لوحة «دافنشي» الأغلى.. «بن سلمان» يشتري و«بن زايد» يعرض

السبت 9 ديسمبر 2017 07:12 ص

«تغريدة وإعلان»، لم يكشفا الغموض المثار حول لوحة «سالفاتور موندي» (مخلص العالم) للفنان الإيطالي الشهير «ليوناردو دافنشي»، وإنما كشفا عمق العلاقة بين ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، وولي العهد الإماراتي الشيخ «محمد بن زايد».

ففي الوقت تثار فيه الأقاويل بين النفي والتأكيد حول المشتري الحقيقي للوحة الأغلى في التاريخ، والتي بلغت قيمتها 450 مليون دولار، وهل هو الأمير «بن سلمان» أم أحد المقربين منه، أثارت تغريدة لمتحف «لوفر أبوظبي»، الجدل، عقب إعلانها عرض اللوحة بين أروقتها.

ما بين هذا وذاك، خرج مراقبون ليؤكدوا أن «بن سلمان» اشترى اللوحة، وسيقوم «بن زايد» بعرضها، للتغطية على الغضب المثار ضد الأمير السعودي الذي يقود تقشفا في المملكة.

تطورات مثيرة

وخلال الساعات الأخيرة، شهد الجدل حول اللوحة، تطورا مثيرا، بعدما نقلت وكالة «رويترز» عن دار «مزادات كريستيز»، في نيويورك، قولها إن «دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي اشترت لوحة المسيح المخلص (سالفاتور موندي) للرسام ليوناردو دافينشي مقابل 450.3 مليون دولار».

وأضاف البيان: «نحن سعداء لرؤية هذا الرسم الرائع متاحا للجمهور في (متحف) اللوفر أبوظبي».

جاء ذلك، تزامنا مع إعلان متحف «لوفر أبوظبي»، أنه يتطلَّع إلى عرض اللوحة.

وقالت تغريدة لحساب المتحف، أن دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي قد استحوذت على هذا العمل الفني من أجل المتحف.

تزامن مع ذلك، تأكيد سعودي على لسان سفارة المملكة بواشنطن، الجمعة، إن دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، طلبت من الأمير «بدر آل سعود»، شراء اللوحة لصالحها، خلال حضوره افتتاح المتحف في 8 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

والأمير «بدر بن فرحان آل سعود»، رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، أحد المقربين من «بن سلمان»، وهو ما أكدته صحيفة «وول ستريت جورنال»، حين قالت إن الأخير هو المشتري الحقيقي للوحة.

وشددت الصحيفة، على أنها حصلت على هذه المعلومة من مصدر استخباري أمريكي ومصدر رفيع مطلع على خفايا عالم الفن السعودي.

وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادر بالمخابرات الأمريكية ومصدر سعودي، الخميس، أن «بن سلمان» أوعز لوكيل سعودي بإتمام عملية الشراء، التي تعد الأغلى في تاريخ المزادات.

وكشفت المصادر أن الأمير «بدر آل سعود»، هو المشتري على الورق أو الوكيل، بينما «بن سلمان» هو الزبون الحقيقي أو مالك اللوحة.

وجاء حديث «وول ستريت جورنال»، بعد ساعات من نشر «نيويورك تايمز»، خبرا أفاد بأن الأمير السعودي «بدر آل سعود» هو مشتري اللوحة، التي بيعت في مزاد منتصف الشهر الماضي.

وذكرت «نيويورك تايمز»، أن الأمير «بدر»، تباهى باقتناء هذه اللوحة المثيرة للجدل، والتي تعدّ منافية لتعاليم الإسلام.

وأثار هذا الإعلان، الكثير من التساؤلات، أبرزها عن القدرة المالية للأمير «بدر آل سعود»، والذي لا يمتلك ثروة مالية تسمح له بشراء لوحة بهذا المبلغ الكبير وبهذا الإصرار، إلى درجة أنه كسر المزايدات الجنونية خلال بيع اللوحة بعرض أخير بزيادة 30 مليون دولار دفعة واحدة، ليحصل علي اللوحة في الأخير، في تصرف يشبه إصرار «بن سلمان» على شراء يخت من ثري روسي، شاهده خلال عطلة له في فرنسا، ودفع أكثر من 500 مليون دولار للحصول عليه.

