواجهة التشكيلات الإسلامية التي يفترض أنها تعمل داخل فرنسا. ولم تفت الصحيفة أن تشير إلى أن الاهتمام الفرنسي بالاستعانة بخدمات الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية ينبع بشكل أساس من «التقدير» الفرنسي للخبرات التي اكتسبتها هذه الأجهزة من تجربتها الطويلة في مواجهة حركات المقاومة الفلسطينية والعربية.

المفارقة، أن إسرائيل باتت تستغل أحداث باريس في تسويق نفسها كصاحبة الخبرة الأكبر في مجال محاربة الحركات الإسلامية، وراحت تقدم الدروس والعبر للأوروبيين. فقد تسابق الجيش والأجهزة الاستخبارية الصهيونية في توبيخ الأجهزة الأمنية الفرنسية لعجزها عن توفير المعلومات الاستخبارية التي على أساسها كان يمكن إحباط الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت باريس. ووصل الأمر إلى حد أن الصهاينة أخذوا يتجرأون على تقديم اقتراحات عملية بشأن إعادة بناء المنظومة الأمنية الفرنسية، بحيث تأخذ بعين الاعتبار تحقيق التنسيق والتعاون بين مركبات هذه المنظومة في الحرب على أبناء الجاليات الإسلامية ممن تحوم حولهم الشبهات.

ليس هذا فحسب، بل أن وسائل الإعلام الصهيونية أخذت تنقل عن مصادر أمنية صهيونية قولها إنه يتوجب على فرنسا استنساخ التجربة الإسرائيلية المتمثلة في مأسسة التعاون بين الجيش والاستخبارات والشرطة من أجل مضاعفة فاعلية الحرب التي تشن على «الإرهابيين».

إن المفارقة تكمن في حقيقة أن المحافل الأمنية الصهيونية تتباهى بحقيقة أن إسرائيل باتت تمثل «قلب التعاون الدولي ضد الإرهاب الإسلامي»، بدون وجل أو تردد. ويتضح من خلال الجدل الدائر في إسرائيل أن أحداث باريس يمكن أن تحقق غايتين للمستوىات السياسية والأمنية في تل أبيب، وهما: تعزيز الجهود الدولية لمواجهة الحركات الجهادية، وضمنها الحركات العاملة في المنطقة، علاوة على رهان إسرائيل أن تفضي هذه الإحداث إلى إقناع دول العالم، سيما في الغرب بضرورة تأييد إسرائيل للخطوات التي تقدم عليها ضد حركات المقاومة الفلسطينية والجماعات الجهادية في المحيط.

ومن اللافت أن عشرات المقالات التحليلات والدراسات التي نشرتها الصحف ومراكز التفكير بشأن أحداث باريس، حرصت في معظمها، على التحريض على الجاليات الإسلامية في أوروبا. فقد زعمت نخب صهيونية أنه يتوجب على أوروبا أن تدرك أنها «في حرب على وجودها، مما يستدعي تبني كل أنماط السلوك القائم على المبادرة، وضمن ذك سن قوانين تقلص من فرص تنفيذ عمليات ضد أمنها». واعتبرت هذه النخب أن فرض قيود على الهجرة ورقابة مشددة على المهاجرين المسلمين هو شرط أساس للنجاح في الحرب على الحركات «الإرهابية»!

لكن نظرة متفحصة تدلل على أن الاستنفار الإسرائيلي لمساعدة فرنسا أمنياً يخدم في الأساس إسرائيل نفسها، وتحديداً جهازي «الموساد» و»الشاباك». فمما يتوجب الانتباه إليه حقيقة أن أحد المهام الرئيسة لكل من «الموساد» و«الشاباك» تتمثل في تأمين المصالح الإسرائيلية واليهودية في جميع أرجاء العالم، وبالتالي فإن هذين الجهازين لا يسديان معروفاً لفرنسا وأجهزتها الأمنية عندما يساعدان في المس بتنظيمات تضع في أجندتها استهداف اليهود، لأن هذه الأجهزة ستتعرض للحساب عندما ينجح طرف ما بالمس بالمصالح الإسرائيلية واليهودية.

إن حماس هذه الأجهزة للعمل ضد المسلمين في أوروبا هو تقديرها بأن هناك أساسا للاعتقاد بأن محاولات استهداف المصالح الإسرائيلية والمرافق اليهودية في أرجاء العالم ستتعاظم.

إن الأجهزة الأمنية الصهيونية التي تسمح لنفسها بإلقاء المحاضرات على الأوروبيين هي الأجهزة المسؤولة عن ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية ضد الشعب الفلسطيني. ومثل هذه الأجهزة يجب أن يساق قادتها وأعضاؤها إلى المحاكم الدولية وليس لكي يتحولوا إلى»أساتذة» في مجال مكافحة «الإرهاب» لأنهم هم من أوجد الإرهاب ومارسه واقتتات عليه.

على أوروبا أن تدرك أن اعتمادها على الخبرات الصهيونية سيكون فأل سوء عليها، فإسرائيل على الرغم مما راكمته من خبرات إلا أنها تكتشف يوماً بعد يوم مدى تعاظم التهديدات التي تواجهها لأن القوة العسكرية ليست كفيلة بتحقيق الأمن في حال غاب العدل.

على الأوروبيين أن يدركوا أن جل ما يواجهونه هو نتاج الإرهاب الصهيوني ضد الفلسطينيين، وأن أحد الشروط التي تضمن تحقيق الأمن في أوروبا وفي كل مكان في العالم هو أن يحظى الفلسطينيون بالعدل.

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

فرنسا إسرائيل «الموساد» «الشاباك» مسلمون فرنسيون

يهود فرنسا يخشون حياة أكثر مشقة إذا هاجروا إلى إسرائيل

تنظيم «الدولة الإسلامية» يقطف ثمار «غزوة باريس»

أحداث باريس تسلط الضوء على قصور قدرات وكالات التجسس

نتنياهو يدعو يهود فرنسا للهجرة لإسرائيل

الاتحاد الأوروبي ينفي وجود خطط لديه لمعاقبة اسرائيل