كشفت مصادر رسمية أردنية عن أن عاهل الأردن الملك «عبدالله الثاني» يقف اليوم دون حلفائه التقليديين في مواجهة قرار الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» بشأن القدس، مشيرة في هذا الخصوص إلى السعودية والإمارات ومصر، حسب شبكة «الجزيرة» القطرية.
ونقلت «الجزيرة» عن المصادر قولها إن هناك شعورا متناميا لدى صانع القرار السياسي في عمّان بالخذلان من دول ظل ينظر إليها باعتبارها دولا حليفة تقليدية مثل السعودية والإمارات ومصر؛ بسبب موقفها الداعم -من خلف الكواليس- لقرار نقل سفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لـ(إسرائيل).
وقالت المصادر إن هناك خشية أردنية حقيقية من تقارب خفي بين تلك العواصم العربية و(إسرائيل) على حساب ملف القدس، وشكل عملية السلام برمتها.
ولفتت «الجزيرة» إلى أن الإمارات والسعودية ومصر لم تكن ضمن محطات جهود ملك الأردن بشأن التطورات في القدس.
وأشارت إلى اختيار ملك الأردن للعاصمة التركية أنقرة؛ لبحث الأخطار التي تهدد مدينة القدس المحتلة على خلفية قرار الرئيس الأمريكي.
والتقى ملك الأردن في زيارته إلى أنقرة، الأربعاء الماضي، الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، وجدد تحذيره وأعرب عن قلقه الشديد من قرار «ترامب» بشأن القدس.
وقال الملك «عبد الله» في مؤتمر صحفي مشترك مع «أردوغان» إن «حل موضوع القدس يجب أن يكون وفقا للمفاوضات».
وأضاف أن «إنكار الحق الإسلامي والمسيحي في القدس سيعزز العنف».
ولم يستبعد الكاتب في صحيفة «الرأي» الأردنية «مجيد عصفور» أن تكون دول عربية «باركت خطوة ترامب من وراء ستار».
وقال «عصفور»: «ربما تكون دول عربية أعطت ضوءا أخضر لترامب في قراره المذكور؛ وهو ما جعله يشعر بالراحة».
وتابع: «الأردن اليوم يقود الجهد الأكبر للضغط على إدارة ترامب».
وتحدثت تقارير إعلامية عن جهود دبلوماسية يبذلها ملك الأردن منذ أيام لثني «ترامب» عن قراره بشأن القدس.
وفي زيارته الأخيرة إلى واشنطن، نبه الملك «عبدالله» إلى خطورة الاعتراف بالقدس عاصمة لـ(إسرائيل)، ونقل السفارة الأمريكية إليها.
ويسود توتر حاد منذ أشهر بين الأردن و(إسرائيل) بسبب مقتل أردنيين على يد حارس يعمل في السفارة الإسرائيلية بعمان، ويأتي قرار «ترامب» بشأن القدس في ظل تحريض سياسي واعلامي مستمر من قبل أوساط إسرائيلية ضد الأردن وصل حد وصفه بالبلد المعادي.