ولاقى الحديث عن أن «بن سلمان» هو المالك الفعلي للوحة، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين الناشطين السعوديين، لا سيما أنها جاءت بعد حملة الاعتقالات الأخيرة بالمملكة ضد أمراء ورجال أعمال بحجة «مكافحة الفساد»، حتى أن المغردين دشنوا وسما بعنوان «محمد بن سلمان يشتري لوحة بمليار ونصف».

وأشارت المغردون، إلى أن هناك مفارقة غريبة، فشراء مثل هذه اللوحة، وبهذا المبلغ الضخم من قبل أمير مقرب من «بن سلمان» يكشف «انتقائية الحملة على الفساد»، التي يقودها ولي العهد السعودي في المملكة.

دور إماراتي

كما تساءل المراقبون عن كيفية توكيل الإمارات أميرا سعوديا «غير معروف بأن له تاريخ في حقل اللوحات الفنية»، للقيام بهذا الدور، بحسب صحيفة «للقدس العربي».

وتذهب تأويلات إلى القول إن إعلان أن أبوظبي هي من اشترت اللوحة، ربما لتحويل الأنظار عن ولي العهد السعودي، الذي تربطه علاقة خاصة بـ«بن زايد».

 

 

ويستند المراقبون لتصرف أبوظبي، إلى العلاقة بين «بن سلمان» و«بن زايد»، باعتبارها مركز التحول السعودي، بعدما باتت سياسات السعودية الدولة المحافظة الغنية بالنفط، تتوافق مع سياسات جارتها الأصغر حجمًا والأكثر ليبرالية وتنوعا اقتصاديا.

ويتخذ السعوديون خطوات أكثر جرأة للحد من التيار الديني في الداخل وتشديد موقفهم تجاه الجماعات الإسلامية في الخارج، وهو الأمر الذي تقوم به الإمارات منذ فترة طويلة.

كما تتبنى المملكة سياسة خارجية أكثر عدوانية، وكان آخرها الجهود غير المسبوقة إلى جانب الإمارات لفرض حصار على قطر، وهي جارة صغيرة أخرى في الخليج، وقد دعمت قطر جماعات إسلامية مثل «الإخوان المسلمون» في مصر، و«حماس» في قطاع غزة، ما أغضب الإمارات.

كما قدم «بن زايد» لـ«بن سلمان» دعما واسعا عبر جهود اللوبي الإماراتي في الولايات المتحدة للترويج له باعتباره الحليف الأنسب لواشنطن في مواجهة التطرف والإرهاب.

من جانبه، تساءل مدير فضائية «الجزيرة»، «ياسر أبو هلالة»، عن سبب تأخر الإعلان عن المالك الحقيقي للوحة، وسبب كشف المخابرات الأمريكية عن علاقة «بن سلمان» بها.

 

 

ويفترض أن اللوحة تمثل «المسيح»، وتصوره وهو رافعا يده اليمنى، وفي يده اليسرى كرة زجاجية يعلوها صليب، وقد رسمها الفنان الإيطالي الشهير «ليوناردو دافنشي»، وتعد الأغلى بالنسبة له.

وهذه اللوحة، هي آخر عمل معروف للفنان الإيطالي الذي يعود إلى عصر النهضة، وتوفي عام 1519 ميلادية.

  كلمات مفتاحية

بن زايد بن سلمان لوفر أبوظبي لوحة فنية سالفاتور موندي دافنشي

بـ«الأغلى».. شيزوفرينيا «بن سلمان» بين التقشف الحكومي ومكافحة الفساد

فيديو.. جندي سعودي سابق وعائلته دون مأوى يواجهون البرد القارس

وزير الثقافة السعودي الجديد يعيد جدل لوحة «مخلص العالم»