إعلان افتتاح «السينما في السعودية» يقسم مغردي «تويتر»

الاثنين 11 ديسمبر 2017 10:12 ص

انقسام حاد في الرأي، شهده موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إثر إعلان السعودية بدء إجراءات افتتاح دور للعرض السينمائي.

واليوم، أعلنت السعودية، موافقتها على افتتاح دور عرض سينمائي بالمملكة، على أن يبدأ منح الترخيص خلال مدة 90 يوما، وذلك لأول مرة منذ الثمانينيات.

وبحسب وزير الثقافة والإعلام السعودي «عواد العواد»، فإنه من المتوقع افتتاح أول دور سينما في مارس/آذار 2018.

القرار، لاقي ردود أفعال متباينة داخل المجتمع السعودي، ما بين مؤيد ومعارض.

وتحت وسم «السينما في السعودية»، الذي وصل إلى قائمة الأعلى تداولا في موقع «تويتر»، خلال دقائق من تدشينه، اختلف السعوديون حول القرار.

مؤيدون

الفئة الأولى، أيدت القرار، واعتبرته انتصارا للحداث والتطور الذي تشهده المملكة.

وقال «مشاري الغامدي»: «قيادة المرأة، ودخول العوائل إلى الملاعب، والاحتفالات والترفيه بكل مكان وقانون التحرش، واليوم السينما في السعودية.. سنة 2018 سقط فيها كل من أوهمنا أنها أمور تدمر المجتمع.. وكانوا سبب تخلفنا عن مواكبة العالم، أنتهى عصرهم».

وقالت «ريم»: «نحن مجتمع 70% دون 30 سنة، في أمس الحاجه لهذا النوع من الأنشطة.. السينما دخل عالي جدا للوطن، وقوة للسياحه الداخلية.. شكرا من القلب لأصحاب القرار والعاملين عليه».

كما دعا الإعلامي «مجاهد الأميري»، إلى توطين قطاع السينما منذ انطلاقه بنسبه 100%، وقال: «هو قطاع مريح كوظيفة ومهام اقتطاع التذاكر ومراقبة الصالات وعرض الافلام شغله ليست بالمتعبة.. وبيئة العمل مكيفة وفيها من الحوافز الكثير.. ومن الممكن عمل الطلاب فيها بفترة الذروة المسائية».

وأضافت «روبي»: «بلدنا أولى بدخل السينما».

وغردت «جنى» ساخرة: «النتيجة 2/0 لبنو ليبرال.. بعض الناس خسروا».

معارضة

الرأي الثاني، تصدره المخالفون للقرار، الذين اعتبروه تجاوزا في العادات والتقاليد، قبل أن يكون تجاوزا في حق الدين والشرع.

ونقل «مبتعث»، عن الشيخ «علي الطنطاوي» قوله: «بدأت السينما في سوريا بعرض الأبطال كصلاح الدين الأيوبي وانتهت بعرض أفخاذ النساء».

وتابع «بندر اينشتاين»: «كثرة الفتن يجلب الفقر وينعدم الأمن والأمان.. حسبي الله ونعم الوكيل».

وتساءل «يوسف الروقي»: «طيب وش صار على موضوع الإسكان!؟.. طيب البطالة!؟.. طيب وزارة الصحة!؟.. طيب والتعليم!؟»، مضيفا: «طيب متى بتفتحون مصانع وتبدون تصنعون كل شي بدال الاستيراد!؟، طيب وطيب وطال ليل المنتظر ما نقول غير الله يفرجها بس من عنده.. اتمنى الدولة تلتفت للمواضيع الأهم للمواطن الصالح».

واتفقت معه «رفيدة الصالحي»، حين غردت بالقول: «الأشياء المهمة صارت مثل: الأغاني والرقص المختلط، وانحلال الناس من الهوية الإسلامية، وبناء السينما.. طيب ممكن تسوون الأشياء غير المهمة للشعب: توظيف العاطلين، وحل أزمة الإسكان، وتطوير الجامعات، وحل مشكلة الضمان الاجتماعي، وزيادة الرواتب مع غلاء المعيشة».

