تقرير علمي: الخليج سيصبح غير صالح للسكن عام 2100

الأربعاء 28 أكتوبر 2015 12:10 م

قال تقرير نشرته صحيفة «الاندبندنت» البريطانية أن علماء يتوقعون أنه بحلول نهاية القرن ستعاني بعض المناطق في الخليج العربي من موجات شديدة الحرارة لن يتحملها جسم الإنسان ما سيجعل الحياة هناك لا تطاق للبشر.

وشدد التقرير الذي اعتمد على دراسة نشرتها مجلة «Nature Climate Change»، المعنية بتغيرات المناخ، أنه بحلول ما بعد عام 2100، ستتعرض أجزاء من قطر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين وغيرها لدرجات حرارة ورطوبة تجعل موجة الحر القاتلة في أوروبا عام 2003 تبدو وكأنها يوم منعش.

وقال الباحث السوداني «الفاتح الطاهر» المشارك في الدراسة مع زميله «جيرمي بال» إنه: «على الرغم من أن طقس مكة لن يكون بالغ الحرارة، إلا أنه قد يتسبب في حدوث العديد من الوفيات أثناء موسم الحج السنوي».

لكن الدراسة قالت إن «بعض الأماكن الخليجية سيمكنها التوافق مع تلك الأوضاع المناخية مثل أبوظبي ودبي والدوحة بفضل الانتشار الواسع لمكيفات الهواء»، لكنها قالت إنه بدون المكيفات المستمرة تصعب الحياة حينئذ.

وعلى الرغم من أن تلك الأحداث المأساوية قد تؤدي إلى خروج جماعي من المنطقة، توقع القائمون على الدراسة تأثيرات إضافية عندما يتزاحم الناس بشدة في الشرق الأوسط.

وجاء في الدراسة الأصلية التي نشرتها المجلة أنه تم إجراء محاكاة حاسوبية لما سيحدث لدرجات الحرارة في العالم إذا استمرت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون على وتيرتها الحالية، فتبين أن الدراسة تنبأت بحدوث «عدة موجات فائقة الحرارة ستؤثر على الخليج العربي لم تشهد الكرة الأرضية مثلها منذ بداية البشرية».

ووفقا للدراسة، فإن «مؤشر درجات الحرارة» لدول الخليج العربي في ذلك الوقت يمكن أن يصل لدرجة تتراوح بين 74 و77 درجة، لمدة 6 ساعات على الأقل خلال منتصف النهار.

وأضافت أنه «بتلك الدرجات شديدة الحرارة لن يكون الجسم البشري قادرا على إنتاج العرق للتخلص من الحرارة، مما يجعلها خطرا حتى على الأصحاء، وسيكون الأصلح عدم بقاء أي شخص في الخارج لأي فترة من الزمن».

كما قام الباحثان باختبار الزيادة المحتملة في معدلات الحرارة والرطوبة، وفق مؤشر WBT إذا ما استمرت انبعاثات غازات الكربون بمعدلاتها الحالية واستمرار الارتفاع في درجة حرارة الأرض والتي بلغت 4 درجات مئوية هذا القرن.

واكتشفا أن ارتفاع الدرجة على مؤشر WBT (وهو مؤشر مستحدث يضم درجات الحرارة والرطوبة معا)عن 35 درجة سيجعل أكثر الأجسام تأقلما مع الحرارة عاجزة عن ذلك وتواجه مصيرا قاتلا بعد حوالي 6 ساعات، أما الأجسام الأضعف فستواجه المصير نفسه في ساعات أقل (35 درجة على مؤشر WBT تساوي درجة حرارة 46 مئوية و50% نسبة رطوبة)، وقد وصلت الدرجة إلى هذا المعدل بالفعل في مدينة بندر ماهشار الإيرانية في يوليو/ تموز 2015.

