مقتل «صالح».. يؤجج حرب السعودية وإيران ويصعد خلاف الرياض وأبوظبي

الأربعاء 6 ديسمبر 2017 06:12 ص

توقع محللون، أن يؤجج مقتل الرئيس اليمني المخلوع «علي عبدالله صالح»، «الحرب بالوكالة» بين الرياض وطهران، في الوقت الذي قد يصعد من الخلاف بين قيادتي التحالف العربي، السعودية والإمارات.

ونقل موقع «هاف بوست»، عن مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في صنعاء «ماجد المذحجي»، قوله إن «مستقبل السياسة في اليمن تغير بشكل كلي، كان صالح أحد أهم المرتكزات فيها، لكنه انتهى الآن».

والسبت الماضي، قبل 48 ساعة من مقتله بأيدي المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، أعلن «صالح» أنه مستعد لـ«فتح صفحة» جديدة مع السعودية، في خطوة أشاد بها على الفور التحالف العسكري بقيادة الرياض الذي يحارب تحالف «الحوثي» و«صالح» منذ عام 2015.

وأضاف «المذحجي» أنه بعد وصول النزاع إلى طريق مسدود، بعد 3 سنوات من سيطرة المتمردين على صنعاء، «أثار صالح آمالاً كبيرة في إنهاء سيطرة الحوثيين. وهذا لا يعني أن الناس يحبونه، لكنه شكّل فرصة لإنهاء ميليشيا تثير مخاوف».

وتابع أن انتشار مقطع الفيديو الذي يُظهر جثة «صالح» أدى إلى «إحساس الناس بالضيق؛ لأنهم شعروا بأن فرصة مهمة قد ضاعت».

وفي رد فعلها الأول على مقتله، عبّرت السعودية عن أملها في «تخليص اليمن من الحوثيين الإرهابيين المدعومين من إيران».

وبدأت السعودية تدخلها العسكري لإعادة رئيس الجمهورية «عبدربه منصور هادي»، اللاجئ في الرياض، إلى صنعاء، لكنه يفتقر إلى الكاريزما، كما أنه لا يحظى بإجماع في معسكره.

وفي هذا السياق، سيجد السعوديون صعوبة في العثور على رجل آخر مماثل لـ«صالح»، الذي حكم اليمن بين عامي 1978 و2012.

وأفاد تحليل لمركز «صوفان»، بأنه «ليست هناك شخصيات سياسية يمنية يمكن مقارنتها من حيث التأثير والنفوذ».

وأضاف أن «نتيجة مقتل صالح في المدى القصير، يمكن أن تكون زيادة حدة المعارك بين القوى المحلية؛ ما قد يؤدي إلى مضاعفة التدخل الأجنبي»، وخصوصاً السعودي والإيراني.

فرصة ضائعة

وعبرت «رندا سليم»، من «ميدل إيست إنستيتيوت»، عن اعتقادها أن مقتل «صالح» يُبعد احتمالات التوصل إلى اتفاق إقليمي.

وقالت: «الجميع على المستويَين المحلي والإقليمي يريدون استمرار الجولات العسكرية بعض الوقت قبل أن يكونوا مستعدين للجلوس على طاولة المفاوضات».

وأوضح مركز «صوفان» أن التحالف المناهض للمتمردين، الذي تسيطر عليه السعودية والإمارات، قد يشهد اختلافاً حول الجهة التي سيتم التعامل معها في غياب «صالح»، مشيراً إلى أن السعوديين يفضلون حزب «الإصلاح».

لكن «رندا»، تعتبر أن الإمارات تفضل «أحمد»، الابن الأكبر لـ«صالح» الموجود على أراضيها.

وأعلنت إيران، من خلال الرئيس «حسن روحاني»، بعد مقتل «صالح»، أن اليمنيين سيجعلون «المعتدين السعوديين يندمون على أفعالهم»، بحسب قوله.

كما أشاد قائد الحرس الثوري الجنرال «محمد جعفري»، بفشل محاولة الانقلاب ضد الحوثيين، الذين انفردوا بالسيطرة على العاصمة اليمنية بعد أن إزاحتهم من قِبل القوات الموالية لصالح.

وأضافت «رندا»: «الشيء المؤكد هو أن اليمن يتجه نحو مزيد من النزاع، في ظل سعي جميع الأطراف إلى تغيير المسار لصالحهم».

ولا يمكن للسعودية إجراء مفاوضات مع الحوثيين، وفقاً لـ«المذحجي».

وتتهم الرياض إيران بتقديم دعم عسكري للتمرد «الحوثي»، الأمر الذي تنفيه الجمهورية الإسلامية.

وضع كارثي

وفي أثناء مظاهرة بصنعاء، الثلاثاء، حاول الحوثيون اللعب على وتر الوطنية؛ برفعهم أعلام اليمن وشعارات الوحدة «اليمنيون شعب واحد»، مع وعدهم بعدم المس بعناصر حزب «صالح».

لكنَّ «المذحجي»، يعتبر أن الإحباط الذي يصيب سكان صنعاء، وحرص البعض على وضع آمالهم في «صالح» يتجاوزان غضبهم إزاء الحصار السعودي المفروض على اليمن.

ويقول في هذا الصدد: «الوضع في صنعاء كارثي، والحوثيون يفرضون قانون الميليشيات، لم تعد هناك تجارة، كما أن السوق السوداء تزدهر، والوضع الأمني مرعب».

وأضاف: «الناس يريدون دولة وقوانين، إنهم مستعدون لفتح أذرعهم لكل من يستطيع أن يضع حداً لمعاناتهم».

  كلمات مفتاحية

صالح الحوثي إيران السعودية الإمارات التحالف العربي

«الأحمر» ناعيا «صالح»: على الجميع التلاحم خلف السعودية ضد «الحوثي»