قيادي بحزب «المؤتمر» يروي تفاصيل مثيرة عن مقتل «صالح»

الأربعاء 6 ديسمبر 2017 12:12 م

أكد قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام باليمن أن جماعة «أنصار الله» (الحوثي)، بدأت احتفالاتها بمقتل الرئيس الراحل «علي عبدالله صالح» ليل الأحد الماضي، لكن الخبر لم يعلن إلا ظهر اليوم التالي.

ويضيف القيادي لوكالة «الأناضول» أن «صالح قرر القتال مع المئات من القوات الموالية له في منزله بحي الكميم في الحي السياسي، جنوبي العاصمة صنعاء، في الوقت الذي كان فيه المسلحون الحوثيون يتقدمون بدباباتهم وعرباتهم المدرعة نحو المنزل».

وأوضح القيادي، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه «في المربع السكني الذي لا تتجاوز مساحته 3 كيلومترات، بدا الرجل ببندقيته وهو الذي فارق الزي العسكري قبل 39 عاما عند جلوسه على كرسي الحكم، باعتباره الرئيس الخامس للجمهورية العربية اليمنية، أحد المقاتلين الميدانيين المخضرمين».

وتابع: «كانت المدفعية الثقيلة والدبابات تضرب بعنف أسوار المنزل والمنازل المحيطة به، وكان العشرات من حراسة صالح الشخصية الذين يقاتلون بالرشاشات يسقطون قتلى، واحدا تلو الآخر».

وأردف: «مع مرور الساعات، كان الحوثيون يضيقون الخناق على المنزل أكثر فأكثر، بإسناد كثيف من الدبابات وصواريخ الكتف، في الوقت الذي كان فيه العشرات من حول صالح يستميتون في الدفاع عن معقلهم الأخير».

وأضاف: «كان المنزل المشهور بـ(بيت الثنية) الذي بناه صالح عقب توليه الرئاسة عام 1978، يقي عشرات المقاتلين الضربات المدفعية، لكن مع اشتداد القصف أيقنت حراسة صالح أن المنزل لن يصمد كثيرا.. وشهد صالح انهيار منزله مع حراسته الشخصية أمام تقدم الحوثيين».

وبحسب القيادي في الحزب، فإن «الحوثيين كانوا يحكمون الحصار على آخر المنازل المحيطة بمنزل صالح، وفرضوا عدة أطواق أمنية، فيما كانت الدبابات ترسل قذائفها باتجاه القلعة الأخيرة لصالح».

وقال: «بموازاة ذلك كان المئات من المسلحين الحوثيين يقودهم عدد من القيادات الميدانية، يُعتقد أن القيادي البارز أبوعلي الحاكم (رئيس الاستخبارات في حكومة الحوثيين) كان أحد قادة الهجوم».

وتابع: «رغم شراسة الهجوم، كان حراس صالح يشكلون حائط صد منيعا، إثر ذلك سقط العشرات من الحوثيين قتلى، لكن نقطة التحول في سير المعارك كانت مقتل قائد المقاومة في المنزل العميد طارق صالح، نجل شقيق صالح».

وأردف: «في جامع المنزل، اصطف صالح مع الأمين العام لحزبه (الجناج الموالي له بحزب المؤتمر الشعبي) عارف الزوكا وآخرين للصلاة على جنازة طارق، والأخير كان مضرجا بدمائه».

وطبقا للمصدر: «بعد أقل من نصف ساعة، أصيب شقيق طارق، العقيد محمد صالح، بشظية قذيفة، إلى جانب العقيد أحمد صالح الرحبي الحارس الشخصي لصالح».

انهيار خط المقاومة

وأكد القيادي في الحزب أن «خط المقاومة بدأ بالانهيار، مع مقتل قائد المقاومة طارق ونائبه محمد، ومعها تجاوز المسلحون الحوثيون أسوار المنزل وسط مقاومة شرسة من صالح الذي كان ما يزال يرتدي بزته المدنية، بالإضافة إلى حراسه المعدودين».

وأوضح: «استمرت المعارك إلى فصلها الأخير، واقتحم المسلحون الحوثيون المنزل الذي كان يصطف أمامه العشرات من الحراس قرابة 4 عقود، وللمرة الأولى كان المسلحون بسحنتهم القبلية يقفون أمام المشير الذي كان جريحا، وتنزف منه الدماء بإحدى ردهات المنزل».

وأضاف: «بدأ المسلحون الحوثيون توجيه إهانة لفظية لصالح، واعتدوا عليه بالضرب، فيما كان هو خائر القوى أمامهم، ولذلك أظهرت الصور التي أوردها الحوثيون آثار تعذيب وكدمات على وجهه، خاصة جمجمته».

ووفقا للمصدر، فقد «كتفوا يديه ورجليه إلى الخلف والدماء تنزف منه، وبدأ القائد الذي اقتحم المنزل بإجراء اتصال مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وبعد حديث مقتضب بين الاثنين، وجه الحوثي القائد الميداني بإعدام صالح فوجه أحد المسلحين السلاح إلى رأسه، وأطلق عليه النار».

