قطر تدعو إلى «آلية عربية إسلامية» لمواجهة قرار «ترامب»

الجمعة 8 ديسمبر 2017 08:12 ص

دعا وزير الخارجية القطري الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، في لقاء بقناة «الجزيرة» القطرية مساء الخميس، إلى تشكيل آلية عربية إسلامية واضحة لمواجهة قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» باعتبار القدس عاصمة لـ(إسرائيل)، مشددا على «ضرورة القيام بخطوات جماعية وتواصل جماعي مع الولايات المتحدة للتراجع عن القرار».

وأعرب الوزير القطري عن أمله في أن «يتجاوز الموقف العربي والإسلامي الإدانات إلى خطوات عملية وجماعية، بعيدا عن الأحادية والتسويات الخاصة على حساب القضية».

إعدام لمساعي السلام

وأكد الوزير القطري أن قرار «ترامب» «سيؤثر على مستقبل القضية والمنطقة بشكل كامل، ويشكل تصعيدا خطيرا وإعدامًا لعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين»، موضحا أن «القدس كانت جزءا من مبادرة السلام العربية، علاوة على حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية».

وتنص المبادرة، التي تبنتها القمة العربية في بيروت عام 2002، على تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، مقابل انسحاب الأخيرة من الأراضي العربية التي احتلتها عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية، عاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين.

وشدد الوزير على أن «قضية القدس ليست قضية الشعب الفلسطيني فقط بل هي قضية كل الشعوب العربية والإسلامية»، لافتا إلى أن «المسألة لا تقاس بالحكومات أو القيادات العربية بل بالشعوب العربية والإسلامية الرافضة لهذا القرار».

وبين أن «للولايات المتحدة دورا رئيسًا في عملية السلام، يحتم عليها أن تظل على الحياد حتى تكون التسوية كاملة وفق المبادرة العربية»، مشددا على أنه «يجب أن تكون الخطوات محسوبة قبل اتخاذها حتى لا تدخل المنطقة في دوامة إضافية».

وقال الوزير القطري إن بلاده تدعم كل جهود السلام وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس، وفق المبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية.

وحذر «بن عبدالرحمن» من وضع أطر أخرى وتنازلات لا يقبلها الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن «دعمها لا يمثل شيئا».

مباحثات «تميم» و«هنية»

وكان أمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، قد بحث مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، «إسماعيل هنية»، مساء الخميس، تداعيات القرار الأمريكي، وذلك خلال اتصال هاتفي جمع الجانبين، بحسب بيان لمكتب «هنية».

وأفاد البيان أن الحديث تركز حول القدس والقرار الأمريكي، و«المتطلبات الضرورية للتعامل مع هذا التطور الخطير»، إذ أكد الأمير «تميم» على موقف بلاده الثابت تجاه القدس، ورفض القرار الأمريكي.

واستعرض الأمير سلسلة الاتصالات التي أجراها مع زعماء عدد من الدول، ومنهم الرئيس الأمريكي، مؤكدًا الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني؛ «في هذه المرحلة الدقيقة، واعتبار أن قضية القدس هي قضية مصير أمة».

وأعلن «ترامب»، الأربعاء، اعتراف بلاده رسميًا بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، وسط موجة كبيرة من الإدانات على مختلف الأصعدة.

ولم يقتصر اعتراف «ترامب» على الشطر الغربي التابع لـ(إسرائيل) بموجب قرار التقسيم الأممي عام 1947، ما يعني اعترافه أيضا بتبعية الشطر الشرقي المحتل منذ عام 1967 إلى الدولة العبرية.

ويمثل هذا أيضا تأييدا ـ لم تسبقه إليه أي دولة ـ لموقف (إسرائيل) التي تعتبر القدس «الموحدة» عاصمة لها.

ويتمسك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المأمولة، استنادا إلى قرارات المجتمع الدولي.

  كلمات مفتاحية

قطر ترامب أمريكا الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

الدوحة تعتبر قرار «ترامب» تصعيدا خطيرا.. واحتجاجات بجامعة قطر