فعند وصول الرطوبة إلى 50%، سيتطلب الأمر درجة حرارة تصل إلى 45 درجة، للوصول إلى تلك الأنواع من مستويات مؤشر الحرارة، ولكن ما أن تصل الرطوبة إلى 100%، «ستشعر وكأن درجة الحرارة قد وصلت إلى 77 درجة عندما يصل الزئبق إلى 35 درجة»، بحسب الدراسة.

ساونا شديدة الرطوبة

وقال الباحث السوداني المشارك في الدراسة «الفاتح الطاهر»، أستاذ الهندسة البيئية بمعهد ماساتشوستس للتقنيات: «يمكنك الذهاب إلى ساونا شديدة الرطوبة تصل درجة حرارتها إلى 35 درجة أو نحو ذلك، وتستطيع تحمل درجة الحرارة لفترة من الوقت، ولكن كيف سيكون الوضع عند التعرض لمثل تلك الحرارة لمدة ست ساعات أو أكثر خلال اليوم؟».

وقال أن درجات الحرارة تلك لا يمكن توقع حدوثها كل يوم، ولكن وفقا للمحاكاة، ستأتي الموجات فائقة الحرارة مرة واحدة في العقد أو بحلول نهاية القرن، مسببة وفيات جماعية

ولكن كلا من «الطاهر» و«بال» الباحث المشارك في الدراسة من جامعة لويولا ماريماونت، أوضحا أن «الوضع لن يضحى محتملا بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون ويعملون في الخارج مع عدم وجود مكيفات هواء في منازلهم».

الانبعاثات الحرارية 

وتقول «الاندبندنت» إن موجات حرارة سابقة أدت إلى العديد من الوفيات مثل تلك التي حدثت في شيكاغو عام 1995، وأوروبا عام 2003 (3000 حالة وفاة)، وتلك التي حدثت في روسيا عام 2010 (50 ألف حالة وفاة)، وأكد البروفيسور «كريستوف شار» من مركز ETH في سويسرا أن: «أي موجات حرارية أخرى سيكون لها تأثير قاتل على كل الأشخاص المتعرضين لها حتى الشباب وأولئك المتواجدين في أماكن الظل والتهوية الجيدة».

وأضاف أن التغيير المناخي يهدد حياة البشر بشكل شديد وأسرع مما كان متوقعاً؛ لذا فإن إجراءات تقليل انبعاث الغازات والاحتباس الحراري أصبحت أمراً أساسياً خاصةً لسكان الخليج العربي ومنطقة البحر الأحمر.

وخلصت المحاكاة المذكورة إلى أنه يمكن تجنب مثل تلك المستويات من الحرارة التي لا تطاق، ولكن فقط إذا خفض العالم الانبعاثات في المستقبل تماشيا مع التعهدات التي قطعت قبل محادثات المناخ في باريس في وقت لاحق هذا العام.

وقالت إن الدول الغنية بالنفط، أحبطت عدة مرات المفاوضات الدولية حول تغيير المناخ. وعانت منطقة الخليج -التي تشهد تزايداً سريعاً في تعداد السكان-عام 2015 واحدة من أسوأ الموجات الحرارية التي تجاوزت 50 درجة مئوية وأودت بحياة عدد معتبر من الأشخاص.

واختتم «الطاهر»«نأمل أن تساعد هذه المعلومات دول المنطقة في اتخاذ إجراءات جدية للتقليل من انبعاث غازات الكربون في المستقبل لأنهم أصحاب مصلحة أصيلة في ذلك».

  كلمات مفتاحية

المناخ الخليج قطر الإمارات درجات الحرارة التغير المناخي منطقة الخليج

الاندبندنت: العام الجاري أكثر الأعوام حرارة عالميا

مصر .. ضحايا «موجة الحر» يتجاوزون 100 شخص خلال 10 أيام

وفاة 61 شخصا جراء ارتفاع درجات الحرارة في مصر

حرارة الجو تصل إلى 72 درجة مئوية في إيران

دراسة: 90% من الطلاب السعوديين لديهم «فوبيا المناخ»

الإسكان في السعودية صار فكرا!

لعبة «رابح - رابح» لا تحل مشكلة الإسكان!