وبحسب المصدر فإن «الحوثيين أجلوا إعلان مقتل صالح إلى اليوم الثاني بعد أن نفذوا مسرحية هروبه إلى مديرية سنحان ومقتله هناك، لكي يظهر لأنصاره بأنه كان يريد التوجه إلى مأرب، والالتحاق بالقوات الحكومية».

وكان «الحوثيون» قد نشروا معلومات بأن «صالح» قتل مع الأمين العام لحزبه «عارف الزوكا» وحراسه الشخصيين، وهو يحاول مغادرة صنعاء باتجاه مديرية سنحان مسقط رأسه، في منطقة الجحشي (48 كم جنوب صنعاء).

كما روجوا لاتصال هاتفي بين شخصين من القرية، أحدهما يؤكد أن «الحوثيين» اعترضوا موكبه وأطلقوا عليه النيران هناك».

ومن بين الشهود على اللحظات الأخيرة لـ«صالح»، كان «الزوكا»، الذي أصيب هو الآخر خلال عملية اقتحام المنزل، وجرى نقله من قبل «الحوثيين» إلى مستشفى 48 جنوب العاصمة صنعاء.

ووفق المصدر: «هناك في المستشفى، صفى الحوثيون الزوكا كونه كان شاهدا على تفاصيل كل ما حصل».

مصير الحراس 

وأضاف أن «الحوثيين نقلوا أيضا الحراس الشخصيين لصالح، العقيد محمد صالح، والعقيد الرحبي إلى المستشفى الألماني شمالي صنعاء، وبعد تقديم الإسعافات اللازمة لهما، تم أخذهما من قبل الحوثيين إلى منطقة مجهولة».

ورجح المصدر وفاة «الرحبي» كون إصابته كانت خطيرة.

وحول أبناء «صالح» الذين كانوا معه، قال المصدر: «كان هناك اثنان من أبناء صالح معه في ساعاته الأخيرة، هما ريدان النجل الأصغر، وجرى خطفه من قبل الحوثيين، فيما يزال مصير صلاح مجهولا حتى اللحظة».

وأضاف: «وزير الداخلية في الحكومة التي كانت مشكلة بين الحوثيين وصالح اللواء محمد القوسي، أيضا ما يزال مصيره مجهولا، فيما العشرات من الجثث كانت تملأ المكان».

وطبقا لرواية المصدر، فإن «من تبقى من حراسة صالح الذين كانوا على قيد الحياة في الهجوم، جرت تصفيتهم بالكامل من قبل المسلحين الحوثيين، في المنزل الذي كان شاهدا على نهاية حقبة زمنية من تاريخ اليمن الحديث».

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الجانب الحوثي بشأن ما أورده المصدر.

وحتى اللحظة ما تزال جثة «صالح» مع «الحوثيين».

وقال مصدر آخر في حزب المؤتمر لـ«الأناضول»، إن «الحوثيين اشترطوا عدم تشريح الجثة مقابل تسليمها، كما اشترطوا أيضا عدم إعلان موعد دفن صالح، وألا تكون جنازته شعبية، بحيث تقتصر فقط على أقاربه».

وقال المصدر إن «الحوثيين اشترطوا أيضا عدم دفنه في حديقة جامع الصالح بصنعاء، خلافا لوصية سابقة له».

من جهته، قال «محمد علي الحوثي» رئيس «اللجنة الثورية العليا» التابعة لجماعة الحوثي، في وقت سابق، إن عددا من أبناء «صالح» موجودون في المستشفى لتلقي العلاج، ونفى اعتقالهم.

جاء ذلك في كلمة أمام تجمع لأنصار الجماعة في شارع المطار بصنعاء احتفالا بانتصارهم على «صالح».

وأظهرت لقطات مصورة تداولها ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الإثنين الماضي، مقاتلين في الجماعة، وهم يحملون جثة «صالح»، وعليها آثار دماء وطلقات نارية، ثم نقلوها إلى سيارة أخرى.

وقال أحد «الحوثيين»، الذين ظهروا في الفيديو: «سيدي حسين مش ساير هدر»، في إشارة إلى أن دم «حسين الحوثي» مؤسس الجماعة لن يذهب هدرا، حيث قُتل في مواجهة مع القوات الحكومية في عهد «صالح» عام 2004.

وعزى الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، بخطاب متلفز اليمنيين في الذين سقطوا خلال اليومين الماضيين، وفي مقدمتهم سلفه الراحل «علي عبدالله صالح

من جانبها تبنت جماعة «أنصار الله» (الحوثي) في بيان لها مقتل «صالح» وعدد من العناصر الموالية له، والسيطرة الكاملة على مواقع القوات الموالية في الحي السياسي جنوبي صنعاء.

وقالت الجماعة في بيان صادر عن وزارة الداخلية التابعة لها، إن «الوزارة تعلن انتهاء أزمة ميليشيا الخيانة (في إشارة لقوات صالح) بإحكام السيطرة الكاملة على أوكارها وبسط الأمن في ربوع العاصمة صنعاء وضواحيها وجميع المحافظات الأخرى ومقتل زعيم الخيانة وعدد من عناصره».

  كلمات مفتاحية

مقتل علي عبد الله صالح حزب المؤتمر الشعبي الحوثيون حراس صالح أبناء صالح الحرب في اليمن

الجزائر: قتل «صالح» فعل همجي يخل بكرامة الإنسانية