كشفت دراسة صادرة مؤخرا عن جامعة الملك خالد في أبها (جنوب السعودية) أن 90% من الطلاب السعوديين يعانون من «فوبيا المناخ»، والخوف من حالات الطقس غير الطبيعية، وأن 95% من الطلاب يفضلون التغيب عن الدراسة في حال انتشار أخبار تقول إن الطقس سيكون على ما هو عليه، حتى ولو لم يتم تأكيد هذه الإشاعة من مصدر رسمي.

وشددت الدراسة، التي كانت بعنوان «فوبيا المناخ والإشاعات في دول مجلس التعاون الخليجي» وأعدها الأستاذ المساعد بقسم الإعلام والاتصال في الجامعة، الدكتور «ساعد ساعد»، على أن أسباب الغياب لدى الطلاب بسبب سوء الأحوال الجوية تصل إلى نسبة 100%.

وتؤكد الدراسة أن 90% من الطلاب يعانون من «فوبيا المناخ»، كما أوضحت أن نسبة 95% من الطلاب، الذين أجريت عليهم الدراسة، تغيبوا عن الحضور لأنهم استسلموا للإشاعة التي تبث عن تردي الأحوال الجوية، فيما تأتي أسباب غياب 80% منهم لأنهم لم يتأكدوا من صحة ما يتم تداوله من أخبار الأحوال الجوية، كما بلغت نسبة تفاعلهم وتواصلهم عبر البلاك بيري والواتساب 95%.

وأجريت الدراسة على عينة عشوائية مكونة من طلاب وأساتذة من الجامعة، فيما تم التركيز في العينة القصدية على طلبة الإعلام، واللغة العربية، والحاسب الآلي. واعتمد الباحث في الدراسة على «المنهج الوصفي»، كما استخدم أداة الاستبيان الإلكتروني لجمع المعلومات .

وكشفت الدراسة أن نسبة تفاعل الأساتذة في البلاك بيري والواتساب قليلة مقارنة بالطلبة و70% منهم لا يثقون بمصداقية ما ينشر عبر الأجهزة الذكية، بينما 30%  يصدقون ما ينقل فيه من رسائل نصية.

وبينت الدراسة أنه على الرغم من التكنولوجيا الحديثة، أصبحت الاستعلامات الجوية رهينة للإشاعة التي تخدم طرفاً معيناً، يسعى إلى تحقيق هدف معين من خلال تسريب أخبار لا أساس لها من الصحة، لتعطيل الحياة العامة سواء في العمل، أو الدراسة، أو غير ذلك، وهنا تكمن أهمية دراسة الإشاعة في علم المناخ وأثرها على المجتمعات.

وأوصت الدراسة بالحذر أثناء تلقي المعلومات، وتمحيصها تمحيصاَ دقيقاً، وربط الهيئات والمؤسسات ذات الأهمية بمواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها. كما أوصت بتقديم نشرات وأخبار خاصة أثناء الأحداث، والقضايا الكبرى، وبوسائل مختلفة كالرسائل النصية والإذاعية والتلفزيونية، بالإضافة إلى توعية الطلاب بالمخاطر التي تترصدهم في شبكات التواصل الاجتماعي، عبر عقد ندوات وورش عمل حول ذلك.