وحذر «الميزني» بالقول: «ما نعيشه اليوم هو نفس السيناريو التي عاشته الأندلس في أيامها الأخيرة.. فماذا حصل!؟ سقطت الأندلس وذل أهلها».

وأضاف «عمر»: «إن كان القصد من هذا القرار تحسين الاقتصاد فإن البعد عن الله هو سبب الفقر».

جمع النقيضين

الرأي الثالث، فهو الذي دعا إلى جمع النقيضين، فقال «الدحمي»: «إذا أنت مع السينما في السعودية فألف مبروك وانبسط.. وإذا أنت ضد لا تحضر.. السينما ما راح تضرك ولا تضر غيرك».

واتفق معه «علي بن سلمان»: «موضوع بسيط جدا، ليش نكبر المواضيع، أقسم بالله المحترم والمؤدب راح يتعايش مع الأمور، ويبقى محترم ومرفوع الرأس، واللي قليل الأدب سواء سمحوا أو لا.. راح يستمر قليل أدب وقليل دين».

وتأتي هذه الخطوة، بعد مجموعة متنوعة من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك إعلان العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، بمرسوم ملكي صدر في سبتمبر/أيلول الماضي، بأن النساء سيسمح لهن بالقيادة اعتبارا من يونيو/حزيران 2018، بعد حظر امتد لعقود.

وخلال الشهور الماضية، وعدت الحكومة بتغيير المشهد الثقافي في إطار إصلاحات «رؤية السعودية 2030»، التي أعلنها ولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» العام الماضي، ومن ضمن تلك الإصلاحات إنشاء هيئة حكومية تعنى بالترفيه، قامت بتنظيم عدة فاعليات وحفلات غنائية وموسيقية، لم يكن مسموحا لها من قبل.

وسبق أن أفتي مفتى السعودية الشيخ «عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ»، بتحريم الحفلات الغنائية والسينما، قائلا إنه «لا خير فيها وضرر وفساد كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين»، مضيفا أن «الحفلات الغنائية والسينما فساد.. السينما قد تعرض أفلاما ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، فهي تعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا».

بيد أن رئيس هيئة الترفيه «أحمد الخطيب»، قال في أبريل/نيسان الماضي، إن السعودية ستفتح دور سينما وستبني دار أوبرا عالمية يوما ما، مضيفا أنه «يمكن للمحافظين ببساطة التزام منازلهم إذا لم يهتموا بالفعاليات».

وحاليا لا يوجد دور عرض سينمائية في السعودية، ولكن توجد دور عرض سينمائية خاصة بالموظفين الغربيين في شركة «أرامكو» في مجمعاتهم السكنية الموجودة منذ الثلاثينيات الميلادية، وتقوم بعض مقرات الأندية الأدبية والثقافية السعودية بعرض بعض الأفلام.

وخلال السبعينات حدث تطور مهم، فبعد أن كانت دور العرض السينمائية مقتصرة على الموظفين الغربيين في شركة «أرامكو»، أصبحت متاحة للمواطنين السعوديين، ثم تحولت الصالات السينمائية إلي الأندية الرياضية السعودية على وجه التحديد، وكان عرضا عشوائيا يفتقد التنظيم والتهيئة اللازمة للمشاهدة والتسويق المناسب، والاختيار الجاد.

وخلال فترة بداية الثمانينات وبعد شهرين من أحداث الحرم المكي في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1979، قامت الحكومة السعودية بإغلاق دور العرض السينمائية المتاحة للمواطنين السعوديين في محاولة منها لاحتواء غضب التيار الإسلامي السعودي بعد أحداث احتلال الحرم المكي من قبل مجموعة متطرفة.

ومنذ سنوات طويلة، تشهد السعودية جدلا واسعا حول إقامة دور للسينما بها، ويتنازع الجدل حول الأمر تياران؛ الأول محافظ يرفض أي مسعى لإقامة هذه الدور، والثاني ليبرالي يدفع باتجاه إقامتها.

  كلمات مفتاحية

السينما السعودية تويتر مغردون الترفيه

أول فيلم سينمائي بالسعودية يحقق عوائد ضخمة متخطيا «تايتنيك»